د. عبداللطيف محمد الصريخ / زاوية مستقيمة / مسكين أنت يا وطني!

تصغير
تكبير
مسكين أنت يا وطني، كم أنت في ذيل اهتمام كثير من السياسيين، فزلزال البحرين لا تزال حممه متأججة هنا في الكويت، ورغم هدوء الساحة البحرينية نسبياً، ما زال المنتمون فكرياً لمجاميع المعارضة في البحرين يؤدون الدور نيابة عن أقرانهم هناك، ولتذهب مصلحة الكويت إلى الجحيم.

لِمَ تحتضن الكويت إعلام المعارضة البحرينية، لِمَ يكون بعضنا وقود معركة سياسية في دولة خليجية شقيقة، أليس فينا ما يكفينا من المشاكل السياسية، حتى نستورد من الخارج فتنة طائفية؟ مسكين أنت يا وطني.

مسكين أنت يا وطني لقد ذبح بعضنا، وللأسف، كل معاني الوطنية التي شهدوها في فترة الأعياد الوطنية على مذبح الحزب والأيدولوجيا والتبعية الخارجية، وارتموا في أحضان الأعداء، حتى باتوا الذراع الخفية لتلك القوى الخارجية التي لم ترد لنا خيراً يوماً من الأيام.

مسكين أنت يا وطني عندما تكون مسرحاً لشبكات تجسس إيرانية، ويصمت بعض نواب البرلمان، دون أن ينبسوا ببنت شفة، وكأن الأمر لا يعنيهم! بينما نجدهم يرفعون عقيرتهم، ويرعدون ويزبدون في اعتصامات وتجمعات أمام سفارات دول شقيقة، دعماً لقوى المعارضة هناك.

مسكين أنت يا وطني كيف أصبحت مسرحاً للقوى الإقليمية الكبرى في المنطقة، كيف أصبحت ساحة مكشوفة للمال السياسي القذر، كيف أصبحت ملعباً لمزدوجي الفكر والولاء، ممن رضعوا الخيانة على أصولها؟ وليس لديهم أي مانع من أن يحرقوا ما تبقى من جمال هذا الوطن، شعارهم علي وعلى أعدائي.

مسكين أنت يا وطني فقدرك أن تعاني ترسيم الحدود مع جار الشمال والتهديد المستمر لادعاءاتهم بتبعية الكويت له، وقدرك أن تقاسي ظلم جار الشرق (إيران) وشبكاته التجسسية حسب ما أعلن وزير الخارجية الكويتية، هكذا نحن كنا وسنستمر بين فكي كماشة، بينما يقضي سياسيونا أوقاتهم في شراء ولاءات أعضاء مجلس أمة فقدوا كل معاني الذمة والضمير، ولا مانع لديهم من أن يبيعوا أنفسهم للشيطان، في سبيل البقاء على كرسي البرلمان.

مسكين أنت يا وطني كم ضحك بعضهم علينا باسمك، واعتلى المناصب بادعائه حبك، وسرق من أموالنا وأموال أبنائنا وأحفادنا باسم تنميتك، هكذا يا وطني أصبحت رخيصا لدى اللصوص مسكين أنت يا وطني!



د. عبداللطيف الصريخ

كاتب كويتي

Twitter : @Dralsuraikh
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي