عبدالله نايف المجيحم / نقطة ضوء / مجلس التعاون... البديل الناجح

تصغير
تكبير
كان للنجاحات الكبيرة والكثيرة لمنظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية والتي تحققت على المستوى السياسي والأمني والاقتصادي دور كبير في طلب أكثر من دولة عربية للانضمام لهذا المجلس بعد فشل جامعة الدول العربية في حل كثير من المشاكل بين الدول العربية وعدم قدرتها على المبادرة وذلك لأسباب كثيرة ومتعددة وعلى المستويات كافة (العربي - الإقليمي - الدولي).

وهذا الفشل والأداء السيئ لجامعة الدول العربية أدى إلى إحباط وصل إلى درجة اليأس عند الشعوب العربية والتي ضغط بعضها عبر البرلمان على حكومته وأخرى برغبات ملوك ورؤساء هذه الدول للانضمام لمنظومة مجلس التعاون ومنها من تمت الموافقة عليه كالمملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المغربية لتشابه أنظمة الحكم الوراثية وثبات واستقرار تلك الدول رغم الثورات العارمة التي اجتاحت كثير من الدول العربية ومنها من رفض طلبه لعدم الاستقرار السياسي والأمني في بلده وفساد نظامه وحتى لا يكون عالة على بلدان الخليج.

ولنا في هذا المجال رأي متواضع... فإذا كانت الأردن جغرافياً ملتصقة بحدود دول مجلس التعاون الخليجي ومتناغمة مع هذه المنظومة سياسياً وأمنياً فقبولها منطقي، بل يذهب البعض ليقول انه مطلب شعبي متوافق في ذلك مع رغبات قادة المجلس وذلك للتشابه الكبير في التركيبة السكانية، أما بالنسبة للملكة المغربية التي لا تجاورنا جغرافياً ونختلف معهم ثقافياً وفكرياً لأنهم يرون أن امتدادهم الطبيعي للاتحاد الأوربي ودائماً ما ينظرون لنا بالتعالي غروراً من عند أنفسهم ولا يفضلون التحدث باللغة العربية بل الفرنسية والأمازيغية لذلك نرى أن قبولها بمجلس التعاون سوف يكون عبئا على دولة وغير ذي جدوى وفي غير وقته.

ومن الأمور التي تشعرنا بالسعادة نظرة الأشقاء والأصدقاء لنا نحن دول مجلس التعاون الخليجي بالاحترام والغبطة بعدما ثبت عملياً علو كعبنا سياسياً وعلى مختلف الأصعدة، وهذا الدور الريادي أعطانا زمام المبادرة لقيادة العالم العربي في هذا الوضع الخطير والمتفجر أمنياً في البلدان العربية وتحقيقنا لنجاحات كثيرة على المستوى السياسي في البلدان العربية التي تشهد اهتزازات أمنية.

لذلك لا غرابة أن طالبت دول الخليج بمنصب أمين عام جامعة الدول العربية لأنها تمتلك القدرة والإمكانيات وأهم من ذلك الإرادة السياسية والمصداقية والثقة الكبيرة في النجاح. فهل سنشهد في الأيام المقبلة تزكية منصب أمين عام جامعة الدول العربية وللمرة الأولى لمواطن خليجي، أم سيكون مجلس التعاون البديل الناجح؟





عبدالله نايف المجيحم

كاتب كويتي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي