المتظاهرون رددوا: مدنية مدنية رغم أنف العسكرية

مصر: قتيل و71 مصاباً في ميدان التحرير اثر تدخل الجيش بقوة لفض اعتصام

تصغير
تكبير
| القاهرة - من محمد الغبيري وهيثم سلامة وإسلام العرابي |

بعد فترة من الهدوء النسبي والمناوشات المتقطعة، عاد التوتر من جديد إلى ميدان التحرير، في قلب العاصمة المصرية منذ فجر أمس، حيث أغلقت الشوارع الرئيسية المؤدية إلى الميدان، وسمعت مرارا طلقات النيران التحذيرية من قبل قوات الجيش والشرطة، وسط توقعات بارتفاع أعداد الضحايا، عما أعلنته وزارة الصحة، التي أفادت بمقتل شخص واحد، وإصابة 71، فيما ردد شهود أن نحو 8 قد لقوا مصرعهم في الميدان. وذكر بيان لوزارة الصحة، أنه تم نقل 24 مصابا إلى مستشفى المنيرة العام و3 إلى مستشفى الهلال و3 إلى مستشفى كوبري القبة العسكري. واضاف أنه تم إسعاف 41 في موقع الأحداث.

المتظاهرون في ميدان التحرير دعوا في تظاهرة جديدة، أمس، الى الإعتصام المفتوح ومليونيات جديدة، بعد هجوم قوات الأمن المركزي والجيش على متظاهرين فجرا أمس في الميدان، واعتقال عدد من ضباط قالوا إنهم من الجيش.

وترددت هتافات معادية لرئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي والمجلس العسكري، مثل «مدنية مدنية رغم أنف العسكرية».

ميدان التحرير، تحول منذ الصباح وطوال اليوم، إلى ساحة مغلقة من جميع المدخل والمخارج بالسلك الشائك، خصوصا في مداخل كوبري أكتوبر، والمجمع وشارك محمد محمود وقصر العيني، كما أغلقت المباني الحكومية والمتاجر وشركات السياحة الموجودة في التحرير والمتحف المصري، أبوابها.

وشوهد أيضا تفحم سيارة ميكروباص بالكامل وشاحنتي نقل ثقيل ومحملتين ببعض المتاريس الحديدية.

وقال شهود، أن ميدان التحرير شهد توافد العديد من قوات الأمن المركزي والجيش لاعتقال الضباط المعتصمين في الميدان والتي يراوح عددهم 27، زاعمين فتح بعض ملفات الفساد في جهات حساسة في الدولة.

وصرح شهود لـ «الراي»، بإن قوات الجيش أطلقت النار في الهواء بكثافة لتفريق المعتصمين مع بدء سريان حظر التجوال عند الثانية فجرا وطاردتهم في الشوارع الجانبية المؤدية إلى الميدان، وأن المعتصمين رشقوا قوات الأمن المركزي، التي ظهرت لأول مرة منذ بداية ثورة 25 يناير، بالطوب والحجارة.

المتظاهرون وضعوا الأسلاك الشائكة وسط شارع قصر النيل، ما اضطر حافلات النقل العام إلى الدوران مرة أخرى عكس الاتجاه للسير عبر شوارع أخرى، ما سبب ارتباكا مروريا كبيرا.

وعادت ظاهرة انتشار الدراجات البخارية لتظهر في ميدان التحرير والشوارع المؤدية إليه، وهي التي كانت طاغية على المشهد في بداية ثورة 25 يناير، وقام قائدو تلك الدراجات بجلب الطعام والمياه للمعتصمين داخل الميدان وتحذيرهم من أي تحركات أمنية لمحاصرة الميدان أو تطويقه.

وقام متظاهرون بتجهيز كميات كبيرة من الطوب والحجارة والبدء في تجميعها داخل أماكن معينة داخل الميدان، تحسبا لوقوع أي مواجهات أو أعمال عنف أخرى، خصوصا مع تأكيد عزمهم القيام باعتصام مفتوح داخل الميدان.

وفي وقت لاحق، أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة بيانا أمس، حذر فيه من خرق القانون والمساس بأمن الوطن.

وأوضح أنه «نظرا لوجود عناصر من الخارجين عن القانون بميدان التحرير بعد تظاهرة الجمعة للمواطنين الشرفاء وتقوم بأعمال شغب وترويع للمواطنين وعدم الالتزام بتوقيتات حظر التجوال ويتواجد منهم بعض الأفراد المدعين انتماءهم للقوات المسلحة، قامت عناصر من وزارة الداخلية وبعض المواطنين الشرفاء بصد أعمال الشغب وتطبيق حظر التجوال من دون أي خسائر».

وأكد أن «القوات المسلحة لم ولن تسمح بأي عمل أو إجراء قد يضر بأمن وسلامة الوطن والمواطنين، وسوف تقوم مستقبلا بفرض وتطبيق القانون بكل قوة وحزم إذا ما اقتضى أمن الوطن وسلامة المواطنين ذلك».

وأكد مصدر عسكري مسؤول أنه يتم حاليا التحقيق في هوية الشبان الذين ظهروا في الميدان يوم الجمعة، مرتدين الزي العسكري للتحقق من انتمائهم للقوات المسلحة من عدمه.

وكان 3 شبان يرتدون زي ضباط الجيش، صعدوا إلى منصة في قلب ميدان التحرير، واعلنوا أن المجلس الأعلى «باطل طبقا للدستور»، وأن أعضاءه في سن المعاش، وقد اعترضت الجماهير على كلامهم وأخذوا يرددون: «الجيش والشعب... إيد واحدة».

وأكدت اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة، أن جميع القوى السياسية التي تنضوي تحت لوائها، بما فيها جماعة «الإخوان المسلمين» وائتلاف شباب الثورة، لم تطلب من أنصارها الاعتصام عقب انتهاء فعاليات «جمعة التطهير والمحاكمة».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي