د.عبداللطيف الصريخ / زاوية مستقيمة / رأس المال الفكري
إن كان الشاعر يقول: ما أكثر الأصحاب حين أعدهم... لكنهم في النائبات قليل، فإني أؤكد بأن كثيراً من القياديين أصبح يطنطن حول مفهوم التنمية ويدندن حولها، ولكنهم أبعد ما يكونون عنها، لأنهم افتقدوا للركيزة الأساسية في تشييد التنمية الحقيقية في أوطاننا... وهي بناء الإنسان، فنحن نسمع جعجعة بلا طحن، وإن كان من طحن فهو الإنسان نفسه!
لقد استخلف الله الإنسان في الأرض واستعمره فيها، وهذا الاستعمار يتطلب الإبداع، فمن دون القدرة على الإبداع تراوح الأمم في مكانها، دون أن تتقدم خطوة إلى الأمام، فهو الذي يمنحنا آلية التفكير خارج المألوف، أو خارج الصندوق كما يقال، وهذا النمط من التفكير يساعدنا على كسر القيود التي أحطنا بها أنفسنا، لننطلق في الحياة بمنظار مختلف كلياً.
أعود للتنمية مؤكداً ضرورة وجود العامل البشري المبدع، فمن دونه لا جدوى لكل الجهود الأخرى، فهو حجر الزاوية، بل هو قطب الرحى، ويقابل هذا التأكيد عدم الاهتمام في تطوير العنصر البشري، ولا في دعم المبدعين، في حين أن هناك من يتفنن في نشر ثقافة الإحباط بين صفوفهم، هذا هو الواقع مع الأسف.
أقول هذا ليس من باب الإحباط واليأس من الإصلاح، فلم أكن إلا متفائلاً وداعياً إليه، ولكني أقرع جرس الإنذار للقائمين على خطط التنمية مؤكدا فشلهم في ما يخططون له إن كانوا يخططون لبناء وطن متميز مختلف، دون التركيز على بناء إنسان متميز ومختلف.
وإنني أتساءل في ما بيني وبين نفسي أحياناً، وهل حكوماتنا والقياديون فيها يصدقون فعلاً ما يقولونه عن التنمية، وهل هم غافلون عن حالة التذمر التي تنتشر بين فئة الشباب على وجه الخصوص؟ وكلنا يعلم أن الشباب هم حياة الشعوب ونماؤها، هل هم يعلمون عن ذلك ويدفعون باتجاهه، هل قاموا بدراسة ميدانية لقياس اتجاهات المواطنين تجاه ما تم رصده من ميزانيات ضخمة لمشاريع التنمية، ليعلموا عمق الجرح الذي خلّفته إخفاقات حكومات تعاقبت على غرس قيم المجتمع الفاسد مثل: الواسطة، والفئوية، وعدم تطبيق القانون على الجميع والفساد السياسي، بل الإفساد السياسي المتعمد، من خلال إفساد الذمم المالية.
إنني أدعو إلى اهتمام أكبر بالمبدعين في كل المجالات، علينا أن ندعمهم مادياً ومعنوياً، وقد يحتاجون أن نسلط عليهم الأضواء ليكونوا قدوة لغيرهم، وتشجيعاً لبذل المزيد من العطاء، فهم رأس المال الفكري المتجدد الذي لا ينضب.
د.عبداللطيف الصريخ
كاتب كويتي
Twitter : @Dralsuraikh
لقد استخلف الله الإنسان في الأرض واستعمره فيها، وهذا الاستعمار يتطلب الإبداع، فمن دون القدرة على الإبداع تراوح الأمم في مكانها، دون أن تتقدم خطوة إلى الأمام، فهو الذي يمنحنا آلية التفكير خارج المألوف، أو خارج الصندوق كما يقال، وهذا النمط من التفكير يساعدنا على كسر القيود التي أحطنا بها أنفسنا، لننطلق في الحياة بمنظار مختلف كلياً.
أعود للتنمية مؤكداً ضرورة وجود العامل البشري المبدع، فمن دونه لا جدوى لكل الجهود الأخرى، فهو حجر الزاوية، بل هو قطب الرحى، ويقابل هذا التأكيد عدم الاهتمام في تطوير العنصر البشري، ولا في دعم المبدعين، في حين أن هناك من يتفنن في نشر ثقافة الإحباط بين صفوفهم، هذا هو الواقع مع الأسف.
أقول هذا ليس من باب الإحباط واليأس من الإصلاح، فلم أكن إلا متفائلاً وداعياً إليه، ولكني أقرع جرس الإنذار للقائمين على خطط التنمية مؤكدا فشلهم في ما يخططون له إن كانوا يخططون لبناء وطن متميز مختلف، دون التركيز على بناء إنسان متميز ومختلف.
وإنني أتساءل في ما بيني وبين نفسي أحياناً، وهل حكوماتنا والقياديون فيها يصدقون فعلاً ما يقولونه عن التنمية، وهل هم غافلون عن حالة التذمر التي تنتشر بين فئة الشباب على وجه الخصوص؟ وكلنا يعلم أن الشباب هم حياة الشعوب ونماؤها، هل هم يعلمون عن ذلك ويدفعون باتجاهه، هل قاموا بدراسة ميدانية لقياس اتجاهات المواطنين تجاه ما تم رصده من ميزانيات ضخمة لمشاريع التنمية، ليعلموا عمق الجرح الذي خلّفته إخفاقات حكومات تعاقبت على غرس قيم المجتمع الفاسد مثل: الواسطة، والفئوية، وعدم تطبيق القانون على الجميع والفساد السياسي، بل الإفساد السياسي المتعمد، من خلال إفساد الذمم المالية.
إنني أدعو إلى اهتمام أكبر بالمبدعين في كل المجالات، علينا أن ندعمهم مادياً ومعنوياً، وقد يحتاجون أن نسلط عليهم الأضواء ليكونوا قدوة لغيرهم، وتشجيعاً لبذل المزيد من العطاء، فهم رأس المال الفكري المتجدد الذي لا ينضب.
د.عبداللطيف الصريخ
كاتب كويتي
Twitter : @Dralsuraikh
