أعلن موافقته على «كامب ديفيد» وحاجتها إلى التعديلات

عبود الزمر لـ «الراي»: الترشح في انتخابات الرئاسة مطروح

تصغير
تكبير
| القاهرة - من أحمد إمبابي ومجاهد علي |

كشف القيادي الجهادي المصري عبود الزمر، الذي أطلق سراحه أخيراً بعد ثلاثين عاماً خلف القضبان في قضية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات وتنظيم «الجهاد»، أنه بصدد إنشاء حزب** سياسي ائتلافي يجمع التيارات الإسلامية وتحديداً «الجماعة الإسلامية» و«الجهاد» و«السلفية» لينافس جماعة «الإخوان المسلمون» التي تقوم هي الأخرى بتأسيس حزب سياسي حالياً، قائلاً ان ذلك يعود إلى رغبته في ألا يقتصر العمل السياسي الإسلامي على «الإخوان» وأن تكون هناك تعددية حقيقية.

ورأى، في حوار مع «الراي» في مقر إقامته في منطقة ناهيا بالجيزة، أن عناصر «الجماعة الإسلامية» و«الجهاد» مؤهلة لممارسة السياسة نظراً لحجم القراءة والاطلاع أثناء فترة السجن، مشيراً إلى أنهما في حاجة إلى التدريب والتعرف على آليات الدولة الحديثة.

وهذا نص ما دار معه من حوار:



• بداية كيف بلغكم خبر الإفراج عنكم؟

- تلقيت الخبر عن طريق بعض الزملاء الذين بشروني بهذا الخبر السار الذي أثلج صدري وأنساني ثلاثين عاماً قضيتها في السجن، ورغم طول المدة ولكن الحمد لله مازلت كما أنا وخرجت مرفوع الرأس كما دخلت مرفوع الرأس.

• هل راودك حلم الخروج من السجن في ظل نظام الرئيس السابق حسني مبارك أم أنك استبشرت خيراً بعد اندلاع ثورة «25 يناير»؟

- أشكر الله وأشكر شباب الثورة المباركة الذين حرروا مصر كلها ولم يحرروا عبود وطارق الزمر وإخوانهم المظلومين فقط، كما أنني أوجه التحية للإعلام الحر والمستقل الذي ساعد الثورة على النجاح، والحقيقة أن نظام مبارك كان يتعامل معي وطارق على أساس أننا سنمضي كل ما تبقى لنا من العمر داخل السجن.

• ماذا تقول لثوار «25 يناير» وشهداء الثورة؟

- بكل صدق عندما بدأت هذه الثورة تخيلنا أنها حركة احتجاجية محدودة كسابقاتها ستنتهي بنهاية اليوم.

ولكنني عندما رأيت سقوط عدد كبير من الشهداء وإراقة الدماء على يد الشرطة أيقنت أن هذه ثورة حقيقية وستنتصر بإذن الله وستتحول إلى حركة قوية مبشرة لجميع المصريين بزوال دولة الظلم التي كانت تقمع المسلمين والمسيحيين جميعاً ما دفع الشعب المصري مسلمين وأقباطاً لأن يتلاحما معاً في الميدان من أجل إنجاح الثورة التي تحسب للشعب المصري بالفعل كوحدة واحدة حيث لم يظهر خلالها أي فارق بين مسلم ومسيحي.

• على ذكر الأقباط ما هو تفسيركم للفتنة التي ظهرت بين المسلمين والمسيحيين في الأيام القليلة الماضية؟

- كنت أوصي منذ فترة طويلة بضرورة نزع فتيل الفتنة الطائفية مبكراً وألا نستجيب لمثل هذه الدعاوى التي تدعو إلى الفرقة بين أبناء الوطن الواحد والتأكيد على ضرورة التلاحم بين المسلمين والمسيحيين ضد دعاوى الفرقة وأنه يجب أن نحافظ على أنفسنا دائما من أي أخطار لأن هناك كيداً لنا يتم من خلال محاولة الالتفاف على الثورة وإسقاطها من قبل فلول أمن الدولة وذيول «الحزب الوطني»، ولكن الله سيخيب مساعيهم ويأذن بسطوع شمس الحرية وزوال دولة الظلم والفساد إلى الأبد.

• كيف ترى أولويات التحرك في الفترة المقبلة؟

- نريد من شعب مصر أن يقف خلف الثورة ويعضد رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف حتى يستكمل وزملاؤه المسيرة ونخفف عنهم الضغط، ويجب أن نعطي لهم الفرصة للإصلاح والتطوير وإعادة عجلة الإنتاج بعد أعوام الظلم والطغيان والحرمان لعودة الأموال المنهوبة التي تكفي لحل مشاكل البلد.

• هل لديك مشروع سياسي في الفترة المقبلة؟

- ننادي منذ فترة بالتعددية الحزبية وطالبنا بالحريات وقاومنا من أجلها، ولذلك ندعو لتأسيس الأحزاب بالإخطار فقط ونعطي للشعب حقه في التعبير عن رأيه.

• فيما يتعلق باتفاقية «كامب ديفيد» ما هو موقفكم منها حاليا بعدما انقلبتم على السادات اعتراضاً عليها وكانت سبباً في الحكم بسجنكم؟

- نحترم المعاهدات الدولية السابقة، وهذا أمر مهم لا جدال فيه، لأن عدم احترام المواثيق والمعاهدات الدولية ليس من قيم وأساسيات الإسلام، ويجب أن تحترم حتى لو كانت تحتوي على أخطاء، ولكن «كامب ديفيد» بها أبواب تعطي حق التعديلات في بعض الأشياء.

• وما الجوانب التي تطالبون بتعديلها في تلك الاتفاقية؟

- بالتأكيد لا نستطيع أن نبيع الغاز بأقل من الأسعار العالمية إلى إسرائيل، ليس لإسرائيل خصوصية عن بقية الدول الأخرى، هذا حقنا كشعب، ولا يصح أبداً أن نبقي على هذا الوضع. ونؤكد أن العهود والمواثيق موجودة وقائمة ومحفوظة ولكن تطبيق ذلك الأمر هو محل نظر وخصوصاً فيما يتعلق بحق المصريين.

• إذاً وبعد الرفض التام لها والتخوين الكامل لمن وقّع عليها الآن تؤيدونها مع طلب إعادة النظر في بعض تفصيلاتها وتطويرها؟

- بالتأكيد لأننا كما قلت يجب أن نحترم الاتفاقيات السابقة حتى لو كانت بها أخطاء.

• تتباين المواقف بشأن تلك الاتفاقية حاليا بعد رحيل نظام الرئيس السابق حسني مبارك، حيث هناك من يطالب بإلغائها وهناك من يتمسك بها كيف ترى ذلك؟

- هناك معاهدة سابقة وفيها تقوم الدولة الجديدة بالحفاظ على ما وافقت عليه الدولة السابقة ولكن هذا لا يتعارض أبداً مع حقنا في التعديل ومع حقنا في دعم الشعب الفلسطيني لأننا لن نتخلى عن الشعب الفلسطيني ولن نسكت أو نتجاهل حقه، لكن وبالرغم من أن إسرائيل غاصبة ومحتلة إلا أن هناك قدرا من الالتزام بما تم توقيعه معهم.

• فيما يخص العلاقة بين مصر وأميركا هل برنامجكم السياسي يضع استراتيجية للتعامل مع تلك القضية؟

- هناك نوع من أنواع تخويف الأميركيين والغرب من الإسلاميين، الحكومة المصرية استخدمتنا كثيراً كفزاعة. لكن أي شيء في إطار المصلحة المشتركة بيننا وبين أميركا أو بيننا وأي دولة أخرى غيرها يفترض أن نؤديه ونقوم به، وفي الوقت نفسه لا يمكن أبداً القبول بأن تملي أميركا علينا قراراً أو تفرض شكل العلاقة مع إسرائيل أو أي أمر آخر لا يروق لنا أو لا يتماشى مع أحكامنا وتقاليدنا، فلا تعني العلاقة معها أن نتحول إلى أداة بطش في المنطقة مثلما حدث في المرحلة الماضية. وهذا ليس معناه أن ننقلب على المجتمع الدولي وإنما سننسجم معه في إطار المصلحة العامة المشتركة، والدفع بمبدأ الرأي والرأي الآخر واحترام حقوق الإنسان واحترام جميع المعاهدات والمواثيق، والدفاع عن المظلومين في أنحاء العالم. هذه رؤيتنا لحزبنا الذي لم نشكله أو نعلن تأسيسه حتى الآن.

• فيما يتعلق بحزبكم هذا المزمع إنشاؤه، هناك أكثر من مشروع حزب إسلامي مطروح على الساحة حالياً هل تطرحون مشروعاً مستقلاً أم أنه يأتي في إطار مشروع «الجماعة الإسلامية» باعتبارك أحد قيادات مجلس الشورى بها؟

- دعوتي في الفترة المقبلة ستركز على إنشاء ائتلاف حزبي يضم التيارات الإسلامية الموجودة على الساحة.

• هل يشمل ذلك الائتلاف جميع الأحزاب الإسلامية السابقة؟

- «الإخوان المسلمون» باعتبارهم جماعة منظمة بصدد إنشاء حزب قوي وكوادرها جاهزة ومن الصعب جداً إشراك كوادر «الجهاد» معها لأنها جماعة منظمة لها نظامها الخاص داخلياً، الائتلاف سيكون مع التيارات الإسلامية الأخرى مثل «الجهاد» و«الجماعة الإسلامية» و«السلفية».

• هل ترى أن «الجماعة الإسلامية» و«الجهاد» مؤهلان لدخول معترك السياسة بعد أن ظلا منعزلان عن الحياة العامة طوال ثلاثين عاماً؟

- كنا محبوسين داخل السجون لكن كنا على دراية كاملة بما يحدث في مصر يوماً بيوم ولم ننقطع عن متابعة الأحداث أبداً.

والإخوة في الجماعة على مستوى راقٍ من الفهم والعمل السياسي، ولكن نحن نريد تدريب الكوادر على آليات الدولة الحديثة بما يجعل الشباب الموجود في «الجماعة الإسلامية» و«الجهاد» و«السلفية» يمارس دوراً سياسياً جيداً.

• وهل يمكن أن تترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة خصوصاً أنك قدمت أوراق ترشيحك في الانتخابات الأخيرة من داخل السجن؟

- مسألة خوض انتخابات الرئاسة أمر مطروح للدراسة والنقاش... والله يكون في عون الرئيس القادم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي