متحدرة من أم لبنانية ووالد من صعيد مصر

سعاد محمد ... الكبيرة في الزمن الجميل رحلت عن 85 عاماً

تصغير
تكبير
| بيروت - من محمد حسن حجازي |

شيعت امس في القاهرة جنازة الفنانة الكبيرة سعاد محمد التي غيبها الموت عن 85 عاماً، بعد معاناة طويلة مع امراض عدة بينها الشيخوخة، تاركة إرثاً راقـــــياً مهماً ونموذجياً في مجال الغناء وبعض الافلام التي قدمتها موهبة كبيرة.

أمضت سعاد محمد ردحاً من حياتها في الاعوام الاخيرة تعالج من الامراض، وكانت تردد بأنها حزينة لعدم استطاعتها الحضور كمطربة، فالصوت مازال هو هو والذاكرة جيدة، المشكلة كانت في وهن الجسم واخفاقه في تنشيط نفسه، وسقطت اكثر من مرة مغمياً عليها، لتنقل الى قسم الطوارئ ومن ثم تعالج وتوضع في العناية الفائقة ثم تعود الى منزلها لمتابعة العلاج تحت اشراف طبي نموذجي.

تاريخها حافل بالنجاحات

والألحان المتفردة... كانت كبيرة في الزمن الجميل، زمن الكبار، أم كلثوم، اسمهان، ليلى مراد، فايزة أحمد وصولاً الى شادية ووردة وغيرهن، ولطالما تفردت من بينهن باستعراض قدراتها الصوتية الواسعة، المعبرة والقادرة، وكانت تردد على مسامع الاعلاميين:

«ان كل الكبار يقولون لي كلاماً رائعاً عن صوتي، لكنني لا اجد اهتماماً منهم بتقديم العدد الوافر من ألحانهم كي اغنيها، ترى هل يجدون غيري اجمل مني ربما».

هي ابنة بيروت... ظهرت ملامح موهبتها باكراً، واذا بها لا تنفك تحيي حفلات في المدارس والاحياء ثم لم يتسع لها الوسط الفني في لبنان فغادرت الى دمشق حيث تلقفتها الاذاعة السورية بناء على تبني الملحن محمد محسن لصوتها ووصفه له بأنه: اكتشاف كبير في عالم الغناء، ما فتح ابواب الاستديوهات لها كي تسجل اغنيات راقية دينية وعاطفية كانت تبث على مدار الساعة عبر اثير إذاعة دمشق قبل ان يتم افتتاح اذاعة لبنان (عام 1959).

ويحسب لـ سعاد انها كانت في طليعة اللواتي سافرن الى القاهرة من بين مطرباتنا الكبيرات (صباح، نجاح سلام، فايزة احمد، نور الهدى وغيرهن) لذا قطفت معالم البداية في القاهرة وعرفت كيف تكسب الرهان على صوتها من خلال ألحان أبدعها رياض السنباطي وزكريا احمد، وظل اي لحن من الموسيقار محمد عبد الوهاب سؤالاً استفهامياً محيراً لديها، فهي عرفت بما قاله علناً من اهمية صوتها ومنافستها لـ ام كلثوم، ثم كانت استقبالاته لها رائعة، لكن لا ألحان وهو يقول لها: «اصبري شوية علي».

عدة آلاف من الاغنيات، وفيلمان ظهرت فيهما: «فتاة من فلسطين» (محمود ذو الفقار)، و«انا وحدي» (بركات). كما دبلجت غناء العديد من الاصوات في افلام معروفة (بمبة كشر).

الفنانة الكبيرة التي تحدرت من ام لبنانيه واب من صعيد مصر تزوجت ثلاث مرات وانجبت عشرة ابناء من الشاعر محمد علي فتوح، والمهندس ضياء الدين بيبرس، ابنتها نهاد فتوح اعتزلت الغناء منذ سنوات وتحجبت ونجلها عماد صحافي، وآخر يدير برامج في الـMBC.

من اغنياتها التي عرفت حضوراً يا مسهر عيني، يا نازلين البحر، يا ظالمني، يا بخت المرتاحين، يا اكحل العينين، وين يا زمان الوفا، هلا بالورد، ولا زمان، وعدتك بقلبي، مين يشتري قلبي، من عيوني، حين قلي يا حبيبي، حلا الكاسات، مظلومة يا ناس، معشر الناس، محتار قلبي، مش معقول، ما دام انت مش هنا، ماذا تقول العيون، لو عاد حبيبي، لمن يا فؤادي، كتّر خيرك، احلفك، الشوق يا بوي، عمري يوم، الموعد المنتظر، الهوى الاول، امانة عليك، انا هويت، عيوني اليوم سهرانة، طول او لا تطول، طيف الحبيب، عالقليلة طل، قرة العين، وقصائد (حنان وقسوة، حنين، ما هكذا)، قلبي أراه حلو العيون، دمعة على خد الزمن، زهر يا هالجوري، شو صار وضيعوك.

ومن اغنياتها الدينية: (الهي هبني، رحماك يا ربي، دعاء الحق)، والوطنية: (يا زعيم يا جمال، القدس، زهور من جبل النار، قصيدة نسائم الازر).

واذ تغيب سعاد محمد فإن حقبة مهمة من تاريخ الغناء انطوت معها، ليبقى ارثها حاضراً في الاسماع.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي