مبارك المعوشرجي / ولي رأي / 5 دول في 5 أيام

تصغير
تكبير
«حول العالم في 80 يوم» قصة من تأليف الكاتب الانكليزي جول فيرن كانت مقررة علينا أثناء الدراسة في المرحلة الثانوية، أيام زمان، تروي حكاية رهان بين شخص وأصدقائه حول قدرته على لف العالم في 80 يوما... وقد نجح في ذلك بحسب القصة التي ذكرتني بها جولة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد لدول الخليج العربية الـ 5، جولة أعلن عنها بعد تجاوز سموه للاستجواب العاشر له، الذي كانت أحد محاوره أن سياسته أدت إلى فتور العلاقات بين دول الخليج العربي الشقيقة والكويت، ما دفع النائب محمد هايف المطيري أن يصف هذه الجولة بأنها احدى بركات الاستجواب، ما عرضه إلى النقد والاستهجان من معسكر الرئيس.

بدأ سموه جولته بزيارة المملكة العربية السعودية يوم الاثنين 4-7، والتقى خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأدى مناسك العمرة، ثم أدى الصلاة في المسجد النبوي الشريف بالمدينة، وغادر المملكة في يوم الثلاثاء، حيث زار سلطنة عمان، والتقى بجلالة السلطان قابوس بن سعيد، ثم غادر السلطنة يوم الأربعاء، ووصل لأبوظبي واجتمع برئيسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، ولوحظ خلال هذه الزيارة غياب نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء سمو الشيخ محمد بن راشد، ومعظم حكام الإمارات الباقين، وغادر الإمارات يوم الخميس ليتجه إلى قطر ويلتقي بصاحب السمو نائب الأمير الشيخ تميم بن حمد، ومن ثم ذهب إلى البحرين في يوم الجمعة ليختتم زيارته إلى دول الخليج بلقاء مع رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان، وفي نهاية كل هذه الزيارات كان يصدر بياناً مكرراً يتحدث عن حسن العلاقات الكويتية - الخليجية والرغبة بتطويرها وبضرورة التشاور في حل قضايا المنطقة، ولم يحدث خلال هذه الزيارات أي لقاء شعبي أو توقيع أي اتفاقية أو افتتاح أي مشروع مشترك، ولم يعقد سموه أي مؤتمر صحافي أو لقاء تلفزيوني ليشرح أسباب زيارته وأهدافها، بل كانت الرحلة عبارة عن جولة ماراثونية بسرعة قياسية لا أظن أنها استطاعت لقصر المدة أن تبث الدفء للعلاقات الكويتية - الخليجية الفاترة كما ورد في استجواب الرئيس، بل كانت زيارات مجاملة ورفع عتب بين سموه وقادة الدول الخليجية، وطي صفحة من صفحات استجواب سابق، ودرءاً لأي استجواب لاحق.





مبارك المعوشرجي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي