د. وائل الحساوي / نسمات / أول الغيث... معبر رفح

تصغير
تكبير
عندما عبرنا الجسر الموصل الى شبه جزيرة سيناء متجهين الى مدينة رفح تمهيدا لدخول قطاع غزة في شهر يناير الماضي، كان المنظر كئيبا، إذ كانت حواجز السيطرة في كل بضعة كيلومترات وكان رجال الشرطة على الحواجز يستجوبوننا على كل نقطة سيطرة ويتصلون بالقيادة ويدققون في هوياتنا، وبالرغم من حصولنا على موافقات من رئاسة الوزراء المصرية والامن المصري وبالرغم من متابعة السفارة الكويتية في مصر لخطواتنا وتذليلها للعقبات امامنا أصروا على ان تتبعنا سيارة عسكرية الى ان أوصلونا بوابة العبور الى غزة.

أمضينا ساعتين عند البوابة قبل ان يسمحوا لنا بالدخول، بينما ابناء غزة ينتظرون أياما قبل ان يسمح لهم بالدخول او الخروج.

عندما دخلنا مع وفد جمعية الصحافيين الكويتية داخل - القطاع - وجدنا بأن وصف القطاع بالسجن الكبير صحيح وان هنالك شعبا قد تم حرمانه من حريته وتجريده من كثير من مقومات الحياة، ولولا الانفاق التي يتم تهريب المواد الاولية عن طريقها لمات شعب غزة من الجوع.

تساءلت وقتها: أين هي حقوق الانسان التي يتشدق بها رجالات الغرب من شعب القطاع، وأين هي العدالة وحق تقرير المصير؟! ولماذا يتم تجريد شعب كامل من حريته وكرامته؟! بل أين المسلمون مما يجري حولهم ولماذا لا يتدخلون لردع ذلك العدوان الظالم على اخوانهم؟!

لقد كان واضحا بأن النظام المصري السابق له دور كبير في ذلك الحصار، بل انه سعى لبناء جدار فولاذي بطول الحدود المصرية مع القطاع لمنع التهريب.

عندما اعلنت الحكومة المصرية الجديدة عن فتح معبر رفح وإفساح المجال لمن يريد الدخول او الخروج من معبر رفح، حمدت الله تعالى على ذلك الانفراج وعلمت بأن الامور في المنطقة العربية تسير بإذن الله تعالى الى الافضل وان ذلك الليل الطويل سينجلي بصبح قريب بإذن الله تعالى وستنكسر جميع تلك الحواجز.

كذلك فإن تحرك القيادات الفلسطينية لرأب الصدع وتوحيد الضفة والقطاع هو من المبشرات التي تثلج الصدر بإذن الله، وأنا متأكد بأن الانظمة القمعية في ليبيا وسورية وايران واليمن ستسقط قريبا بإذن الله وستنكسر جدران الظلم الذي عاش فيه المسلمون عقودا طويلة «والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون».

إذا حبتك عيني...

أحد الاصدقاء وهو رئيس تحرير مجلة اسلامية، تم تقديم بلاغ ضده من وزارة الاعلام الكويتية بتهمة جرح مشاعر البعض في بلاد مجاورة، وتم استدعاؤه للتحقيق، ولم تدعه النيابة يخرج الا بكفالة ألف دينار بالرغم من كونه كويتيا وأستاذا جامعيا.

أين هي وزارة الاعلام مما ذكره الدكتور شملان العيسى في مقابلته مع قناة الوطن والتي طعن فيها بجميع المسلمات الدينية وشكك في دين الدولة، علما بأنه قد كرر ذلك الكلام عشرات المرات في مقالاته؟! فهل هنالك مقياسان لحرية الاعلام أم انه: «إذا حبتك عيني ما ضامك الدهر».





د. وائل الحساوي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي