سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / لحلوة اللبن مع التحية

تصغير
تكبير
اسم طيب له في القلب مكانة وترتاح الأذن اذا وقع هذا الاسم على أعصابها والقلب يتدفق طرباً من فيض حنانها هكذا اذا أقبلت الأم فإن أولادها وبناتها يقولون: أهلاً بحلوة اللبن.

نعم وكيف لا تكون كذلك وهي التي مجلت يداها من يد الرحى وكل رأسها الذي حمل بقشة البحر والزبيل الذي تضع فيه حاجياتها كي توفر لبيتها ما يحتاج اليه نظراً لانشغال رب الأسرة قديماً بالعمل حتى المساء وربما لا يأتي أشهراً كثيرة حينما يهب في رحلة الغوص أو السفر.

إننا نحن اليوم عزيزي القارئ أمام ملاك وأي ملاك انها الأم التي يحتفى بذكراها في شهر مارس من كل عام، سلمت يداك يا أماه ورأسك وسلمت شفتاك التي تردد لأبنائها عندما يستفيقون من نومهم في الصباح.

صباح يقول يا يمه ختمت اليوم جزءين تتفاءل بالعلم وتحث أبناءها على التمسك به وتوجيههم اليه وهي تدعو لهم بالخير والتوفيق.

ما أجمل الأم وما أحلى دعاءها وحري بنا نحن معاشر هذا الجيل ان نجعل من أمهات هذا الوطن الأوائل قدوة لأمهات هذا الجيل كي يحتضن أبناءهن ولا يفرطن بهم ولا يضعن هؤلاء الأبناء في أيد غير أمينة.

هذه الأم وهذا حنانها وهذا الكرم الذي ينضح منها فحري بنا ان نقدرها ونجعلها تاجاً يزين رؤوس الأبناء يقتدون بنصحها ويسيرون إثر ما ترشدهم اليه.

أماه لو كانت الجنات موقعها

من تحت رجليك فيما ينقل الخبرُ

فما بصدركِ من خيرٍ ومن كرمٍ

يظل أكبر مما تحدس الفكرُ

النجم مل وما ملت شفاهكِ

من تلك المواويل حتى يطلع السحرُ

تحية لحلوة اللبن في يوم عيدها وفي كل يوم تطلع فيه الشمس لتنعم البشرية بحنان الأمومة المتدفق.

وصدق القروي:

ولو هجمت على قلبي البلايا

وهدت سور آمالي الرزايا

فإن بباب فردوسي ملاكاً

يسلُ السيف في وجه المنايا

فيحرسني وذلك طيف أمي



سلطان حمود المتروك

كاتب كويتي
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي