مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / الوقت ليس في صالح ناصر

تصغير
تكبير
تقول العرب «الوقت من ذهب»، وتقول أيضاً «الوقت كالسيف... إن لم تقطعه قطعك». وما جرى في العراق من تأخير في تشكيل حكومة المالكي الأخيرة كان خطراً كاد أن يزيد من تفتيت العراق، وأدى إلى تدخلات كثيرة من دول الجوار في أمور هذا التشكيل، وما زال رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي المعين منذ شهور لم يجد اسماً واحداً في حكومته المنتظرة، وأخشى أن تنتقل عدوى التأخير في تشكيل الحكومات العربية إلى الكويت، فالهدوء والصمت اللذان يلفان الاستشارات الحكومية مع توقف مجلس الأمة عن عقد الجلسات وسفر رئيس المجلس جاسم الخرافي مع عدد من النواب إلى الخارج في جولة رسمية، تجعلنا نتوقع تعسر ميلاد حكومة ناصر المحمد السابعة، أو حتى ألاتتشكل على الاطلاق، فمعظم الكتل السياسية الكبيرة اعتذرت عن المشاركة، وهناك العديد من التهديدات باستجواب الرئيس وعدد من الوزراء، بل ان إحدى الكتل السياسية فرضت أسماء تمثلها في الحكومة المقبلة، والبعض الآخر وضع «فيتو» على توزير أو عودة أشخاص آخرين، وثارت رياح السرايات السياسية باتهام الرئيس وأحد وزرائه بالاعتذار من سفارة إيران عن ورود اسمها في شبكة تجسس تمت إدانة أفرادها أخيراً، وبدلا من أن «يكحلها» وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء روضان الروضان... «عماها» بتحديه النائب مسلم البراك «صاحب التهمة» ودعوته إلى مباهلة سياسية، كل ذلك صعب الأمر على سمو الرئيس المكلف وعقد تشكيل الوزارة، ويتوقع حتى المؤيدون للرئيس أن وزارته السابعة ستكون أقصر عمراً من أخواتها الـ 6 السابقة.

إن هذا التأخير في تشكيل حكومة أدى إلى شلل البلاد وتفاقم المشاكل المعلقة، وتأخير الخطط الموضوعة للتنمية، ولم يعد الوقت لصالح سموه، بل ازداد معارضوه، وساور مؤيدوه الشك بقدرته على تشكيل حكومة تحظى بثقة المجلس ورضا الناس، وأن الحكومة المقبلة ستكون بمن حظي ورضي بالمشاركة، لا بمن يريده المخلصون بالبلد ممن لديهم القدرة على قيادة البلاد وتحقيق البرامج الحكومية التي تقدمت بها حكومات سمو الرئيس الـ 6 السابقة.



مبارك المعوشرجي

كاتب كويتي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي