وسقطت التفاحة يا نيوتن...!

تصغير
تكبير
|عبدالله الشمري|

لا تحسبن المجد تمرا أنت آكله

لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا..!

سلام من الله عليكم

يا طلاب الكويت العصاميين

لقد سقطت التفاحة!!

قبل الخوض في غمار مقالتي لهذا الاسبوع والتي عنونتها بـ(وسقطت التفاحة يا نيوتن...!) أود أن أوضح نقطه. قد يستغرب الكثير من حرصي على ذكر ابيات شعرية في مطلع مقالتي في كل اسبوع والتنوع ما بين النبطي والفصحى والسبب في ذلك هو ايماني بأن الأدب بجميع انواعه وتشعباته يصل الى القلب قبل الاذن وقبل حتى العين ولأجمع بين عشقي للشعر بنوعيه النبطي والفصحى وعشقي للمقالة والأدب عموما تجدوني دائما أبدأ بمقتطفات شعرية سواء من وحي قلمي أو من وحي أفئدة فطالحة الشعر وهذه المرة بدأت ببيت للشاعر الجاهلي حوط بن رئاب الاسدي (ابو المهوش) بيت يعتبر معلقة في طلب العلم.

ربما استغرب كثير ممن شدهم عنوان مقالتي بـ (وسقطت التفاحة يا نيوتن...!) ويحاول الكثير الآن في مخيلته ربط عنوان المقالة بموضوع هذا الاسبوع. فبالتأكيد منهم من مر على العنوان مرور الكرام ومنهم من دقق في العنوان ووجد اللغز في اختياري لهذا العنوان.

من تابع مقالاتي في الفترة الأخيرة وبعض حلقاتنا الاسبوعية كل يوم اثنين سيجد أنني كثفت من التطرق الى موضوع معين يعتبر الشغل الشاغل لشريحة كبيرة من الطلاب والطالبات ويعتبر في حالة حدوثة نقلة كبيرة في مسيرة التعليم الكويتي في كافة مخرجات التعليم بشكل عام ومخرجات الهندسة بشكل خاص. ولكنها محاربة في نظري انه لا يوجد سبب واحد يرتقي الى ان يكون سببا مقنعا في توقف هذة النقلة وكل ما يوجد على الساحة الان هو صراع شخصي بحت. بالتأكيد هو موضوع (بكالوريوس التطبيقي) بشكل عام وعلى وجه الخصوص كلية الدراسات التكنولوجية وموضوع (جامعة جابر الاحمد للعلوم التكنولوجية).

في البداية دعوني أوضح لكم سبب اختياري لهذا العنوان. والسبب في ذلك هي تفاحة نيوتن التي تعتبر الحصان الاسود في اكتشاف نيوتن لقانون الجاذبية الارضية ولعل موضوع الخبرات سيصبح (التفاحة) التي أتمنى أن تزيل الغشاوة عن الأعين عن مفهوم الهندسة التكنولوجية الذي تقدمه كلية الدراسات التكنولوجية وسبب مطالبتنا دائما بتطبيق البكالوريوس.

دائما ما يقتل الخريج الحديث عند تقدمه للحصول على وظيفة ضمن القطاع الخاص بشكل خاص بحيث يريد الارتقاء بشكل سريع في مكان لا يرتقي فيه سوى الكفاءة وما يقتل هذا التطور السريع هو موضوع الخبرة.

وربما تصل في بعض الأحيان الى انسداد جميع الأبواب في وجهه لأنه بكل بساطة ( لا يملك خبرة ). وهذا ما يضيف نقطة تميّز في صف الهندسة التكنولوجية وكلية الدراسات التكنولوجية التي ما زال لدي تفاؤل كبير بأنني سأرى تطبيق البكالوريوس فيها ان شاء الله حتى وان كنت سأتخرج خلال الكورس المقبل.

ما يميز الهندسة التكنولوجية توافر نسبة التطبيق العملي بنسبة مقاربة جدا لنسبة المحتوى النظري بما يقارب النصف حيث تخضع أغلبية المواد الى ورش ومختبرات يوضع لها نصف المحصلة النهائية للمادة على عكس الهندسة الاكاديمية التي لا يرى فيها الطالب المختبر الا في كل ستة أشهر مرة واحدة!!

وهذا بالتأكيد ما يرفع من كفاءة الطالب المتخرج من حيث إنه واعٍ تماما لكل تشعبات تخصصه في التخطيط والتنفيذ. بالاضافة الى ان هناك ميزة تمتاز بها الهيئة العامة للتعليم التطبيقي بشكل عام وهو (التدريب الميداني) حيث يخضع الطالب لتدريبين ميدانيين كل ميداني يكون في شركة معينة بحيث يلتزم الطالب بالميداني وكأنه موظف تحت التدريب وهو مطالب بتقرير أسبوعي عما يتعلمه من خلال الشركة التي يتدرب فيها. وعند التخرج يتسلم الطالب شهادتين خبرة بأنه كان تحت التدريب لفترتين مختلفتين الأولى لمدة شهر ونصف الشهر والثانية لمدة ثلاثة شهور وبذلك جمع الطالب التكنولوجي ما بين الشهادة العلمية والخبرة العملية في نفس الوقت وهذا ما تفتقر له بقية مؤسسات التعليم في الكويت. ولأنني أمتاز كما يقول البعض بأنني ان تحدثت لا أسكت فكان لهذة النقطة وقع التشجيع على نفسي عندما تدربت في احدى الشركات المرموقة وعند اجتماع مدير الشركة مع الطلبة المتدربين وجهت له سؤالا بسيطا... في حالة تقدم شخصين لطلب وظيفة مهندس بحيث كان الاول خريج اكاديمي والثاني خريج تكنولوجي... من ستختار...؟؟

فكانت اجابته بأنه لا يوجد فرق بين الاثنين من خلال التوظيف ولكن في حالة المفاضلة بين هذين الشخصين سأختار التكنولوجي لانه متشبع من الناحية العلمية وملم بجميع جوانب تخصصه من الناحية العملية.

ولكن للأسف لا تزال بعض العقول لدنيا لا تريد أن تقتنع بضرورة تواجد الهندسة التكنولوجية ضمن مخرجات التعليم الاساسية في الكويت.

هذا بالضبط ما أسميته تفاحة نيوتن... لعل موضوع الخبرة يوصل رسالة واضحة لجميع المختصين بالدولة بضرورة تطبيق بكالوريوس التطبيقي بشكل عام وأن التفاحة التي سقطت مرارا وتكرارا تصرخ بصوت واحد مطالبة بأن يرى بكالوريوس التطبيقي النور.



نقطة إلى وزير التربية

قالت العرب ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر

يوجد الكثير الآن من خريجي التطبيقي وكلية التكنولوجيا على وجة الخصوص يصنفون ضمن قائمة (الهجرة الطلابية) بحثا عن العلم المفقود في الكويت.

أتمنى وأنا متفائل الى أبعد الحدود بأن أرى في القريب العاجل تطبيق بكالوريوس التطبيقي في الكويت لأنه في النهاية سينهض بالمسيرة التعليمية في الكويت ويمنع الهجرة الطلابية خارج الكويت. فالكويت يا سيدي الكريم تستحق الأفضل دائماً وأبداً.





كلية الدراسات التكنولوجية

هندسة ميكانيكا الانتاج

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي