مصادر الإشعاع تتنوع واذا كانت في القرن الماضي قليلة ومحدودة، فإنها في قرننا الحالي تتشعب وتتلون وتكثر وتنتشر واعلاميا اصبحت الدنيا قرية صغيرة يطلع اصحابها على أفكار بعضهم في لحظة وجيزة مع تباعد اصقاعهم، وان من مصادر الاشعاع الثقافي الاذاعة، اذ كانت في الماضي هي الوسيلة الوحيدة التي يطلع الانسان من خلالها على انواع من الثقافة، وهي الآن تكاد ان تكون محدودة في خضم تعدد الوسائل الاشعاعية.
الذي يهمنا في هذا الصدد اذاعة دولة الكويت الحبيبة، التي اصدرت كما هائلا من البرامج عبر الاعوام، وكانت من الاذاعات المميزة في الوطن العربي، الذي يهمني ايضا ان اسلط بعض الضوء عليه ثلاثة من البرامج التي اذيعت خلال فترة العصر من ايام شهر رمضان المبارك لاستذكر مع القارئ العزيز نكهة البرامج التي كانت تبث من الاذاعة قديما، ولكن في طراز مجدد.
«صيد العصاري» اخذنا استاذنا بدر بورسلي من خلال برنامجه في رحلة عبر عام 1925 في مجال مجلة «تياترو» المصرية، اذ قارن في صياغة الخبر وطريقته واستخدام من خلال ما يقرأه على المستمعين مواقف حالية ربطها بما يقرأ قديما، ناهيك عن القضايا اليومية التي يلزمها اشباع من البحث والتحليل بكلمات من لهجتنا الحبيبة.
واذا نظرت إلى رمال الخليج، فإنك تجد استاذنا رضوان مقامس، وهو يأخذك في رحلة خليجية مفعمة بالأمثال والاقوال والاشعار التي تتداول بين ابناء الخليج ليؤكد أن الخليج وحدة واحدة في الهوية.
ايام تكثر فيها الاقاويل والمطلع على مسلسل «فريج يقولون» خلال عصر ايام شهر رمضان المبارك فإنه يجد فكرا طيبا في طرح القضايا المحلية والشؤون التي تهم المجتمع وتضخيم الافكار بدرجة تصل إلى اللا معقول، ثم توضع الحلول البسيطة التي تثير انتباه المستمع إلى التبصر في امور حياته اليومية.
استاذنا سمير القلاف حاول ان يسلط الاضواء على اهم القضايا التي طرحت على الساحة خلال العام الماضي وتثير الاضواء في انبعاث الامل للتفكير المنطقي نحو ايجاد النور وترك ما يقولون.
سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي