أوراق ملونة / مسجد المضمار...
علي الجاسم
مسجد المضمار
| بريشة وقلم علي الجاسم |
عرفت عمان في المراحل التاريخية المختلفة بأكثر من اسم ومن أبرز أسمائها «مجان» و«مزون» وعمان، حيث كانت ارضا وموطنا للقبائل العربية التي قدمت من اليمن وسكن بعضها السهول والبعض الآخر في المناطق الداخلية والصحراوية، ومن نعم الله على عمان انها كانت من أوائل البلاد التي اعتنقت الدين الاسلامي، فتذكر كتب السيرة النبوية الشريفة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد بعث الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه الى جيفر وعبد ابني الجلندي بن المستكبر ملك عمان حينذاك ليدعو الى الاسلام وكان ذلك نحو عام 630 ميلادية، ومما جاء في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم اليهما:
«بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله الى جيفر وعبد ابني الجلندي السلام على من اتبع الهدى أما بعد فانني ادعوكما بدعاية الاسلام اسلما تسلما فاني رسول الله الى الناس كافة لأنذر مـن كان حيا ويحق القول على الكافرين وأنكما ان أقررتما بالاسلام وليتكما وان أبيتما ان تقرا بالاسلام فان ملكما زائل عنكما وخيلي تطأ ساحتكما وتظهر نبوتي على ملككما».
وقد أجابا الأخوين الدعوة واسلما طواعية وأخذا يدعوان وجوه العشائر والقبائل الى الاسلام، فاستجاب أهلها لدعوة الحق عن قناعة ورضى، ونتيجة لاتصال بعض أهل عمان المباشر بالرسول صلى الله عليه وسلم أفرادا وجماعات انتشر الاسلام في عمان انتشارا واسعا، ومن هؤلاء الصحابي مازن بن غضوبة الذي يعد اول من اسلم من اهل عمان بعدما زار النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، فعاد الى موطنه واهله حاملاً مشعل الدين الحنيف فبنى مسجدا يقال له «المضمار» في العام السادس الهجري. وأكد تاريخ البناء العلامة بدر الدين أبي عبدالله بن محمد الشبلي الدمشقي المتوفى عام 769 هجرية. ثم أعيد ترميم هذا المسجد من جديد عام 1979 في المكان ذاته وحسب التصميم المعماري الأصلي الذي كان عليه المسجد من قبل التجديد والترميم.
والمسجد مكون من قسمين، يضم الأول أماكن الوضوء والخدمات الملحقة بها، في حين يضم القسم الثاني المصلى الذي يتسع لنحو 300 مصل يدخل الناس عليه من خلال بابين خشبيين صنعا وفق الطريقة العمانية التقليدية، كما ينفذ ضوء الخارج من خلال اثنى عشر نافذة طولية خشبية،روعي خلال عملية التجديد والترميم لمسجد المضمار المحافظة على اللمسات العمانية التقليدية، التي بقيت واضحة بشكل كبير في كل أجزاء المسجد الذي تعلوه مئذنة صغيرة عبارة عن كتلة اسطوانية مبنية من الحجر. أما المحراب فهو بسيط ولا يحوي أي نقوش أو زخرفات، ويغلب عليه اللونان الأخضر والأصفر الذهبي.
* كاتب وفنان تشكيلي
[email protected]
عرفت عمان في المراحل التاريخية المختلفة بأكثر من اسم ومن أبرز أسمائها «مجان» و«مزون» وعمان، حيث كانت ارضا وموطنا للقبائل العربية التي قدمت من اليمن وسكن بعضها السهول والبعض الآخر في المناطق الداخلية والصحراوية، ومن نعم الله على عمان انها كانت من أوائل البلاد التي اعتنقت الدين الاسلامي، فتذكر كتب السيرة النبوية الشريفة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد بعث الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه الى جيفر وعبد ابني الجلندي بن المستكبر ملك عمان حينذاك ليدعو الى الاسلام وكان ذلك نحو عام 630 ميلادية، ومما جاء في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم اليهما:
«بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله الى جيفر وعبد ابني الجلندي السلام على من اتبع الهدى أما بعد فانني ادعوكما بدعاية الاسلام اسلما تسلما فاني رسول الله الى الناس كافة لأنذر مـن كان حيا ويحق القول على الكافرين وأنكما ان أقررتما بالاسلام وليتكما وان أبيتما ان تقرا بالاسلام فان ملكما زائل عنكما وخيلي تطأ ساحتكما وتظهر نبوتي على ملككما».
وقد أجابا الأخوين الدعوة واسلما طواعية وأخذا يدعوان وجوه العشائر والقبائل الى الاسلام، فاستجاب أهلها لدعوة الحق عن قناعة ورضى، ونتيجة لاتصال بعض أهل عمان المباشر بالرسول صلى الله عليه وسلم أفرادا وجماعات انتشر الاسلام في عمان انتشارا واسعا، ومن هؤلاء الصحابي مازن بن غضوبة الذي يعد اول من اسلم من اهل عمان بعدما زار النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، فعاد الى موطنه واهله حاملاً مشعل الدين الحنيف فبنى مسجدا يقال له «المضمار» في العام السادس الهجري. وأكد تاريخ البناء العلامة بدر الدين أبي عبدالله بن محمد الشبلي الدمشقي المتوفى عام 769 هجرية. ثم أعيد ترميم هذا المسجد من جديد عام 1979 في المكان ذاته وحسب التصميم المعماري الأصلي الذي كان عليه المسجد من قبل التجديد والترميم.
والمسجد مكون من قسمين، يضم الأول أماكن الوضوء والخدمات الملحقة بها، في حين يضم القسم الثاني المصلى الذي يتسع لنحو 300 مصل يدخل الناس عليه من خلال بابين خشبيين صنعا وفق الطريقة العمانية التقليدية، كما ينفذ ضوء الخارج من خلال اثنى عشر نافذة طولية خشبية،روعي خلال عملية التجديد والترميم لمسجد المضمار المحافظة على اللمسات العمانية التقليدية، التي بقيت واضحة بشكل كبير في كل أجزاء المسجد الذي تعلوه مئذنة صغيرة عبارة عن كتلة اسطوانية مبنية من الحجر. أما المحراب فهو بسيط ولا يحوي أي نقوش أو زخرفات، ويغلب عليه اللونان الأخضر والأصفر الذهبي.
* كاتب وفنان تشكيلي
[email protected]