د. وائل الحساوي / نسمات / بين أسيل ونبيل

تصغير
تكبير
كم كنت أتمنى أن التقي الأخت الفاضلة اسماء السلمان الصباح لاقدم لها جزيل شكري وامتناني على اهتمامها الكبير بحملة الحجاب الإسلامي وعلى الاعلانات التلفزيونية التي تظهر فيها مع الفتيات اللاتي قررن لبس الحجاب، وتبين بأن الفتيات المحجبات يعشن حياتهن الطبيعية بالحجاب بعيدا عما يصوره البعض من أنهن قد اصبحن معقدات ومعتزلات للمجتمع ومتعصبات.

إن إزالة هذه الصورة النمطية السلبية من المجتمع ضرورية لاسيما ونحن نرى ملايين الفتيات في العالم الاسلامي يتسابقن على لبس الحجاب، طواعية ورغبة واشتياقا، بل قد اصبح الحجاب هو السمة المميزة للمسلمين في العالم، وقد تخطينا الحديث عن كون الحجاب لا يعيق المسلمة عن العمل والحركة ولا يمنعها من ممارسة نشاطاتها، حتى الرياضة في ظل ظروف ملائمة، كما تجاوزنا الحديث عن ان مقياس التقوى ليس في الحجاب وحده وان غير المحجبة لا يمكن الحكم عليها بالفسق والفجور كما يردد البعض بل العبرة بالتقوى ومجموع الاعمال وخواتيمها.

كما كنت اتمنى ان اشكر الشيخ الفاضل نبيل العوضي على جهوده المباركة في الدعوة الى الله لاسيما في مجال الحض على حجاب البنات، وما رأيناه في مهرجان «نوري اكتمل» من تكريم 450 فتاة تحجبن انما يدل على ان غالبية الفتيات المسلمات لديهن استعداد فطري للبس الحجاب وكل ما يحتجنه هو بعض التشجيع.

وأنا متأكد من ان ملايين الفتيات المسلمات غير المحجبات تواقات الى الحجاب ويشعرن بالتقصير من عدم المبادرة الى الحجاب وينتظرن الفرصة السانحة ليبادرن الى الحجاب.

ان المشكلة تكمن في شريحة صغيرة من غير المحجبات ممن يعتبرن الحجاب تحديا لهن ويحقدن على المحجبات وعلى من يدعو الى الحجاب وكأنما هو يدعو الى جريمة لا تغتفر، وهذا مالاحظناه من استنكار النائبة اسيل العوضي على سماح المدارس العامة لبعض المشايخ بالقاء دروس الوعظ وتوجيهها السؤال الى وزيرة التربية حول ما قام به الشيخ نبيل العوضي من زيارات للمدارس والقاء دروس فيها.

لو كنا في دولة غير مسلمة أو كان نظامنا علمانيا لقلنا بان النائبة اسيل محقة في انتقادها ولكننا نتكلم عن دولة مسلمة ينص دستورها على الشريعة الاسلامية، دولة تدرّس ابناءها يوميا الدروس الدينية في المدارس وتحضهم على الفضيلة، والحجاب هو قمة الفضيلة ويتماشى مع فطرة الانسان، فبماذا ينقمون منه؟!

ابتهال والعلمانية

الدكتورة ابتهال الخطيب اتخذت منهجا مشابها للدكتورة اسيل ولكن عن طريق محاولة الدفاع عن المنهج العلماني وما تقوم به فرنسا، ومشكلة اكثر الذين يتكلمون ويدافعون عن العلمانية في بلادنا هي انهم لا يفهمون ما هي العلمانية ولا أسباب نفور الناس منها، ومن كلام الدكتورة ابتهال (الجريدة 2011/4/25) هو ان العلمانية في جوهرها تحمي الاديان من تعسف الدولة، وهو كلام ناقص اذ ان تلك الحماية لا تتعدى السماح باقامة بعض الشعائر الدينية وليس الحرية الدينية الكاملة، كما ان الانظمة العلمانية في الدول العربية هي اكبر من يحارب الدين، وها نحن نرى نفس المثال يتكرر في فرنسا العلمانية عندما منعت الحجاب في المدارس ثم منعت النقاب.

الدكتورة الخطيب فلسفت الأمور ولفّت ودارت الى ان توصلت الى ان منع النقاب في فرنسا هو قرار شجاع تتمنى تعميمه على بقية دول العالم بينما قرار منع الحجاب هو قرار ديكتاتوري فاحش التعدي على حقوق الانسان!! انها الأهواء التي تبعد الانسان عن ابصار الحقيقة.





د. وائل الحساوي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي