مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / الدولة الخليجية المتحدة

تصغير
تكبير
عندما تطأ قدماي أرض أي إمارة من الإمارات العربية المتحدة السبع إلا وأرى وأسمع مدى تأصل وتجذر روح الوحدة بين الشعب، وتسعدني قولتهم الصادقة «إماراتي وأفتخر» فقد نجحت هذه الوحدة بامتياز منذ 40 عاما، وتشكلت دولة عظيمة احتلت مراكز عالمية متقدمة في كل مجالات الحياة، سياسية واقتصادية وثقافية وفنية ورياضية...، مع بقاء حكام هذه الإمارات على وضعهم، واحتفاظ كل إمارة بخصوصياتها المحلية.

نجاح هذه الوحدة يشجعنا على تطبيق هذه التجربة على دول مجلس التعاون الخليجي المشترك الذي بدأ عام 1981م بخطوات لتوحيد الدول الـ 6، فالمكونات البشرية في دوله متشابهة، ووحدة الدين واللغة والعادات والتقاليد... كل ذلك يشكل لبنات تجعلنا نتوقع نجاح اتحاد هذه الدول مع بعض، وهذا الاتحاد أو الوحدة أصبح اليوم ضرورة قصوى للوقوف بوجه أطماع دول مجاورة أو محاولة التدخل في الشؤون الداخلية للسيطرة على قراراتنا بكل مجال، أو السعي إلى تمزيق دولنا إلى دويلات بإثارة فتن طائفية وعرقية، وهذا الاتحاد لا يشترط وحدة اندماجية كاملة بل تشكيل مؤسسات موحدة مبنية على الأسس التي قام عليها مجلس التعاون الخليجي المشترك، والإسراع بتطوير وزيادة أهدافه المشتركة هو الذي سيوصلنا جميعاً إلى وحدة قوية البنيان.

تتحول درع الجزيرة إلى جيش مشترك موحد القيادة والأسلحة والخطط والتدريب، أما الأمور الخارجية فسعياً لتوحيد القرار أمام القضايا الدولية المهمة، وفي الاقتصاد تتوحد العملة والسعي إلى الشراء المشترك، وعند بيع النفط والغاز الطبيعي... نتفق على السعر ونتحكم بالسوق، وتقوم الدول الغنية في هذا الاتحاد بدعم الدول الأقل ثراء لسحب فتيل الفقر والبطالة التي يتحجج بها البعض ويجعلها أداة لزعزعة الاستقرار، فيكون لهذا الاتحاد مجلس أعلى مكون من حكام الدول الـ 6، له السلطة التامة في اتخاذ القرارات الاتحادية بالتصويت، على أن تشكل حكومة اتحادية تدير شؤون الاتحاد وتتوزع المناصب بين الأعضاء بالتراضي.

لقد أسعدتنا حرية التنقل بين حدود دول مجلس التعاون الـ 6 بالهوية الشخصية، ولكن الأمل هو إزالة الحدود وتوحيد الهوية الخليجية لتطمئن قلوبنا وتخمد أطماع وشرور الساعين للفرقة بين شعوبنا.





مبارك مزيد المعوشرجي

[email protected]

mailto:[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي