شهدت زحاماً غير مسبوق بعد «الغزو العراقي الترابي»

محطات غسيل السيارات... اللهم أدم نعمة الغبار!

تصغير
تكبير
| كتب عمر العلاس وباسم عبدالرحمن |

«مصائب قوم عند قوم فوائد»... هكذا كان الحال مع محطات غسيل السيارات أمس التي لم يتذوق عاملوها طعم الراحة أمام طابور السيارات التي اصطفت أمام المحطات طلباً للخلاص من طبقة التراب التي غطتها بالكامل جراء «الغزو العراقي الغباري».

وعكس جميع المصالح والهيئات الحكومية والخاصة التي يغلق الغبار أبوابها قسرا، وربما ألحق الخسائر بالملايين لبعضها مثل تأخير تصدير براميل النفط بعد تعطيل حركة الملاحة والغاء رحلات الطيران، فإن محطات الغسيل تتمنى أن ترزح البلاد تحت هذا الاحتلال «الغباري» طوال العام، حتى تظل ماكينات الكاشير في حالة دائمة من العمل وينعم العاملون بالبقشيش.

«الراي» جالت بين عدد من المحطات فأكد العاملون فيها أن معدل غسيلهم للسيارات ارتفع من 15 سيارة ليلامس الـ 40 والـ 60 سيارة في اليوم الذي تلا العاصفة، ونتساءل: ألا يحق لأصحاب السيارات أن يدعو «اللهم أدم علينا نعمة الغبار»!

المشرف على إحدى محطات غسيل السيارات ويدعى أنور أمين قال حول ما تشهده المحطة من ازدحام «توقعنا تلك الزحمة ومن هنا لم نسمح لجميع العاملين لدينا بأي إجازة حيث تم استدعاء الجميع».

وأضاف حول السيارات المتوقع أن تغسل داخل المحطة: أتوقع أن العدد سيزيد على 200 سيارة»، مضيفا: العدد بالتأكيد سيتضاعف عما هو عليه في الأيام العادية.

وتابع: ما يهمنا رغم تلك الزحمة أن ننال رضى عملائنا، مضيفاً: نعرف ان هناك ضغطا على جميع العاملين لكن هم يقدرون ما نحن فيه، وفي النهاية جميعا نعمل من أجل سمعة المحطة.

أما محمد الرملي الذي تواجد في المحطة مع اثنين من أصدقائه فقال حول ما حدث معه مساء أول من أمس «كنا في المطلاع في أحد المخيمات وعند هبوب العاصفة سقطت خيمتان من الثلاث التي كنا نقيم فيها»، مضيفا «الوضع كان سيئاً للغاية خصوصا بالنسبة للأطفال الصغار».

وأضاف «اثنان من زملائي أغمي عليهما من شدة الغبار»، مضيفا «الله لا يعيد مثل هذا اليوم مرة ثانية».

وتابع: «لم نستطع التحرك من المكان الذي كنا فيه إلا بعد نحو الساعة الثامنة مساء واستغرق الأمر منا للوصول إلى البيت نحو 4 ساعات».

ويكمل زميله كريم محمد «ما زاد الأمر سوءا ان زجاجات السيارات تحطم، الأمر الذي كان بالغ السوء بالنسبة لنا».ويضيف «حرصنا اليوم على غسيل سياراتنا لكننا انتظرنا منذ مدة طويلة كي يأتي علينا الدور لكن ما أود ان أقوله انه كان ينبغي على خبراء الارصاد الجوية توقع مثل تلك العواصف خصوصا في ظل التقدم العلمي».

وأيد ذلك زميله هشام اسماعيل مؤكدا ان الخسائر كانت ستكون اقل مع وجود تنبؤات سابقة بهذا الحدث، مشيدا بالتعاون من قبل جميع الموجودين في المخيم.

إحسان حسان علق على ما شهدته البلاد من عاصفة ترابية بقوله: «الله يعين العباد».

وأضاف حول الزحمة التي تشهدها مغاسل السيارات «مررت على 5 مغاسل ولم استطع غسيل السيارة بسبب شدة الزحمة»، متابعا «الجميع حريص على غسيل سيارته قبل دوام اليوم».

طارق الخليفة اكد ان دوره كمواطن مساء اول من امس التواصل مع اصدقائه للاطمئنان عليهم خصوصا ان وقت العاصفة تزامن مع يوم العطلة حيث كثير من المواطنين في البحر او البر».

وأضاف «كان حريا بخبراء الارصاد ان يكون لديهم توقعات بمثل هذه العواصف ليأخذ الناس حذرهم»، مضيفا «في النهاية نحمد الله على كل شيء».

أما العامل في محطة غسيل السيارات محمد امين يقول لم يمر بي يوم مثل هذا اليوم الذي اشاهد به الاعداد الهائلة من السيارات تتوافد الى محطة الغسيل نتيجة موجة الغبار القوية التي عصفت بالبلاد، مشيرا الى انه قام لوحده بتنظيف ما يقارب الـ 60 سيارة، متمنيا ان تخف هذه الزحمة حتى لا يكون هناك ارهاق شديد بسبب العمل المتواصل طوال اليوم.

وأضاف ان صاحب المحطة والمسؤول علينا حرص كل الحرص على جميع العاملين في المحطة بأن نتواجد منذ ساعات الصباح الباكرة تحسبا للتوافد الكبير من قبل المواطنين والمقيمين لغسيل سياراتهم.

في حين ان العامل كمال عبد الحق يؤكد ان من الصعب ان يطوف هذا اليوم دون ان اراجع الطبيب لإصابتي بالربو والحساسية من كثرة غسيل السيارات، موضحا ان الاتربة قد انتشرت في جميع انحاء السيارة ما جعلني اشعر بالتعب.

وبين انه في السابق كان يغسل في اليوم والحد ما يقارب الـ 15 سيارة اما في هذا اليوم بعد الكارثة التي حلت في البلاد فإنه تجاوز الاربعين سيارة قام بتنظيفها بالكامل من الاتربة، حيث ان هذا العمل في هذا اليوم كان دون توقف لازدياد اعداد السيارات ولا نستطيع ان نعتذر حتى لا يقوم المسؤول بتفنيشنا او خصم رواتبنا.

أما محمد كمال فيقول هناك عدة اسباب دفعتني لقيادة السيارة الى محطة الغسيل، أولا لأنني مجرد ما اركب السيارة استنشق غبارا وتتوسخ جميع ملابسي بالكامل من الاتربة التي ملأتها وقضت عليها بالكامل، اما السبب الثاني فلأن اليوم بداية الاسبوع، مشيرا الى ان السبب الثالث هو لحفاظ على السيارة من التعطل وتعرضها للخراب بسبب هذه الاتربة.

وأضاف نحمد الله على تجاوز هذه العاصفة التي اعتقدنا انها ستعرضنا الى الاذى لأنها الاولى في تاريخ الكويت، في حين نعتب كثيرا على هيئة الارصاد الجوية لعدم تحذيرنا وتنبيهنا بأن هناك عاصفة رملية آتية للبلاد.

أما المواطن سعود الراشد فيقول: استيقظت باكرا وتوجهت الى أقرب محطة غسيل سيارات لأغسل سيارتي تفاديا للازدحامات التي سوف تحصل في هذا اليوم الذي يحرص به الكثير ان يقوم على غسيل سيارته من الاتربة، مشيرا الى انه ليس السيارات التي تحتاج الى غسيل فقط وإنما المنازل والشوارع تحتاج الى غسيل بالكامل ايضا.

وأشار الى ان المحطة قامت برفع السعر في هذا اليوم، لكن كنت مضطرا للغسيل بها وعدم الذهاب الى محطة غسيل اخرى، مشيرا الى ان الكثير من الاشخاص لم يجدوا مكانا ويحجزوا رقما لغسيل سياراتهم ما جعلهم يضطرون للبحث عن محطات اخرى لغسيل سياراتهم مهما كان السعر في هذا اليوم.

أما المواطن هلال الظفيري الذي كان متواجداً امام محطة غسيل السيارات منتظراً دوره لمدة تجاوزت الساعتين، فانتقد ماجاء في اذاعة الكويت على لسان الفلكيين وخبراء الارصاد الجوية مساء اول من امس عن هطول امطار على منطقتي السالمي والعبدلي.

وقال الظفيري «كنت متواجداً في منطقة الروضتين لانه وردتني انباء تسونامي الغبار من قبل اصدقائي في السعودية وليس من خلال الارصاد الجوية فاخذنا احتياطات لان لدي اغناماً امتلكها في منطقة الروضتين والحمدلله ماصار فيها شي كما لم اشاهد اي امطار في منطقتي الروضتين او السالمي فعن اي امطار كانوا يتحدثون؟!».

وعتب الظفيري على وزارة الداخلية وادارة الدفاع المدني، موضحا انه كان عائداً على طريق مزارع العبدلي الساعة 12.30 بعد منتصف الليل من دون ان يلمح اي تواجد امني على الطريق، حيث «كان كثير من الاغنام التي صدمتها السيارات ملقاة على باحة الطريق ولاحياة لمن تنادي».

واختتم الظفيري قائلاً: «حرصت على غسيل سيارتي بعد المجهود الجبار الذي قامت به مساء اول من امس في التنقل بين الجهراء والعبدلي والروضتين للاطمئنان على الاقارب المخيمين هناك».

اما المواطن عبدالله سعد فقد اعرب عن استغرابه من مشاهدة مثل هذا الغبار الذي احال لون سيارته الى الاصفر رغماً عنها، مشيراً الى انه حضر الى محطة غسيل السيارات وهي يعلوها التراب وذرات الرمال الصفراء من كل صوب.

وقال سعد «معتاد على غسيل سيارتي دوماً في البيت ولا افضل محطات الغسيل الا ان تسونامي الغبار الذي حل على الكويت لايفيد معه الا غسيل بمدفع مياه ضخم».

وحول مشاهداته لاحداث الغبار افاد سعد «كنت مع أصدقائي في مخيم لنا في منطقة العبدلي قرب الحدود الكويتية - العراقية اي بالقرب من مركز الحدث نفسه واضطررنا الى البقاء في السيارات مدة 3 ساعات للوقاية من تراب الغبار بهواء تكييف السيارة وعند الساعة 11 مساء استقرت العاصفة الترابية الى حد ما وعلى الفور ذهبنا الى منازلنا في الجهراء».

اما مسؤول باصات احدى شركات النقل العام عماد حريش الذي حضر ومعه باص شركته التي يعمل بها فقد اكد انه ينتظر امام المغسلة مدة 3 ساعات ونصف الساعة.

وقال حريش ان «الاسعار زادت الى حد ما بمقدار الثلث بالنسبة للشاحنات والباصات»، مبينا ان سعر غسيل الباص قبل تسونامي الغبار كان قدره 10 دنانير وصل اليوم الى 13 دينارا.

وأضاف حريش «كنت متواجدا مساء اول من امس مع اصدقائي في بر كبد لكن عند حلول الساعة 5.30 مساء هلّ علينا سواد كثيف في الجو لم نر مثله من قبل في الكويت اضطررنا معه الى البقاء تحت مكيف السيارات مدة نحو 4 ساعات.

ولفت حريش الى ان ما ساعد على ازدياد تصاعد الاتربة في الجو هبوب الرياح خصوصا ان كبد تعتبر منطقة صحراوية دون وجود غطاء عمراني او اشجار حولها ولم نتمكن من العودة الى الديار الا بعد وقت كبير.

أما المواطن احمد الهاجري الذي عندما بادرناه بسؤال عن الوقت الذي قضاه امام مغسلة السيارات فبادرنا بإجابة السؤال بسؤال آخر مفاده: بل قل كم محطة غسيل ذهبت اليها قبل الحضور الى هذه المحطة؟

وأضاف الهاجري «بعد ان مررت بتجربة مريرة مع غسيل سيارتي بسبب الغبار الذي حلّ علينا مساء يوم الجمعة مررت بـ (4) محطات لغسيل السيارات بسبب التزاحم الشديد عليها».

وأضاف «بسبب الغبار اضطررت للعودة مع أسرتي من على حدود السالمي بعد ان كنت متوجها لأداء العمرة في مكة، حيث جاءتني انباء الغبار مبكرا من اصدقائي في السعودية وعليه قمت بتحذير جميع اصدقائي وأهلي من الخروج من المنازل حتى لا يصيبهم الغبار بمكروه لا قدر الله».

وزاد الهاجري «أبلغت كل من أعرفه قبل ان يصل خبر الغبار من الارصاد الجوية التي انتقدها واتهمها انها كادت تتسبب في موت احد اصدقائي الذي ذهب الى رحلة بحرية بعدما كان الصباح يبشر بيوم نقي تحول الى يوم ترابي مع هذا الغبار ما اضطر صديقي الى العودة وتوقيف طراده الى جانب سوق شرق».

وقال مراقب الباصات محمد قاصد والذي كان متواجدا لغسيل احد باصات الشركة التي يعمل بها «كنت في السالمية الساعة 6.5 مساء بالتزامن مع ازدياد الغبار مساء اول من امس فأعطينا الاوامر الى سائقي باصات الشركة بعدم التحرك بالسيارات والتوقف في اقرب مكان مناسب».

وأضاف قاصد «عقب ايقاف جميع باصات الشركة كان هناك عدد كبير من الركاب منتظرين على محطات الباص برغم عدم وجود باصات تقلهم، ما اضطر عدد منهم الى اللجوء الى سائقي التاكسي الذين استغلوا الموقف ورفعوا سقف الاجرة من دينار ونصف الدينار الى نحو 5 دنانير للتوصيلة».

وأكد قاصد ان اسعار الغسيل في محطة غسيل السيارات تكاد تكون اصابتها لوثة ارتفاع بعض الشيء متأثرة بغبار يوم الجمعة لكن هذا الامر لا ينطبق على جميع المحطات، وكذلك لا ينطبق على جميع السيارات في اشارة منه الى ان ارتفاع الاسعار اصاب السيارات الكبيرة من باصات وشاحنات.

وقال سائق الباص كمال محمد «كنت في منطقة حولي وقت حلول الغبار أقود باص الشركة ويرافقني نحو 40 راكباً ورغم انني لم اكن ارى شيئاً من الطريق الا انني قمت بالسير على هدي سيارة امامي ببطء لاكمال رحلة الباص الى جليب الشيوخ لايصال الركاب الى وجهتهم».

واوضح محمد ان الرحلة كانت تستغرق من حولي الى جليب الشيوخ مدة 35 دقيقة الا انها زادت الى ساعة ونصف الساعة بسبب الغبار، مؤكداً ارتفاع سعر غسيل الباص في محطات غسيل السيارات وارتفاع اسعار بقية انواع السيارات في بعض المحطات دون الاخرى.

ومن داخل محطة غسيل السيارات التقت «الراي» بعدد من عمال المحطة حيث اكد في البداية العامل عادل الضبع ان العمل في ما بعد العاصفة يعتبر اعلى معدل لغسيل السيارات بدلاً من يوم الجمعة التي اصابها ركود تام في العمل بعد حلول عاصفة الغبار التسونامي.

وقال الضبع «بسبب الغبار لم نستطع لا العمل ولا الذهاب الى منازلنا ولاحتى تناول الطعام بسبب الاتربة التي غطت كل شيء».

واضاف الضبع «اضطررنا مساء يوم الجمعة الى ايقاف العمل بالمحطة رغم وجود تزاحم من الزبائن بسبب عدم جدوى الغسيل في هذا الجو المضطرب علاوة على عدم استطاعتنا الخروج للعمل اصلا حيث فضلنا البقاء في مكاتب المحطة الى ان خف الغبار تدريجياً وذهبنا الى بيوتنا في الساعة 8 مساء اول من امس».

وعن تزاحم السيارات امام محطة الغسيل اكد العامل محمود درديري ان «هذا التزاحم بسبب التعطل يوم الجمعة الذي كان موعداً مع تسونامي الغبار الترابي».

وقال درديري «من شدة الغبار يوم الجمعة اضطررنا الى ايقاف العمل وانزال السيارات التي تم رفعها على مكبس الغسيل وعقب ذلك توجهنا الى منازلنا عبر تاكسي جوال ترأف بحالنا».

وعن اسعار غسيل السيارات اوضح العامل عيد عبدالله انها لم تشهد اي زيادة لانها كانت الاسعار المعتادة، حيث ان المحطة لها زبونها الذي لا يجب خسارته بأي حال من الاحوال حتى ولو كان على حساب السعر.

واضاف عبدالله ان الزبائن تتوافد بكثافة الى محطة غسيل السيارات مع كل حادثة غبار تحل بالكويت الا ان عدد السيارات الذي اتى الى المحطة (امس) السبت كان مختلفاً عن كل مرة».

وأكد عبدالله ان عدد السيارات في الفترة التي سبقت اذان الظهر فاق 200 سيارة، ونظراً للازدحام الشديد على غسيل السيارات «زهق» البعض واضطر الى المغادرة الى محطة غسيل اخرى، لافتاً الى ان التزاحم يشمل كافة محطات الغسيل لاستمرار العمل ليلاً ونهاراً للانتهاء من غسيل السيارات قبل اول يوم للدوام.





الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي