جامعة الملكة نورة التي أعلن خادم الحرمين الشريفين عن انشائها في الرياض بتكلفة تبلغ 20 مليار ريال ومساحة آلاف الامتار وهي متخصصة بتدريس البنات قد تم تصميمها على أحدث الأسس المعمارية الحديثة، وقبلها جامعة الملك عبدالله للدراسات العليا ناهيك عن العديد من الجامعات والمعاهد المتخصصة التي أنشئت في السعودية وتخرج فيها آلاف المتخصصين والباحثين الذين اصبحوا يمثلون السمة البارزة للمملكة.
تعالوا لننتقل الى الدولة الديموقراطية في الكويت التي بدأت قبل الجميع وسبقت في كل شيء دول الخليج العربي الى ان اصابتها عين لم تصل على النبي، من قال ان الكويت متأخرة عن الركب؟ بوكسات وطراقات بين نواب مجلس أمتها كما يحدث في مجالس بعض الدول!!
ألعاب سياسية بين حكومتها ونوابها لم تستطع دول العالم ان تصل إليها!! خدمات تعليمية تكاد تصل الى القاع، فمن بين أربع جامعات نصت خطة التنمية على انشائها خلال خمس سنوات، اختلف مجلسها على طرق تمويلها وتبخر ذلك الحلم كما تبخرت خطة التنمية، واخذت جامعتها اليتيمة تئن تحت وطأة التكديس المستمر للطلبة فيها وضيق الأماكن، ثم تحول الصراع السياسي في البلد الى الجامعة وأصبح ظاهرة بين اعضاء هيئة التدريس وروابطهم وبين اتحادات الطلبة، اما الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب التي توسعت في القبول الى خمسين الف طالب وطالبة فقد كان مصيرها اسوأ من مصير الجامعة في تضخم اعداد الطلبة وضيق الأماكن وكذلك الصراع السياسي، وللأسف ان وزراء التعليم العالي السابقين الذين يمرون عليها كمرور البرق - من كثرة تغيرهم - لم يفطنوا الى ان فصل التعليم التطبيقي عن التدريب ليس فقط له أسس قانونية واضحة لاختلاف التخصص، ولكنه انقاذ لهذه الهيئة اليتيمة من الغرق الحتمي، ولكن الوزراء وللأسف نظروا من منظور سياسي بحت ومصالح الى قضية الفصل او على الأقل انشاء جامعات جديدة تستوعب تلك العقول التي تتخرج في الثانويات وتريد استكمال دراستها.
اتمنى من الاخ الفاضل احمد المليفي وزير التربية وزير التعليم العالي، وهو من الكفاءات المخلصة - كما نحسبها بإذن الله - ان يكرس ما تبقى له من فترة في الوزارة قبل ان تطوله رياح التغيير، ان يفكر جديا في انقاذ التعليم لاسيما التعليم العالي قبل ان نصل الى نقطة اللا عودة.
د. وائل الحساوي
[email protected]