د. وائل الحساوي / نسمات / الغرب يدين الغرب حول ليبيا

تصغير
تكبير
إذا كان وزيرا الخارجية الفرنسي والبريطاني ينتقدان حلف الناتو، على تقصيره في دعم الثوار الليبيين فلا يمكننا ان نكون متجنين في وصف ما يحدث اليوم في ليبيا بأنه مقصود حيث شاهدنا حجم الخسائر في جانب الثوار بسبب قصف قوات القذافي المركز على المدن التي احتلوها وسعيه لحرق تلك المدن على من فيها عن طريق الدبابات والمدفعية الثقيلة.

لا يمكن تصور حدوث ذلك في ظل وجود القوة الجوية لحلف الناتو والسفن الحربية التي تستطيع الوصول الى اى هدف في المدن، ولا يمكن تصور سهولة تحرك قوات القذافي وايقاعها الخسائر الكثيرة في صفوف الثوار لو كان هناك دعم حقيقي لهم، إذا فهناك خطط قد لا تكون واضحة لنا ولكنها محزنة حقا حيث تحمل الشعب الليبي آلاف الضحايا خلال تلك الفترة القصيرة وفي ظل الدعم الدولي لهم.

لقد مهد الاميركان لذلك التراجع عن دعم الثوار عن طريق تصريحات مسؤوليهم المتكررة بأن هذه الحرب ميئوس من حسمها لصالح المعارضة والخوف من تقسيم ليبيا حتى في خضم انتصاراتهم المتوالية على المجرمين، وادركنا بأن القرار الاميركي كانت اسبابه الضغط الصهيوني في الكونغرس الذي شعر بخطورة التخلي عن اكبر حليف وتسليم السلطة لتيارات وطنية واسلامية، وراح يحذر من سيطرة تنظيم القاعدة على ليبيا، واستطاع هذا اللوبي ان يهوي بشعبية اوباما بالرغم من نجاحاته الاقتصادية الكثيرة.

أما موقف الدول الافريقية فهو اشد غرابة حيث جاءوا للوساطة بين القذافي والثوار ثم خرجوا باتفاق غريب لا يمكن لعاقل ان يقبله يقضي بتقاسم السلطة، فهو يصر على بقاء القذافي او ابنائه في السلطة وتسوية الامور بطريقة لا غالب ولا مغلوب، ولا ندري ان كانت تبرعات القذافي السخية لها دور.

لست ادري كيف ستتطور الامور في ظل تلك التعقيدات، وكم من الضحايا ستسقط قبل ان تنتهي تلك المأساة التي تابعناها بالصوت والصورة ودعونا الله تعالى ان يفرج كربتهم ويفرحنا برؤيتهم وقد تخلصوا من كابوس جثم على صدر هذا الشعب المبتلى اكثر من اربعين عاما من دون ان نرى أي أثر لضياء في ذلك النفق المظلم.

لكن الذي يجب ان يعتقد به الليبيون ويؤمنوا به هو ان النصر من عند الله تعالى لا من عند البشر، وان ايمانهم بقضيتهم وتضحيتهم لها سيقودان حتما بإذن الله تعالى الى النصر على الاعداء.





د. وائل الحساوي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي