«سأصعد المنصة مرفوع الرأس»... بهذه الجملة بدد الشيخ أحمد الفهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الاسكان وزير التنمية الشكوك بتأجيل الاستجواب أو بتحويله إلى المحكمة الدستورية، وأنه قبل بالمواجهة وجعلنا نتوقع جلسة استجواب تبين لنا مدى قدرة وكفاءة سياسي المستقبل من نواب ووزراء وحكام، فعلى الطرف الأول الثلاثي الشاب صالح الملا... ساحر الكلمة هادئ النبرات الذي يسرقه للوقوف إلى جانبه بسهولة، ومرزوق الغانم الذي لا ينطق من فراغ بل يعزز آراءه بوثائق ومستندات مؤرخة ومصدقة، وعادل الصرعاوي... كتلة من شجاعة الرأي والاندفاع المحسوب الخطوات. وعلى الطرف الثاني هناك أحمد الفهد الذي تعود على المواجهة والمجادلة والمحاورات، وقليلاً ما كان يخسر أي مواجهة سياسية أو رياضية أو إعلامية، ومن خلفه جيش من الخبراء والمستشارين من وزارات ثلاث المعنية بمحاور استجوابه المعلن، مدعوماً من كتلة نيابية يمون عليها وتخلص له، لذا أتوقع أن تكون جلسة الاستجواب حافلة بنقاش مثمر يطرح فيها النواب أسئلتهم واتهاماتهم بصراحة تامة، ويكون رد «أبوفهد» مليئاً بالصدق، أو يبرر الأخطاء والتقصير بشجاعة، هذا إن كانت الجلسة علنية، حتى نتبين مدى حرص الطرفين «المستجوبون والمستجوب» حبهم للوطن وثقتهم بالديموقراطية، وأعتقد أن الأمر لن يصل بالمستجوبين إلى طرح الثقة بأحمد الفهد، بل سيتركون الباب مفتوحاً للإصلاح والتعاون بين السلطتين، وألا يثقوا بدعم كتلتي العمل الشعبي والاصلاح والتنمية، فهو دعم «كدهان مرت الأبو» وما تصريحهم بالدعم إلا وفاء لتعهدهم بدعم أي استجواب يقدم لأي وزير بحكومة سمو الشيخ ناصر المحمد سعياُ لاستقطابها، وأرجو من الله العلي القدير ألا يخرب هذه الممارسة الديموقراطية الراقية المتوقعة المندسون من «الشبيحة، والبلطجية» فيضطر الرئيس إلى رفعها أو إعلانها سرية.
***
عجبت بقيام علي الراشد وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء لطرح وشرح برنامج عمل الحكومة الجديدة على شاشة قناة خاصة، ناسياً أنه وزير في حكومة لديها تلفزيون رسمي تخاطب الناس من خلاله، فهل كان لا يثق في تلفزيون الكويت أو أنه يراه دون مستواه؟
مبارك مزيد المعوشرجي
كاتب كويتي
[email protected]