لست أدري ما الذي يدفع شخص مقتدر يملك سيارة فارهة ولديه سائق مدفوع الراتب وكوبونات وقود مجاني بأن يركنها عند باب المنزل ويتعلق بوانيت أو يركب «تأشيرة» مع السيارات الأخرى؟ رجعت إلى ما درست في كتب علم النفس فلم أجد لذلك تفسيراً إلا أنها ظاهرة نفسية تسبق انتقال الفرد من الطفولة إلى الشباب تسمى المراهقة، وهي رفض لضوابط المجتمع، فهل عاد نواب مظاهرة «جمعة الغضب» إلى مراهقة سياسية متأخرة، ورغبة شديدة ملحة برفض كل قانون... حتى تلك القوانين التي أقروها وأقسموا على حمايتها؟
لديهم مجلس ذو سقف عال من الحرية، يقولون فيه ويفعلون ما يشاءون، ويتشاجرون ويخرجون متى ما أرادوا، وميكروفونات موضوعة لهم عند باب المجلس... يصرحون من خلالها قبل دخولهم وبعد خروجهم من الجلسات لأجهزة الإعلام المختلفة من دون رقيب، وبعضهم يكتب في الصحف المحلية وبمواقعهم الشخصية للتواصل الاجتماعي في الانترنت بكل حرية، وتستضيفهم القنوات المحلية والخارجية بمقابلات مطولة يشرحون فيها أفكارهم ويدافعون عن قضاياهم من دون استئذان من أحد، ولا تكاد أن تمر ساعة من ليل أو نهار إلا ونسمع بأسمائهم ونرى صورهم، فما الذي يدفع هؤلاء على التواجد في كل تجمع لديه مطلب أو رفض لقرار، نجدهم في أول الصف وأحرص المتكلمين، محملين الحكومة الوزر والتقصير ومشهرين بزملائهم الذين لا يتفقون معهم بالرأي، بوصفهم بأسوأ الأوصاف، بل وزاد الأمر في جمعة الغضب إلى حرق وتمزيق صورهم.
لقد كسرت يوم الجمعة الماضي العديد من القوانين وتم الخروج على عادات وتقاليد كانت من صفات أهل الكويت، كل ذلك باسم الحرية... والحرية منهم براء، بل هي لأمر ما في نفس (...) أكثر من يعقوب.
إضاءة
في المقال السابق وقع خطآن مطبعيان... الأول: صالح الملا... ساحر الكلمة هادئ النبرات الذي «يسرقك» وليس «يسرقه» كما نشرت إلى جانبك، والآخر: في حكومة الشيخ ناصر المحمد «لإسقاطها»... وليست «لاستقطابها» كما نشرت. لذلك وجب التنويه
مبارك مزيد المعوشرجي
كاتب كويتي
[email protected]