مبارك المعوشرجي / ولي رأي / كويتي 100 مئة في المئة

تصغير
تكبير
في جيلنا كان للأسرة الدور الكبير في تربية وتعليم الفرد أمور دينه ودنياه مع أن غالبية الآباء والأمهات كانوا أمييين أو محدودي التعليم، إلا أن هذه العلوم وصلت إليهم بالنقل والتوارث، وكان للأمثال الشعبية الدور الأول... وهي الكتاب المسموع في زرع القيم والأخلاق والتقاليد في نفوس الأبناء، وكان والدي رحمه الله إذا جلسنا في الديوان بالمناسبات أو إذا جاءنا ضيوف من خارج المدينة أو خارج البلد يحرص على تواجدنا معهم للاستفادة من الحوارات التي تدور بينهم واكتساب الخبرة والموعظة من كلامهم.

ومن أهم الأمثال التي كانوا يقولونها في طريقة التعامل مع الناس ولا تزال تتردد في ذهني كثيراً... «من لا يعدك راس مال... عده خسارة»، أي من لا يحسن تقديرك ابتعد عنه. «وتقاضى من الناس... حار بحار... ان خيراً بخير أو شراً بشر «، أي خذ حقك وأعطي الناس حقوقها بسرعة. والمثل الثالث» من لا خير فيه... تركه أخير»، والمعنى واضح.

ولعل أقوى الأمثلة للتعامل مع الناس ذاك الذي يقول «لحية احشمها... ولحية احشم نفسك عنها»، والمثل يعني عدم الرد على اساءة البذيء والمهبول، وهذا المثل أسمعه وأردده كثيراً عندما أقرأ بعض المقالات في الصحف، أو أشاهد بعض الحوارات التلفزيونية أو التصريحات النيابية نتيجة للصراع الحالي بين بعض الأقطاب في البلد، فهذه المقولات والمقابلات فيها من الكلام البذيء الذي يغتصب أسماعنا بفجاجة وفجر، إما دفاعاً عن شخص وإما انتقاصاً من آخر، ويشتمون كل من يخالفهم بالرأي، وهذا أمر قد يصيبنا بقصد أو غير قصد منهم، فأمتنع عن الرد عليهم عندما أتذكر مثلاً آخر يقول «فلان كخيشة الفحم إن طحت عليها أو طاحت عليك دمرتك» أي وسختك.



اضاءة

مقالي اليوم كويتي كامل الدسم خال من الكوليسترول والكحول والنيكوتين، واللبيب بالاشارة يفهم.





مبارك المعوشرجي

كاتب كويتي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي