مؤسس حزب مصر القومي اتهم أميركا وإسرائيل بقتل السادات
طلعت السادات لـ «الراي»: أوافق على العفو عن مبارك... والرئيس القادم لابد أن يكون عسكرياً
طلعت السادات
| القاهرة - من حنان عبدالهادي |
أعلن النائب البرلماني المصري السابق ومؤسس حزب مصر القومي طلعت السادات انضمامه الى السيدة رقية السادات، نجلة الرئيس المصري الأسبق أنور السادات، في البلاغ الذي قدمته وتطالب فيه باعادة التحقيق في مقتل والدها واتهام الرئيس السابق حسني مبارك بالمشاركة في اغتياله.
وأشار الى أن رقية تريد أن تعرف من الذي قتل والدها ومن سهلوا لدخول خالد الاسلامبولي لم يحاكموا، خصوصاً أن الضابط ممدوح أبوجبل، الذي أعطى له ابر النار، تم تعيينه ملحقاً عسكرياً في الخارج. وحول الأوضاع في بلاده قال السادات: أعتقد أنه من الأفضل أن يكون الرئيس المصري القادم من المؤسسة العسكرية، لأن المرشحين حتى الآن لا يستطيعون ادارة شؤون مصر. وأشار الى أن «حزب مصر القومي» سوف يكون قوياً لأنه سيكون الأقرب الى الناس. وهذا نص ما دار معه من حوار:
• هل ينوي النائب السابق طلعت السادات ترشح نفسه لرئاسة الجمهورية؟
- أنا قلت من قبل مرات عدة انه اذا رشحني المصريون للرئاسة وقالوا انه يصلح أن يكون أبًّاً وأنه يحب الناس بما يرضي الله ويده نظيفة، لو المصريون رشحوني على ذلك الأساس فسوف أقبل، ولكنني قررت عدم خوض الانتخابات الرئاسية.
• في رأيك كيف يمكن للثورة المصرية أن تحقق نجاحات على أرض الواقع في هذا الوقت الصعب؟
- المطلوب عملية التطهير والتغيير، ولا يرضي أحداً أن حكومة تسيير الأعمال هذه ليس بها شاب واحد وليس هناك أي وزير منهم ثوري أو له علاقة بالثورة، نحن نحتاج الى اصلاحات كثيرة في الدستور والقانون والاقتصاد والسياسة الخارجية... الله يكون في عون الأب الذي سيأتي لتولي المسؤولية، نريد أن نقوم بعمل تنمية، أين الفكر الثوري الذي سيقوم بعمل ذلك؟
• كيف ترى مواصفات الرئيس المصري القادم؟
- صراحة، أرى من الأنسب أن يكون من المؤسسة العسكرية، لأنها مؤسسة منظمة، وقادرة على التعامل مع أوقات الأزمات. وخريج هذه المؤسسة هو الذي في امكانه ادارة شؤون مصر في هذه المرحلة.
• ماذا عن تجربة «حزب مصر القومي»... بعد تقلدك رئاسة «الحزب الوطني» لأيام عدة؟
- حل الحزب الوطني قرار سياسي وليس قراراً قانونياً، وأرى أن تجربة «حزب مصر القومي» سوف تكون قوية مع الوقت، وسوف تنضم للحزب كوادر قوية في المحافظات ستكون قادرة على خوض معارك قوية في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
• هل يمكن أن يكون بين أعضاء الحزب أعضاء من الوطني المنحل؟
- ليس هناك مانع من انضمام أي عناصر صالحة من «الوطني» أو غيره، والحزب مفتوح للجميع بشرط أن يكون قادراً على التعامل مع المعطيات الجديدة.
• ما رأيك في ما يتردد أن هناك دولاً وأشخاصاً يطالبون بالعفو عن الرئيس السابق مبارك؟
- أنا مع هذا الطلب، وعلينا أن نتذكر للرجل أنه قائد الضربة الجوية، وأنه خدم هذا البلد لأعوام طويلة، ولكن العفو عنه وحده... أما نجلاه فيحاكمان وفق قواعد قانونية وليست سياسية.
• كيف ترى عملية ضخ الغاز المصري لاسرائيل في ضوء نتائج الثورة وتداعيات تفجير خط الغاز في سيناء؟
- العلاقة مع اسرائيل لابد أن يعاد تقييمها من البداية وتعود كما كانت يوم أن بدأنا السلام، سلام القوة والكرامة والاحترام وليس الخنوع والخضوع والخوف.
• ما رأيك في ما أعلنه الوزير المصري الأسبق حسب الله الكفراوي ونائب رئيس حزب التجمع أبوالعز الحريري من أن لديهما معلومات ومستندات أن الرئيس السابق مبارك متورط في قتل الرئيس الراحل السادات؟
- هناك آية قرآنية كلما قرأتها أتذكر ما حدث على مدار الأعوام الماضية، وفي عز قوة حسني مبارك وأتباعه وفي وقت كان الكلام عزيزاً وكان من يقول الحق عملة نادرة، حيث قال الله تعالى «يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول الا كانوا به يستهزئون»، والرسول هنا يعني قول الحق من دون خوف، فقد تكلمت كثيراً عن مصر وأحوال الأمة العربية كلها، ولكن كان يؤخذ بالسخرية، وسجنت لقول الحق، وثبت مع الأيام أن كل كلمة قلتها صدق، ولم يكن لي مصلحة في ما قلت، وأنا أتكلم كرجل قومي وأحب مصر وتراب الأمة العربية ولا أخاف الا من الله.
وأنا أتفق مع السيدة رقية السادات (الابنة الكبرى للرئيس السادات) في البلاغ الذي قدمته بعد الثورة فهي لم تتكلم من قبل حتى لا تدخل السجن، ولكنها تكلمت الآن وهذا حقها، والرئيس السادات والدها، ودمه في رقبتنا نحن المصريين ورقبة الأمة العربية كلها، لأنه أيام السادات لم يضار أحد وتحققت في عهده الكرامة بالنصر على اسرائيل في أكتوبر.
ورقية السادات من حقها أن تبحث عن دم والدها، وأنا سبق أن حاولت ذلك، ولا أزال، ففي العام 1982 قدمت طلباً للمدعي العام العسكري ليفتح التحقيق في ذلك، ولكنه قال ان القضية حفظت.
• هل هناك تضامن من كل أسرة السادات مع السيدة رقية في البلاغ الذي قدمته للنائب العام المصري؟
- السيدة رقية السادات «جدعة»، لكن الغريب أن جمال نجل الرئيس الراحل لم يقدم بلاغاً بذلك الأمر ولا أعرف لماذا؟ ورغم أن السيدة رقية ليس لديها الا فقط معاش والدها ولم تأخذ شيئاً، ولكنها لن تفرط في دم والدها.
• اذا كانت هناك مستندات أكد وجودها أبوالعز الحريري عن مقتل الرئيس السادات، فهل تملك مستندات خاصة تؤكد تورط الرئيس السابق مبارك؟
- أبسط الأمور أن الناس الذين قاموا بهذا الأمر وسهلوا لدخول خالد الاسلامبولي لم يحاكموا، فمن الذي أتى بخالد الاسلامبولي من الاجازة وأصر على ذلك؟ ومن الذي أعطى لهم ابر ضرب النار والقنابل اليدوية والكارنيهات التي دخلوا بها ولم يحاكم ولكنه ترقى في العمل؟ هو ممدوح أبوجبل ضابط مخابرات حربية، وهو الذي أعطى لهم ابر ضرب النار، وكان على علاقة بالمجموعة التي نفذت العملية أو كان يعرف أمير الجماعة.
والغريب أنه لم يحاكم وتم تعيينه ملحقاً عسكرياً بالخارج وتمت مكافأته! كما أن الحرس الخاص للرئيس الذي صرف عليه 25 مليون دولار وكانت منحة من الحكومة الأميركية لمصر لتدريبه لم يضرب رصاصة واحدة وأصبحوا الآن من أغنياء مصر، فمن أين جاؤوا بهذه الأموال؟!
وقائد الحرس الجمهوري المشير آنذاك أبو غزالة تمت ترقيته من فريق لمشير، وحتى نفتح تحقيقاً في مقتل السادات ونصل لنتيجة صحيحة لابد أن نبدأ بالمشير أحمد بدوي الذي تحطمت طائرته مع 14 لواء من جميع قادة أفرع القوات المسلحة فوق سيوة، فقد أرادوا أن يتخلصوا من بدوي ومن الضباط قادة أفرع القوات المسلحة كلهم حتى يأتوا برجالهم. أمر مقتل السادات مرتب، ولكن المشكلة أن النائب العام لن يستطيع أن يسير في هذا الطريق لأنه أمر عسكري.
• اذا كان هذا الطريق غير مجدٍ ولن يؤدي الى شيء، فهل ستقوم بالفعل بتقديم طلب للمحكمة الدولية؟
- بالفعل هذا ما سأقوم بعمله، وتحدثت مع أحمد ناصر المحامي، وكان محامي خالد الاسلامبولي وكانت معه القضية كاملة، وقلت له أن يرسلها لي، فقال لي انه مر عليها 30 عاماً، رغم أنه لم يكن على وفاق مع الرئيس السادات فانه على وفاق معي لأننا كنا زملاء في مجلس الشعب. كما هاتفني الدكتور عاطف، وهو الطبيب الذي كان موجوداً عند توقيع الكشف الطبي على الرئيس السادات، وكان ضابطاً بالجيش ولم يستطع أن يتكلم الا بعد أن خرج على المعاش وذهب ليعمل طبيباً بالسعودية، وقال لي «لو سمحت ارسل لي صورة التقرير الطبي لنعرف اذا كان مغايراً عما كتبناه وما شاهدته بعيني»، ثم قال لي الدكتور عاطف انه مضروب من ظهره برصاصة.
اضافة الى ذلك أن والدة خالد الاسلامبولي طلبت تسليمها جثة ابنها لكنهم رفضوا ذلك رغم أنه حق لها، ولذلك عندما تقول السيدة رقية انها رأت انساناً يشبهه في مكة فكلامها محتمل، فأين الجثة اذا ما تم تنفيذ حكم الاعدام فيه؟ فاذا لم نر الجثة ونقوم بتحليل الـ «DNA» يكون الاسلامبولي لم يقتل ويكون قد ضرب رصاص «فشنك»، ولذلك فالمحكمة الدولية لا تحتاج الا الى شكوى تقدم وتبحث. المشكلة أننا لم نصدق عليها حتى نكون عضواً عاملاً، لكني كفرد يجب أن أتقدم بشكوى وسآخذ لهم نسخة من القضية. وأرجو أن تكون هناك رسالة موجهة للمهندس جمال السادات والسيدة جيهان حتى يقفا الى جوار رقية في هذه القضية لمعرفة الحقيقة وراء مقتل الرئيس السادات، وأرجو ألا يكرروا ما قاموا به معي وألا يهاجموها فهي سيدة على درجة كبيرة من الثقافة.
• لماذا لم تقم برفع بلاغ آخر تضامناً مع السيدة رقية؟
- هي أخذت اجراء وسارت فيه، وأنا رأيي معروف، لأنني لو ظهرت قد أقابل باعتراض من قبل البعض ومنهم المهندس جمال السادات، وهذه سياسة، لكن الرئيس أنور السادات ملك لكل المصريين، لكنه هاجمني قبل ذلك بايعاز من أجهزة معينة في الدولة، ولكن كل ما أرجوه ألا يهاجم أخته في هذه الخطوة.
• عندما خرج عبود الزمر أثار ذلك شجوناً عند البعض فهل أثار ذلك بالنسبة لكم؟
- لا، أنا طالبت بخروجه، والموت قدر الله، وحتى على مستوى اخوتي وبيتي عندما أفكر في أي شيء خاص بالعائلة أضع نفسي في مكان والدي وأفكر بطريقة تفكيره نفسها. لو الرئيس السادات كان حيًّا لقال اخرجوه وليذهب الى بيته أنا أعرف ذلك، فقد كان الرئيس السادات طيبا جداً، ومن عرفه يقول انه أب من نوعية نادرة. وقد قدمت من قبل طلبات احاطة في مجلس الشعب واستجواباً لرئيس الوزراء ووزير الداخلية لإخلاء سبيل المعتقلين وأولهم عبود الزمر، هؤلاء الناس كانوا قد حصلوا على أحكام بالافراج، فلماذا نبقي عليهم داخل السجون، وماذا يعني ذلك؟ فالمؤبد في مصر معروف أنه 25 عاماً فلماذا يأخذها عبود 35 عاماً!
• هل يعني ذلك خوف النظام السابق من خروج عبود أو أن تكشف حقيقة مقتل الرئيس السادات؟
- لا أعرف السبب. لكني كنت أرجو من الأخ عبود الزمر عندما خرج أن يكون ذلك بمظهر لائق وكلام عقلاني مادام أنه سيمارس العمل السياسي فكان عليه ألا يخيف الناس وألا يكون فزاعة ويضر «الاخوان المسلمون» فالناس كانت تنظر الى «الاخوان» في الفترة الأخيرة على أنهم متسامحون وطيبون، لكن كلام عبود عن الجزية والقتل أخاف الكثيرين. نيلسون مانديلا كان قاتلاً وخرج ولكنه خرج بطلاً وكان يخاطب الشعب بشكل جيد عن التسامح. وكان على عبود أن يتوازن أولا ثم يتكلم، لكنه للأسف لم يتعفف في كلامه وأخطأ وما قاله ليس من الاسلام وأخاف المسلمين والمسيحيين. وبدأنا ندخل في استعراض العضلات «الاخوان المسلمون» كانوا ينزلون ناسهم في ميدان التحرير، والاخوة المسيحيون كانوا ينزلون ناسهم في ماسبيرو.
• لكن عبود الزمر قال انه لم يخطط لقتل الرئيس السادات، وأنه فقط كان يعرف بعملية الاغتيال ولم يشارك فيها ولم يبلغ بها؟
- عبود يكون غبياً لو ربط نفسه بمقتل السادات، وأنا أتهم أميركا واسرائيل في عملية الاغتيال، فمن قام ليس وطنياً، لو كان وطنيا يحب مصر لكان انتظر الـ «180» يوماً حتى نتسلم بقية سيناء وقتله، لكن ما الذي يجعله يقوم بقتل السادات قبل تسلم بقية سيناء؟!
أعلن النائب البرلماني المصري السابق ومؤسس حزب مصر القومي طلعت السادات انضمامه الى السيدة رقية السادات، نجلة الرئيس المصري الأسبق أنور السادات، في البلاغ الذي قدمته وتطالب فيه باعادة التحقيق في مقتل والدها واتهام الرئيس السابق حسني مبارك بالمشاركة في اغتياله.
وأشار الى أن رقية تريد أن تعرف من الذي قتل والدها ومن سهلوا لدخول خالد الاسلامبولي لم يحاكموا، خصوصاً أن الضابط ممدوح أبوجبل، الذي أعطى له ابر النار، تم تعيينه ملحقاً عسكرياً في الخارج. وحول الأوضاع في بلاده قال السادات: أعتقد أنه من الأفضل أن يكون الرئيس المصري القادم من المؤسسة العسكرية، لأن المرشحين حتى الآن لا يستطيعون ادارة شؤون مصر. وأشار الى أن «حزب مصر القومي» سوف يكون قوياً لأنه سيكون الأقرب الى الناس. وهذا نص ما دار معه من حوار:
• هل ينوي النائب السابق طلعت السادات ترشح نفسه لرئاسة الجمهورية؟
- أنا قلت من قبل مرات عدة انه اذا رشحني المصريون للرئاسة وقالوا انه يصلح أن يكون أبًّاً وأنه يحب الناس بما يرضي الله ويده نظيفة، لو المصريون رشحوني على ذلك الأساس فسوف أقبل، ولكنني قررت عدم خوض الانتخابات الرئاسية.
• في رأيك كيف يمكن للثورة المصرية أن تحقق نجاحات على أرض الواقع في هذا الوقت الصعب؟
- المطلوب عملية التطهير والتغيير، ولا يرضي أحداً أن حكومة تسيير الأعمال هذه ليس بها شاب واحد وليس هناك أي وزير منهم ثوري أو له علاقة بالثورة، نحن نحتاج الى اصلاحات كثيرة في الدستور والقانون والاقتصاد والسياسة الخارجية... الله يكون في عون الأب الذي سيأتي لتولي المسؤولية، نريد أن نقوم بعمل تنمية، أين الفكر الثوري الذي سيقوم بعمل ذلك؟
• كيف ترى مواصفات الرئيس المصري القادم؟
- صراحة، أرى من الأنسب أن يكون من المؤسسة العسكرية، لأنها مؤسسة منظمة، وقادرة على التعامل مع أوقات الأزمات. وخريج هذه المؤسسة هو الذي في امكانه ادارة شؤون مصر في هذه المرحلة.
• ماذا عن تجربة «حزب مصر القومي»... بعد تقلدك رئاسة «الحزب الوطني» لأيام عدة؟
- حل الحزب الوطني قرار سياسي وليس قراراً قانونياً، وأرى أن تجربة «حزب مصر القومي» سوف تكون قوية مع الوقت، وسوف تنضم للحزب كوادر قوية في المحافظات ستكون قادرة على خوض معارك قوية في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
• هل يمكن أن يكون بين أعضاء الحزب أعضاء من الوطني المنحل؟
- ليس هناك مانع من انضمام أي عناصر صالحة من «الوطني» أو غيره، والحزب مفتوح للجميع بشرط أن يكون قادراً على التعامل مع المعطيات الجديدة.
• ما رأيك في ما يتردد أن هناك دولاً وأشخاصاً يطالبون بالعفو عن الرئيس السابق مبارك؟
- أنا مع هذا الطلب، وعلينا أن نتذكر للرجل أنه قائد الضربة الجوية، وأنه خدم هذا البلد لأعوام طويلة، ولكن العفو عنه وحده... أما نجلاه فيحاكمان وفق قواعد قانونية وليست سياسية.
• كيف ترى عملية ضخ الغاز المصري لاسرائيل في ضوء نتائج الثورة وتداعيات تفجير خط الغاز في سيناء؟
- العلاقة مع اسرائيل لابد أن يعاد تقييمها من البداية وتعود كما كانت يوم أن بدأنا السلام، سلام القوة والكرامة والاحترام وليس الخنوع والخضوع والخوف.
• ما رأيك في ما أعلنه الوزير المصري الأسبق حسب الله الكفراوي ونائب رئيس حزب التجمع أبوالعز الحريري من أن لديهما معلومات ومستندات أن الرئيس السابق مبارك متورط في قتل الرئيس الراحل السادات؟
- هناك آية قرآنية كلما قرأتها أتذكر ما حدث على مدار الأعوام الماضية، وفي عز قوة حسني مبارك وأتباعه وفي وقت كان الكلام عزيزاً وكان من يقول الحق عملة نادرة، حيث قال الله تعالى «يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول الا كانوا به يستهزئون»، والرسول هنا يعني قول الحق من دون خوف، فقد تكلمت كثيراً عن مصر وأحوال الأمة العربية كلها، ولكن كان يؤخذ بالسخرية، وسجنت لقول الحق، وثبت مع الأيام أن كل كلمة قلتها صدق، ولم يكن لي مصلحة في ما قلت، وأنا أتكلم كرجل قومي وأحب مصر وتراب الأمة العربية ولا أخاف الا من الله.
وأنا أتفق مع السيدة رقية السادات (الابنة الكبرى للرئيس السادات) في البلاغ الذي قدمته بعد الثورة فهي لم تتكلم من قبل حتى لا تدخل السجن، ولكنها تكلمت الآن وهذا حقها، والرئيس السادات والدها، ودمه في رقبتنا نحن المصريين ورقبة الأمة العربية كلها، لأنه أيام السادات لم يضار أحد وتحققت في عهده الكرامة بالنصر على اسرائيل في أكتوبر.
ورقية السادات من حقها أن تبحث عن دم والدها، وأنا سبق أن حاولت ذلك، ولا أزال، ففي العام 1982 قدمت طلباً للمدعي العام العسكري ليفتح التحقيق في ذلك، ولكنه قال ان القضية حفظت.
• هل هناك تضامن من كل أسرة السادات مع السيدة رقية في البلاغ الذي قدمته للنائب العام المصري؟
- السيدة رقية السادات «جدعة»، لكن الغريب أن جمال نجل الرئيس الراحل لم يقدم بلاغاً بذلك الأمر ولا أعرف لماذا؟ ورغم أن السيدة رقية ليس لديها الا فقط معاش والدها ولم تأخذ شيئاً، ولكنها لن تفرط في دم والدها.
• اذا كانت هناك مستندات أكد وجودها أبوالعز الحريري عن مقتل الرئيس السادات، فهل تملك مستندات خاصة تؤكد تورط الرئيس السابق مبارك؟
- أبسط الأمور أن الناس الذين قاموا بهذا الأمر وسهلوا لدخول خالد الاسلامبولي لم يحاكموا، فمن الذي أتى بخالد الاسلامبولي من الاجازة وأصر على ذلك؟ ومن الذي أعطى لهم ابر ضرب النار والقنابل اليدوية والكارنيهات التي دخلوا بها ولم يحاكم ولكنه ترقى في العمل؟ هو ممدوح أبوجبل ضابط مخابرات حربية، وهو الذي أعطى لهم ابر ضرب النار، وكان على علاقة بالمجموعة التي نفذت العملية أو كان يعرف أمير الجماعة.
والغريب أنه لم يحاكم وتم تعيينه ملحقاً عسكرياً بالخارج وتمت مكافأته! كما أن الحرس الخاص للرئيس الذي صرف عليه 25 مليون دولار وكانت منحة من الحكومة الأميركية لمصر لتدريبه لم يضرب رصاصة واحدة وأصبحوا الآن من أغنياء مصر، فمن أين جاؤوا بهذه الأموال؟!
وقائد الحرس الجمهوري المشير آنذاك أبو غزالة تمت ترقيته من فريق لمشير، وحتى نفتح تحقيقاً في مقتل السادات ونصل لنتيجة صحيحة لابد أن نبدأ بالمشير أحمد بدوي الذي تحطمت طائرته مع 14 لواء من جميع قادة أفرع القوات المسلحة فوق سيوة، فقد أرادوا أن يتخلصوا من بدوي ومن الضباط قادة أفرع القوات المسلحة كلهم حتى يأتوا برجالهم. أمر مقتل السادات مرتب، ولكن المشكلة أن النائب العام لن يستطيع أن يسير في هذا الطريق لأنه أمر عسكري.
• اذا كان هذا الطريق غير مجدٍ ولن يؤدي الى شيء، فهل ستقوم بالفعل بتقديم طلب للمحكمة الدولية؟
- بالفعل هذا ما سأقوم بعمله، وتحدثت مع أحمد ناصر المحامي، وكان محامي خالد الاسلامبولي وكانت معه القضية كاملة، وقلت له أن يرسلها لي، فقال لي انه مر عليها 30 عاماً، رغم أنه لم يكن على وفاق مع الرئيس السادات فانه على وفاق معي لأننا كنا زملاء في مجلس الشعب. كما هاتفني الدكتور عاطف، وهو الطبيب الذي كان موجوداً عند توقيع الكشف الطبي على الرئيس السادات، وكان ضابطاً بالجيش ولم يستطع أن يتكلم الا بعد أن خرج على المعاش وذهب ليعمل طبيباً بالسعودية، وقال لي «لو سمحت ارسل لي صورة التقرير الطبي لنعرف اذا كان مغايراً عما كتبناه وما شاهدته بعيني»، ثم قال لي الدكتور عاطف انه مضروب من ظهره برصاصة.
اضافة الى ذلك أن والدة خالد الاسلامبولي طلبت تسليمها جثة ابنها لكنهم رفضوا ذلك رغم أنه حق لها، ولذلك عندما تقول السيدة رقية انها رأت انساناً يشبهه في مكة فكلامها محتمل، فأين الجثة اذا ما تم تنفيذ حكم الاعدام فيه؟ فاذا لم نر الجثة ونقوم بتحليل الـ «DNA» يكون الاسلامبولي لم يقتل ويكون قد ضرب رصاص «فشنك»، ولذلك فالمحكمة الدولية لا تحتاج الا الى شكوى تقدم وتبحث. المشكلة أننا لم نصدق عليها حتى نكون عضواً عاملاً، لكني كفرد يجب أن أتقدم بشكوى وسآخذ لهم نسخة من القضية. وأرجو أن تكون هناك رسالة موجهة للمهندس جمال السادات والسيدة جيهان حتى يقفا الى جوار رقية في هذه القضية لمعرفة الحقيقة وراء مقتل الرئيس السادات، وأرجو ألا يكرروا ما قاموا به معي وألا يهاجموها فهي سيدة على درجة كبيرة من الثقافة.
• لماذا لم تقم برفع بلاغ آخر تضامناً مع السيدة رقية؟
- هي أخذت اجراء وسارت فيه، وأنا رأيي معروف، لأنني لو ظهرت قد أقابل باعتراض من قبل البعض ومنهم المهندس جمال السادات، وهذه سياسة، لكن الرئيس أنور السادات ملك لكل المصريين، لكنه هاجمني قبل ذلك بايعاز من أجهزة معينة في الدولة، ولكن كل ما أرجوه ألا يهاجم أخته في هذه الخطوة.
• عندما خرج عبود الزمر أثار ذلك شجوناً عند البعض فهل أثار ذلك بالنسبة لكم؟
- لا، أنا طالبت بخروجه، والموت قدر الله، وحتى على مستوى اخوتي وبيتي عندما أفكر في أي شيء خاص بالعائلة أضع نفسي في مكان والدي وأفكر بطريقة تفكيره نفسها. لو الرئيس السادات كان حيًّا لقال اخرجوه وليذهب الى بيته أنا أعرف ذلك، فقد كان الرئيس السادات طيبا جداً، ومن عرفه يقول انه أب من نوعية نادرة. وقد قدمت من قبل طلبات احاطة في مجلس الشعب واستجواباً لرئيس الوزراء ووزير الداخلية لإخلاء سبيل المعتقلين وأولهم عبود الزمر، هؤلاء الناس كانوا قد حصلوا على أحكام بالافراج، فلماذا نبقي عليهم داخل السجون، وماذا يعني ذلك؟ فالمؤبد في مصر معروف أنه 25 عاماً فلماذا يأخذها عبود 35 عاماً!
• هل يعني ذلك خوف النظام السابق من خروج عبود أو أن تكشف حقيقة مقتل الرئيس السادات؟
- لا أعرف السبب. لكني كنت أرجو من الأخ عبود الزمر عندما خرج أن يكون ذلك بمظهر لائق وكلام عقلاني مادام أنه سيمارس العمل السياسي فكان عليه ألا يخيف الناس وألا يكون فزاعة ويضر «الاخوان المسلمون» فالناس كانت تنظر الى «الاخوان» في الفترة الأخيرة على أنهم متسامحون وطيبون، لكن كلام عبود عن الجزية والقتل أخاف الكثيرين. نيلسون مانديلا كان قاتلاً وخرج ولكنه خرج بطلاً وكان يخاطب الشعب بشكل جيد عن التسامح. وكان على عبود أن يتوازن أولا ثم يتكلم، لكنه للأسف لم يتعفف في كلامه وأخطأ وما قاله ليس من الاسلام وأخاف المسلمين والمسيحيين. وبدأنا ندخل في استعراض العضلات «الاخوان المسلمون» كانوا ينزلون ناسهم في ميدان التحرير، والاخوة المسيحيون كانوا ينزلون ناسهم في ماسبيرو.
• لكن عبود الزمر قال انه لم يخطط لقتل الرئيس السادات، وأنه فقط كان يعرف بعملية الاغتيال ولم يشارك فيها ولم يبلغ بها؟
- عبود يكون غبياً لو ربط نفسه بمقتل السادات، وأنا أتهم أميركا واسرائيل في عملية الاغتيال، فمن قام ليس وطنياً، لو كان وطنيا يحب مصر لكان انتظر الـ «180» يوماً حتى نتسلم بقية سيناء وقتله، لكن ما الذي يجعله يقوم بقتل السادات قبل تسلم بقية سيناء؟!