الدليل الفقهي

u0627u0644u062fu0643u062au0648u0631 u0639u0628u062fu0627u0644u0631u0624u0648u0641 u0627u0644u0643u0645u0627u0644u064a
الدكتور عبدالرؤوف الكمالي
تصغير
تكبير
|الدكتور عبدالرؤوف الكمالي|

مساحة خصصناها للتواصل مع قراء «الراي» الاعزاء، نقدم لهم من خلالها الاجوبة الشافية على ما يعن لهم من اسئلة حول امور وقضايا تحتاج إلى بيان الحكم الشرعي فيها. يجيب عن الاسئلة** فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرؤوف الكمالي استاذ الفقه في كلية التربية الاساسية.

وللتواصل ارسلوا بأسئلتكم عبر ايميل الجريدة

www.alraimedia.com

او فاكس رقم (24815921).



( السُّترة )



السؤال: ما حكم السترة التي توضع أمام المصلي ؟

الجواب: لا شك أن السترة - وهي ما يوضع أمام المصلي من عصًا أو حربةٍ أو ما يكون أمامه من جارٍ ونحوه - أنها مشروعة ومطلوبة، بل هي متأكدة جدّا؛ وذلك للأمر بها في أحاديث كثيرة؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تصل إلا إلى سترة، ولا تدَعْ أحدًا يمر بين يديك، فإن أبى فلْتقاتله؛ فإنَّ معه القرين» رواه ابن خزيمة وابن حبان. والمراد بالقرين: الشيطان، كما هو لفظ رواية ابن حبان.

وقد أخرج البخاري ومسلم، فعن يزيد بن أبي عبيد قال: «كان سلمة بن الأكوع يتحرى الصلاة عند الأسطوانة التي عند المصحف، فقلت له: يا أبا مسلم! أراك تتحرى الصلاة عند هذه الأسطوانة. قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى الصلاة عندها» رواه البخاري ومسلم. وهذه الأسطوانة هي المعروفة بأسطوانة المهاجرين؛ لأن المهاجرين كانوا يجتمعون عندها.

وفي الصحيحين - أيضًا - أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي إلى السرير وعائشة رضي الله عنها مضطجعة عليه بينه وبين القبلة، تقول رضي الله عنها: «والله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وإني على السرير بينه وبين القبلة مضطجعة، فتبدو لي الحاجة فأكره أن أجلس فأوذي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنسلّ من عند رجليه».

وفي هذه الأحاديث دليلٌ على مشروعية السترة في المساجد والبيوت.

وقد اختلف العلماء في حكمها، فقال جمهور العلماء: إنها سنة مؤكدة؛ لأنه قد جاء ما يصرف الأمر بالسترة من الوجوب إلى الندب والاستحباب، وهو حديث ابن عباس رضي الله عنهما - عند البخاري في صحيحه -: قال: «أقبلت راكبًا على حمار أتان وأنا يؤمئذٍ قد ناهزت الاحتلام، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بمنى إلى غير جدار، فمررت بين يدي بعض الصف وأرسلت الأتان ترتع، فدخلت في الصف فلم ينكر ذلك علَيّ».

لكن ذهب بعض العلماء إلى وجوب اتخاذ السترة؛ للأمر بها، فأما حديث ابن عباس السابق، فالظاهر أنه أراد بقوله: «إلى غير جدار»: أنه لم يكن هناك حاجزٌ يمنعه من المرور حين مر بين يدي الصف، وليس فيه دلالةٌ صريحةٌ على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بين يديه أي شيء كحربة أو عصا ونحوهم، وكلام جمهور العلماء محتمل، والأحوط ألا تترك السترة مع تيسرها؛ فإن العمل بالسنن فيه ثوابٌ عظيم، مع أنَّ القول بوجوبها قويٌّ، والله تعالى أعلم.

السؤال: كم يكون ارتفاع السترة؟

الجواب: ينبغي أن ارتفاعها ثلثا ذراع (شبرا تقريبًا) أو أكثر، ففي «صحيح مسلم»، عن موسى بن طلحة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا وضع أحدكم بين يديه مثل مؤخرة الرحل، فليصل ولا يبال من مر وراء ذلك».

وفي «صحيح مسلم» - أيضًا - عن عائشة رضي الله عنها: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل في غزوة تبوك عن سترة المصلي، فقال: كمؤخرة الرحل». ومؤخرة الرحل: هي العود الذي في آخر الرحل.

السؤال: كم يبتعد الإنسان عن السترة ؟

الجواب: ينبغي أن يقرب المصلي من السترة، وأن يكون بين موضع سجوده وسترته مقدارُ ممرِّ شاة؛ ففي حديث سهل بن أبي حَثمة رضي الله عنه - عند أبي داود والنسائي - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها؛ لا يقطع الشيطان عليه صلاته» أي: بالوسوسة كما قال العلماء.

وفي حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: «كان بين مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الجدار ممر شاة» رواه البخاري ومسلم. والمراد بمصلاه هنا: موضع السجود، كما قال الإمام النووي في «شرح مسلم».

ويكون بين موضع قيامه وبين السترة ثلاثة أذرع، كا ثبت في «مسند أحمة» في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم حين دخل الكعبة وصلى فيها. والذراع: من طرف أصبع اليد الوسطى إلى نهاية المرفق.



تأخير التسبيح إلى ما بعد صلاة السنة



السؤال: هل يلزم أن يكون التسبيح بعد صلاة الفرض أم يجوز أن يؤخر إلى ما بعد صلاة السنة؟

الجواب: لا يلزم أن يكون التسبيح بعد صلاة الفرض، ويجوز تأخيره إلى ما بعد صلاة السنة، ولكن من حيث الأفضلية، فالأفضل إذا لم يكون هناك سببٌ لتأخير التسبيح أن يكون بعد صلاة الفرض مباشرة؛ لأن هذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أول ما يسلم من الفرض يستغفر الله تعالى ثلاثًا فيقول: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله.

ثم يقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام.

ثم يتلوه - كما يظهر من الأحاديث التسبيح والتحميد والتكبير، فيقول: (سبحان الله) ثلاثًا وثلاثين مرة، و:( الحمد لله) ثلاثًا وثلاثين مرة،و: ( الله أكبر) ثلاثًا مرة، ثم يقول: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) يقوله مرةً واحدةً؛ ليكون المجموع - مع ما سبق من التسبيح والتحميد والتكبير - مائة مرة.

ثم يقرأ آية الكرسي؛ فإنه إذا قرأها لم يمنع يحل بينه وبين دخول الجنة إلا أن يموت، فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت» أخرجه النسائي في «السنن الكبرى».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي