قضى نحبه عن 68 عاماً في «مصر الثورة» التي عشقها

ناصر الخرافي... التوقيع الأخير

تصغير
تكبير
هل كان حدساً أن يكتب ناصر الخرافي مقاله الأخير في «الراي» قبل أيام بعنوان «عيش العزة أو موت الكرام»؟ بل هو «عيش العزة وموت الكرام» يا عم ناصر.

هذا الرجل الذي انشغل العالم بإحصاء ثروته، وحده لم يكن يعد ما يجمع أو يحصي ما يعطي. كان يقول إنه آخر ما يعنيه أن يكون مع بيل غيتس في قائمة واحدة للمليارديرات!

سجل ناصر الخرافي اسمه في قائمة أخرى يوم كان طالباً في مصر منتصف الستينات. ترك رفاقه من أبناء الأثرياء في «فيكتوريا كولدج» ليزاحم المتظاهرين في شوارع بورسعيد الناصرية، ثم ليتطوع مدافعاً عن تراب عربي يبعد عن الكويت آلاف الكيلومترات.

هو هو. لم يخفت حماسه للمتظاهرين في شوارع العرب، فكان موعده مع القدر في مصر التي عشقها طالباً في زمن الثورة، وقضى نحبه فيها في زمن الثورة، عزيزاً وكريماً وصادق الوعد معها، وهو في الثامنة والستين من عمره.

هو هو. رجل الأعمال العالمي هو ذلك الشاب الحامل لهم أمته، لم يدوّر زوايا قناعاته لمجاملة رئيس أو الحفاظ على استثمار أو تجنب لومة لائم.

هو هو. يعلن باستثماره موقفاً. يحصي أولاً كم فرصة عمل يضيف المشروع للشباب العربي. ويحصي آخراً ماذا أضاف الاستثمار لبلده وأمته. يوم داهم الإرهاب مصر لم يولّ ظهره، ولم يضق ذرعاً بانخفاض الجنيه، بل زاد استثماراته هناك.

لم يكن من تلك الفئة التي تتنقل بين ناسداك ولندن وطوكيو وهونغ كونغ، بل كان يستثمر ماله العربي في وطنه العربي، حتى ألف البيروقراطية العربية ودجّنها، وتحمل نكباتها.

وفي الكويت، كان استثماره في سوق المال فعل إيمان. فرفع الصوت مدافعاً عن مصالح صغار المساهمين قبل كبارهم، وهو الذي أعطت شركاته من التوزيعات لشركائه الصغار ما لم تعطهم سواها، خصوصاً حين استفحلت الأزمة وعز «الكاش».

هو هو. طينة نادرة من رجال الاعمال التي تسمو بالصفقة لتكون مبادرة، وتسمو بالمصلحة لتكون في صالح الناس، وتسمو بالاستثمار ليكون عملاً لا ينقطع شاء الله أن يوقع آخر أعماله «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية أو علم ينتقع به أو ولد صالح يدعو له». حديث شريف



كان رجل الأعمال ناصر الخرافي الذي وافته المنية في القاهرة أمس عن عمر 68 سنة، الابن الثاني لأحد ألمع الأسماء التي صنعت شهرة «التجار» في الكويت، لكنه لم يكن يوماً يفضل ملعقة الذهب.

بعد ولادته في العام 1944 بفترة قصيرة، قرر والده المغفور له محمد عبد المحسن الخرافي الانتقال مع عائلته للإقامة في مدينة مومباي الهندية، حيث كانت تتركز معظم تجارته. هناك اكتسب ناصر وأخوه الأكبر (رئيس مجلس الأمة) جاسم الخرافي تعليمهما الأول في إحدى المدارس الخاصة.

كانت للخرافي الأب طريقته الخاصة في التربية، فصقل أبناءه على الجد كما صقلهم على الالتصاق بقضايا أمتهم، فكانت شهرة الخرافي الابن في الأعمال توازي شهرته في الالتزام بالقضايا العربية، ولو أنه كان يكرر كثيراً أنه «لا يحب السياسة».

بدأ ناصر عمله في التجارة مع والده منذ يفاعة سنه، وتنقّل بين العديد من العواصم، قبل أن يستقر في مصر ليتلقى هناك تعليمه الجامعي في «فيكتوريا كولدج»، التي كانت واحدة من أكثر الكليات شهرة في المنطقة.

في تلك السنوات العابقة بالمد القومي العربي والصعود الناصري، بدأ اهتمام الخرافي بالاستثمار الزراعي والصناعي في مصر، وامتزج في ذلك حسه الاستثماري بحسه الوطني الطامح إلى التنمية وخلق فرص العمل في الوطني العربي، فكان تأسيس شركة «أمريكانا» في الستينات تعبيراً عن ذلك.

والعام 1969، كان لناصر الخرافي الفضل في فتح آفاق جديدة أمام نشاط «أمريكانا»، من خلال مطاعم الوجبات السريعة بافتتاح مطاعم «ومبي» الشهيرة بالكويت، قبل أن يتوسع في قطاع «الفرانشيايز» خلال السبعينات، بإدخاله سلسلة مطاعم «كنتاكي» و«هارديز» وسواها إلى استثمارات المجموعة.

وفي عامي 1973 و 1974 تم إنشاء مصنع للحوم والكيك بالكويت، وفي عام 1985 تم تأسيس قطاع التوكيلات التجارية لتسويق منتجات «أميركانا» بالكويت.

وتوسعت المجموعة لاحقاً في قطاع الصناعات الغذائية من خلال تأسيس العديد من الشركات الشقيقة مثل «هاينز» للكاتشاب عام 1993 و«كاليفورنيا غاردن» عام 1993.

وإلى جانب الاستثمار الغذائي، اشتهرت «مجموعة الخرافي» بنشاطها القوي في قطاعات المقاولات والصناعة والسياحة والفنادق ومجالات الهندسة والانشاءات والصيانة اضافة الى قطاعات النفط والمياه والكيماويات والطاقة.

كان الخرافي يفخر بأعداد الموظفين العرب في مجموعته أكثر بكثير من افتخاره بما تحققه من نمو وأرباح، وقد قارب هذا العدد مئة ألف العام الماضي.

هذه القوة الاقتصادية الهائلة، ونموذجها الحريص على توفير فرص العمل، جعلا ناصر الخرافي من الشخصيات الأكثر تأثيراً في العالم العربي، فحظي بتقدير الرؤساء والقادة.

ولعل واحدة من الجمل المعبرة التي سمعها ناصر الخرافي من القادة الساسيين ما قاله له الملك الأردني عبدالله الثاني وهو يقلده وساماً ملكياً رفيعاً، إذ قال «إن حجم استثماراتكم في الأردن يوازي المعونة الأميركية لبلدنا».

وما يصح على الأردن يصح على مصر، وعلى دول عربية عديدة، كان الاستثمار فيها يتطلب جرأة كبيرة.



«زين»

على المستوى المحلي، كانت «زين» واحدة من قصص النجاح الأكثر بروزاً. فخلال سنوات قليلة قاد الخرافي المجموعة بجرأته وإمكاناته إلى جعلها شركة عالمية تنتشر شبكاتها في 22 بلداً، وتحتل المرتبة الرابعة على المستوى الجغرافي بين شركات الاتصالات عالمياً.

وحين اشتدت وطاة الأزمة على الاقتصاد الكويتي والمستثمرين في بورصة الكويت، واستطاع الخرافي بكفاءة قيادة هذه المجموعة العملاقة التي اصبحت على يديه احدى اكبر مجموعات الاعمال في العالم العربي والمنطقة ولديها العديد من المشاريع الشهيرة في جميع انحاء العالم.

ويعتبر الراحل احد الاعضاء الرئيسيين في بنك الكويت الوطني وهو يشغل منصب عضو مجلس ادارة البنك اضافة الى عضويته في العديد من الشركات الاخرى وحصل على الكثير من الاوسمة منها وسام الاستقلال من الدرجة الاولى الذي منحه اياه العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في عام 2004 تقديرا لاسهاماته المتميزة في دعم الاقتصاد العربي ودوره الريادي في تعزيز الاستثمار في الاردن.

كما كرم اتحاد المهندسين العرب فقيد الكويت في دمشق في عام 2007 تقديرا لجهوده ودعمه للاتحاد وللمشاريع الاستثمارية القيمة التي قامت بها مجموعة الخرافي في الوطن العربي في مختلف قطاعات التنمية الاقتصادية والسياحية والهندسية. ومنح مجلس امناء الجامعة الأميركية في بيروت الراحل ناصر الخرافي في عام 2006 شهادة الدكتوراه الفخرية في الآداب تقديرا لانجازاته واسهاماته المتعددة في مجالات الاقتصاد والاعمال والمجتمع على مستوى العالم العربي والشرق الاوسط الامر الذي اعتبره الفقيد تشريفا لدولة الكويت وليس له.

كما حصل الفقيد على وسام الاستحقاق الوطني بدرجة (اسد) من الرئيس السنغالي عام 2007 وحصل على وسام الفارس العظيم من رئيس جامبيا عام 2002. وشغل الراحل مناصب عدة في مؤسسات وشركات استثمارية عربية واجنبية ومنها رئيس مجلس ادارة الشركة القابضة المصرية - الكويتية وعضو لجنة المشاريع التنموية الكويتية الايرانية المشتركة. وحاز الراحل دبلوما في التجارة وادارة الاعمال من جامعة ليفربول في المملكة المتحدة.





طائرة أميرية نقلت الجثمان إلى الكويت



من وقائع السفر الأخير



لم يكن في برنامج المغفور له ناصر الخرافي أن يكون في مصر فجر أمس، لكن المشيئة الربانية رسمت مساراً مختلفاً لرحلته.

كان الخرافي في رحلة عمل إلى مصر لست ساعات انتهت أول من أمس، وكان مقررا أن يعود إلى الكويت، لكنه وبلفتة إنسانية منه، أجل سفره ونزل في فندق «فور سيزون» بسبب ارهاق بعض من كانوا معه.

وكان آخر اتصال للخرافي برئيس مجموعة الخرافي في مصر إبراهيم صالح قرابة منتصف الليل من غرفته في الفندق، وتردد أنه أخبره بشعوره بالتعب. فما كان من صالح إلا أن اتصل بإدارة الفندق والسفارة الكويتية في القاهرة وتوجه على وجه السرعة إلى الفندق برفقة عائلته ووليد المسعود من السفارة، ولدى وصول الاسعاف كان الخرافي قد لقي ربه في غرفته بعد وقت قصير جدا من اتصاله بصالح.

ونقل الخرافي إلى مستشفى السلام حيث بُذلت محاولات لإنعاشه دون جدوى رغم ان المسعفين الذين رافقوه كانوا أكدوا وفاته الطبيعية في الغرفة.

وأكد المدير الطبي لمستشفى السلام الدولي بالقاهرة الدكتور مؤنس أبوالعطا ( القاهرة - من أحمد عبدالعظيم) أن الخرافي توفي قبل وصوله للمستشفى، حيث تلقت إدارة المستشفى اتصالا هاتفيا مساء أول من أمس في تمام الساعة الثانية عشرة بتوقيت القاهرة، من فندق «فورسيزون» الواقع على كورنيش نيل القاهرة يفيد بإصابته بوعكة صحية.

ووصل أبناء الخرافي إلى مصر فجرا، حيث تم غسل الجثمان والتحضير لنقله في طائرة الخرافي الخاصة، إلا ان تعليمات وصلت من الديوان الأميري بانتظار وصول الطائرة الأميرية الخاصة التي تم ارسالها إلى مصر لنقل الجثمان.

وشهدت صالة مطار القاهرة أمس حزنا شديدا أثناء تقبل العزاء في وفاة الخرافي حيث قدم المهندس إبراهيم مناع وزير الطيران المدني تعازي الشعب والحكومة المصرية لأهالي الفقيد.

واستقبلت الصالة العشرات من العاملين في شركات الخرافي بمصر للمشاركة في تقديم العزاء. وسمحت سلطات المطار بخروج اثنين من أسرته دون إنهاء إجراءات وصول لتقبل العزاء من المتواجدين خارج الصالة.

ويواري الجثمان الثرى اليوم عند التاسعة صباحاً في مقبرة الصليبخات.





«الوطني» ينعى الخرافي: دعم مسيرة البنك



نعى بنك الكويت الوطني «بمزيد من الحزن والأسى، فقيد الكويت الكبير المرحوم ناصر محمد عبدالمحسن الخرافي، عضو مجلس إدارة البنك وأحد أبرز رجالات الكويت وقياداتها الاقتصادية».

وقال البنك في بيان له «لطالما كان المرحوم ناصر الخرافي رافدا أساسيا وداعما رئيسيا ليس لبنك الكويت الوطني فحسب، بل للكويت وأهلها. وللفقيد بصمات واضحة ومساهمات راسخة في مسيرة تطور الكويت وازدهارها، توزعت على كافة مجالات العمل الاقتصادي والتنموي والاجتماعي».

وأضاف «لقد حمل الفقيد خلال كافة مراحل حياته لواء التنمية والإعمار، وواصل مسيرة والده المرحوم محمد عبدالمحسن الخرافي، أحد مؤسسي بنك الكويت الوطني وعضو مجلس إدارته منذ العام 1952 ورئيس المجلس منذ العام 1980 لفترة ناهزت الاثني عشر عاما، سجل الوطني خلالها الكثير من الإنجازات وتجاوز فيها العديد من التحديات. ولعل من أبرز هذه التحديات أزمة الغزو العراقي للكويت التي قاد المرحوم خلالها البنك الوطني ليس لأن يواصل أعماله فحسب، بل أيضا لأن يلعب دوره الوطني في مساعدة الكويتيين ودعم اقتصاد البلاد».

وقال البنك «منذ أن دخل المرحوم ناصر الخرافي مجلس إدارة بنك الكويت الوطني منذ العام 1993، لم يدخر جهدا في دعم مسيرة البنك وتطوره، مشرعا أمامه مرحلة جديدة من الازدهار والنمو، تحول خلال الوطني من بنك محلي إلى لاعب إقليمي وعالمي يقارع كبرى البنوك في المنطقة. وكان المرحوم قياديا ومساهما رئيسيا في وضع استراتيجية البنك الوطني وخطوط عمله وكافة خططه التوسعية».

وختم البيان «لقد ورث المرحوم عن أبيه الحكمة والتعقل، وقد خلف وراءه أبناء يشاركونه حرصه وغيرته على الكويت وأهلها، ولنا فيهم الأمل والرجاء».





قضى مجاهداً في الحق...



وزعت «مجموعة الخرافي» نبذة عن الراحل ناصر الخرافي جاء فيها:

كان ناصر محمد عبد المحسن الخرافي صمته من ذهب، وحديثه قليلٌ دميثٌ يوقظ فيك شيم العرب، تواضعُه كبيرٌ كما هو حالُ استثماراته وطموحاته لأبناء وطنه الكبير. وتلمس فيه أصالة الهوية العربية عندما تسمعه وهو يرد الفضل لأصحابه قائلا: «إن دعاء ورضاء الأبرار من الأبناء والآباء والأمهات والأجداد إلى جانب عقول الحكماء وأصحاب العلم والمعرفة وسواعد الرجال الأوفياء... هو ما جعل المجموعة تسير اليوم بخطوات واثقة نحو تحقيق كل ما كان يعتقد بأنه محال» وعاش طوال حياته كويتيُ الأصل عربيُ الهوية، عالميٌ في نوعية وحجم أعماله.

وكان ناصرالخرافي مجاهدا في الحق داعما للقضايا العربية العادلة مؤيدا وداعما للمقاومة العربية ضد الإحتلال الإسرائيلي للأرض العربية.. فكان آخر مقال كتبه ونشرته جريدة الراي وعدد من الصحف بعنوان «عيش العزة أو موت الكرام» أثنى فيه على زعيم النصر الإلهي السيد حسن نصر الله والمقاومة اللبنانية الباسلة، ولم يكن يعلم أن الله قدر له موت الكرام... ليكون ممن صدق الله... فصدقه الله.

لقد جاء ترتيبه الثالث عربياً في قائمة «فوربس» لأغنى أغنياء العالم في العام 2010، وهو شخصياً لم يكن يهتم بمثل هذا النوع من الحقائق ولا يسعده سماعها، بل ما يسعده حقاً هو سماع أخبار عن عشرات الآلاف من فرص العمل التي توفرها احد مشروعاته لشباب العرب. وكان قليل الظهور، وكم من المرات اعتذر بأسلوبه الراقي عن لقاءات وحوارات إعلامية مقروءة ومسموعة ومرئية، لكنه رغم ذلك كان يوصي إعلامياً بضرورة إظهار عمال مصانع المجموعة لأنه كان يفخر بهم ويؤمن بأنهم أبطالٌ حقيقيون في دعم مستقبل الاقتصاد العربي المستقل ويأتي ذلك إيماناً من رئيس المجموعة بأن انتصار الاقتصاد العربي وتحرره على يد العمالة العربية الوفية لا يقل في أهميته عن انتصار الجند في أي من معارك الشرف والدفاع عن الوطن، فقد كان يرى أن الانتصار في الحالتين يحمل معناً مشتركاً للتحرر والتخلص من قيود ثقيلة تعرقل تقدم الأمة العربية. هذه هي حقيقة ناصر الخرافي الذي نفخر نحن أيضاً مع جميع العرب بنبله ودماثة خلقه ونزاهة استثماراته العربية.

ومن بين جميع مشاريع المجموعة تستشعر أن ناصر الخرافي حريصٌ على ألا يستثمر مالاً أو جهداً إلا في ما ينفع الناس ويعود عليهم بالقيمة الحقيقية.





التكريم والميداليات



• ميدالية الاستقلال : حصل عليها من عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني عام 2004.

• شهادة فخرية من د. يحيى جامع رئيس جامبيا عام 2003.

• شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأميركية بيروت في الآداب عام 2006.





المهام والإنجازات



• رئيس مجموعة الخرافي.

• رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة المصرية الكويتية.

• عضو مجلس الإدارة في شركة صناعات الألمنيوم.

• مالك وعضو مجلس إدارة جريدة القبس للطباعة والنشر.

• عضو مجلس إدارة بنك الكويت الوطني.

• عضو مجلس إدارة الشركة الكويتية للأغذية (الأمريكانا).

• عضو مجلس إدارة شركة المرطبات التجارية.

• عضو مجلس إدارة مؤسسة الشيخ صباح السالم المبارك الصباح.

• رئيس شركة تطوير المنافع.

• عضو في اللجنة الكويتية الإيرانية لتطوير المشاريع.





المجموعة التي بناها بسواعده



حازت شخصية ناصر الخرافي طوال حياته على تقدير وتكريم في مجال الأعمال فكانت حياته جزءا من قصة نجاح الكويت في العصر الحديث، من خلال شخصيته القيادية ورؤيته الاستراتيجية والتي تجسدت في مجموعة عبد المحسن الخرافي وأولاده التي تمتد أعمالها ومشاريعها النوعية في أكثر من بلد عربي. تتمتع العائلة بتاريخ عريق في عالم المال والأعمال منذ ما يناهز المئة عام منذ إطلاقها على يد محمد عبد المحسن الخرافي.

وكان ناصر الخرافي يتولى إدارة عمليات المجموعة، وتتوزع استثمارات الخرافي في السياحة والفنادق والطيران والمطارات، وفي الصناعة خصوصاً الغذائية والورقية والهندسية منها، بالإضافة إلى تقنية المعلومات والغاز والبتروكيماويات والأسمدة والزجاج وغيرها، وكذلك في قطاع الخدمات، وتحديداً الاتصالات، حيث رفعت مجموعة الخرافي حصتها في شركة الاتصالات «زين» والمعروفة بـ «إم تي سي». وفي القطاع المالي، تنشط المجموعة من خلال أذرع استثمارية أبرزها شركة الاستثمارات الوطنية.

وينظر إلى عائلة الخرافي على أنها من أرباب المال والأعمال ليس في الكويت فحسب، بل في منطقة الخليج وحتى في العالم من خلال شبكة متنوعة من المشاريع والشركات في أوروبا وأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط. وتتمتع العائلة بتاريخ عريق في عالم المال والأعمال منذ ما يناهز الـ 100 عام منذ إطلاقها على يد محمد عبد المحسن الخرافي. ويتولى نجله ناصر الخرافي إدارة عمليات المجموعة، بينما يشغل أخوه جاسم الخرافي منصب رئيس مجلس الأمة الكويتي.

ومن أشهر استثمارات الخرافي شركة «أمريكانا» المنتشرة في أنحاء الوطن العربي والتي تعنى بالصناعات الغذائية والمستخدمة للموارد الزراعية المحلية، والمشغلة ليد عاملة عربية كثيفة، وتقدر مبيعات أمريكانا بنحو 600 مليون دولار سنويا، وهي تقدم أكثر من 65 مليون وجبة سنوياً. وتملك المجموعة مصانع أغذية ومعلبات غذائية بمواصفات عالية، وبالإضافة إلى «أمريكانا» تتوزع استثمارات الخرافي في السياحة والفنادق والطيران والمطارات، وفي الصناعة خصوصاً الغذائية والورقية والهندسية منها، بالإضافة إلى تكنولوجيا المعلومات والغاز والبتروكيماويات والأسمدة والزجاج وغيرها.

وفي القطاع المالي، تنشط المجموعة من خلال أذرع استثمارية أبرزها شركة الاستثمارات الوطنية. كما أن للخرافي مساهمة في البنك الوطني، أكبر مصرف في الكويت، والمصنف بين أول 10 مصارف عربية، والحاصل على أعلى التقييمات الائتمانية العالمية. تقوم المجموعة بتنفيذ عدة مشروعات في سورية كفندق شيراتون حلب وفندق بلودان الكبير وتساهم المجموعة في فندق «فور سيزونز».

أما مصر، فتتمتع بأكبر حصة من استثمارات مجموعة الخرافي التي تتضمن استثمار نحو ملياري دولار في منطقة مرسى علم ومصنع للورق ومصنع للحواسيب (الكمبيوتر) يخطط كي ينتج 300 ألف جهاز سنوياً، بالإضافة إلى امتلاكها للشركة المصرية - الكويتية القابضة التي لها استثمارات بأكثر من 250 مليون دولار في البتروكيماويات والزجاج والمواسير والأسمدة والغاز.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي