«وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر»

وقفة تأمل من وحي الأحداث الكونية الزلازل في القرآن... حقائق علمية وإيمانية

تصغير
تكبير
|كتب عبدالله متولي|

انتابت العالم حالة من الرعب والهلع عندما استيقظ يوم الحادي عشر من مارس الجاري على ضربات الزلزال المدمر الذي ضرب الساحل الشرقي لليابان والذي صنفته هيئة البحث الجيولوجي** بولاية شمال الراين بأنه خامس أقوى الزلازل في الذاكرة البشرية... فقد بلغت قوته 8.9 درجات بمقياس ريختر ما أدى اهتزاز المباني في طوكيو وتسبب بأمواج تسونامي بعلو عشرة أمتار اجتاح سواحل «سنداي» شمال شرق اليابان على المحيط الهادي، وخلف آثاراً كارثية في المنشآت والممتلكات ناهيك عن قتل وإصابة وتشريد وفقدان عشرات الآلاف من البشر... وكانت الطامة الكبرى في ضرب الزلزال بعنف لمحطة «أوناجاوا» النووية لتوليد الطاقة الكهربائية وتعطل نظام التبريد بالمحطة وانبعثت الاشعاعات النووية ما ينذر بكارثة بيئية قد تمتد آثارها لمئات الكيلومترات.

هذا باختصار ما حدث دون الدخول في التفاصيل الطويلة والمتفرعة التي قد لا تعنينا كثيراً في هذا المقام، إنما لا بد لنا من وقفة تأمل من وحي هذه الأحداث.

هذه الوقفة قبل أن أسترسل في تفاصيلها سأضع عنواناً لها وهو: «لماذا يتجاهلون الإسلام؟»... هذا السؤال موجه إلى علماء الجيولوجيا وخبراء الزلازل والبراكين ومسؤولي المراصد والمعاهد الجيوفيزيائية الذين يندفعون بعد وقوع الكارثة بإطلاق التحليلات وتقديم الاحصاءات الرقمية وطرح التوقعات والتحذير من التوابع وغيرها من الأمور المتخصصة ذات الصلة بالحدث... وإلى رجال المال والاقتصاد الذين ينشغلون (قولاً وفعلاً) بالنتائج الاقتصادية لهذا الحدث وتأثيره على البورصات العالمية والانخفاض والارتفاع لأسعار العملات... وإلى الساسة الذين يسارعون لاتخاذ المواقف السياسية المتسقة مع الحدث... وإلى وسائل الإعلام التي تتسابق في نقل الحدث وتوابعه وآثاره لتحقيق السبق الإعلامي والانفراد الخبري.

إلى كل هؤلاء وغيرهم... لماذا ينظرون إلى مثل هذه الأحداث (الزلازل - البراكين - الأعاصير) وغيرها على انها ظواهر طبيعية من فعل الطبيعة وينخرطون في تحليل الظاهرة من الناحية العلمية فقط ويتجاهلون وجهة نظر الإسلام فيها؟ وكيف ينظر اليها، وكيف يتعامل معها؟ قبل وبعد وقوعها...؟

ألأنهم يجهلون هذه الوجهة أم يتجاهلونها عن عمد؟! لماذا يفرطون في التحليل المادي للظاهرة أو الحدث ويتجاهلون إحداثيات القدرة الإلهية المتمثلة في قانون الخلق «كن فيكون»؟ لماذا يرفضون تصنيف هذه الأحداث على انها آيات كونية وجنود ربانية تتحرك بإرادة الله عز وجل في الزمان والمكان لحكمة يعلمها سبحانه وغاية أرادها ليرسل من خلالها رسائل إلى خلقه لأخذ العبرة والعظة، قال تعالى: «وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر»، وقال تعالى: «سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق».

فالزلزال هو من جملة الآيات التي يخوف الله بها عباده، قال تعالى: «وما نرسل الآيات إلا تخويفاً»، فالمؤمنون بالله وبكتابه ورسوله يعلمون أن هذه الحوادث مما يقع في الوجود وفي نواحي الأرض جارية بقدر، فهم يؤمنون أنه لا يكون في العالم العلوي والعالم السفلي حركة ولا سكون إلا بمشيئة الله سبحانه وتعالى، وعلى وفق ما سبق به علم وقدرة، ويؤمنون بأن لله في كل أقداره حكماً بالغة.

كما ان هذا الزلزال وأمثاله من الكوارث الكونية له معان ودلالات، فهو آية من آيات الله الدالة على قدرته على التصرف في هذا الوجود.

وفي هذا السياق يستنكر الاسلام وعلماؤه على البعض زعمهم ان هذه الحوادث كوارث طبيعية وانها تقع صدفة لا عن تقدير سابق وليست لمعان اقتضتها.

وهنا يجب أن نشير إلى أنه لا يستطيع عاقل أن ينكر أن لهذه الأحداث أسبابا حسية... لكن من الذي أوجد هذه الأسباب الحسية؟

يقول الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى: «ان الأسباب الحسية لا تكون إلا بأمر الله تعالى، والله بحكمته جعل لكل شيء سببا، إما سببا شرعيا، وإما سببا حسيا، هكذا جرت سنة الله عز وجل وان المصائب التي تصيب الخلق من هذه الزلازل إنما هي بما كسبت أيديهم».

قال عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه: «ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رُفع إلا بتوبة».

وقد حدثت رجفة على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالمدينة، فقال: «ما رجفت إلا لحدث أحدثتموه، وإن عادت لا أساكنكم فيها».

وما قال ذلك، رضي الله عنه، إلا لعلمه أن الله جل وعلا يرسل آياته إما عقوبة أو نذارة، فإن لم ينتفع المنذر بالنذارة ويرتدع المعاقب بالعقوبة فإن ذلك يدل على استفحال الشر واستشرائه.

روى ابن ماجة في سننه عن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: أقبل علينا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: «يا معشر المهاجرين! خمس إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان، إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم، إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله، إلا سلط الله عليهم عدواً من غيرهم، فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله، ويتخيروا مما أنزل الله، إلا جعل الله بأسهم بينهم».

وهذه العقوبات المذكورة في الحديث حدثت بسبب ذنوب ارتكبها العباد وان كانت هذه العقوبات مترتبة في الظاهر على أسباب مادية ولكنها في الحقيقة كما أخبر النبي، صلى الله عليه وسلم، بسبب ما اقترفته أيدي العباد، كما قال تعالى: «وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير».



حقائق علمية

هذه مجموعة من الحقائق العلمية المتعلقة بالزلزال والتي وضحها القرآن الكريم قبل أربعة عشر قرناً من الزمان وردت في كتاب عن الزلازل في القرآن الكريم لمؤلفه رضا البطاوي، نشره موقع «شذرات العرب» يقول فيه: الزلزلة ظاهرة من الظواهر التي خلقها الله في الكون وهي ظاهرة تحدث في أحيان في مناطق مختلفة من الأرض وليس لها قانون يحكمها في الظاهر من حيث مناطق الحدوث، ولان طبيعة الأرض تقوم على أساس التصدع أي التشقق فهي تتشقق في كل الأحوال فمثلا تنشق لإخراج النبات ولتكون البحار والأنهار ولتبتلع القرى الكافرة وتنشق بانصباب الماء من السحاب عليها وفي هذا قال تعالى بسورة الطارق «والأرض ذات الصدع»

إذا الأرض تنشق لإخراج فوائد للإنسان في الغالب ولكنها تنشق عقابا له على كفره والزلزال الأرضي هو إحدى العقوبات التي توعد بها الله الناس بقوله بسورة الأنعام «قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم» والمراد من تحت الأرجل والأرض تتكون من سبع طبقات كالسماء وهي فوق بعضها مصداقا لقوله تعالى بسورة الطلاق «الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن» والطبقات السبع للأرض عبارة عن أثقال أي مواد ذات ثقل أي وزن مصداقا لقوله بسورة الزلزلة «إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها «إذا باطن الأرض عبارة عن أثقال وهذه الكلمة تطلق على الأجسام ومنها ما هو مكون من عظام ولحم ودم كالإنسان ومنها ما هو مكون من مارج من نار كالجن ولذا قال تعالى بسورة الرحمن «سنفرغ لكم أيه الثقلان» ومنها ما هو كالأحجار ومنها ما هو خشب ومنها ما هو غازات إلى آخر ما تحمله وسائل النقل وفي هذا قال تعالى بسورة النحل «وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس» وعلى هذا فباطن الأرض يحتوي على أجسام بعضها جامد وبعضها مرن.



كيفية عمل الزلزال

يمكننا فهم الكيفية إذا عرفنا كيفية عمل زلزال القيامة وفيه قال تعالى بسورة الزلزلة «إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها «وقال بسورة الإنشقاق»وإذا الأرض مدت وألقت ما فيها وتخلت»وقال بسورة الواقعة» إذا رجت الأرض رجا» هذه الأقوال يفسر بعضها بعضا فالزلزلة هي الامتداد هي الرجة ومعنى هذا هو أن الزلزال عبارة عن تمدد باطن الأرض أي ارتفاع الأثقال التحتية إلى أعلى بسبب حدوث عملية مط لها أي صعود للأثقال ثم نزول ثم صعود عدد من المرات .



سبب الزلزال

يقال انه وجود حرارة في باطن الأرض تبحث عن منفذ لها ورغم شيوع النظرية حاليا فهي خاطئة فالحرارة لو كانت محبوسة في الباطن ما احتجنا لضوء الشمس لكي لا يموت سكان الأرض من الزمهرير ثم إن الحرارة ليست محبوسة في الباطن للتالي :

- وجود مئات البراكين تنفث حممها يوميا أو كل بضعة أيام.

- وجود عيون المياه الساخنة والتي تخرج بها كميات من الحرارة.

- أن أي حفر في الأرض يدلنا في الغالب على انخفاض الحرارة كلما ازداد العمق.

- بفرض طغيان الحرارة في الباطن فالواجب هو كون مياه البحار والأنهار ساخنة لاتصالها بباطن الأرض.

ونعود للقرآن الذي يبين لنا أن مصدر الضوء والحرارة اللذين يأتيان للأرض في النهار من الشمس مصداقا لقوله تعالى بسورة القصص «قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء» وقوله بسورة يونس «هو الذي جعل الشمس ضياء» والسبب الحقيقي هو عقاب الله للبشر على شيوع الفساد في البر والبحر والفساد المقصود هو الكفر ومن ضمن نتائجه التلوث البيئي وفي هذا قال تعالى بسورة الروم «ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا» وأما السبب الظاهر للبشر فنعرفه من أي جسم يتحرك بسبب من اثنين

1 - الحركة من النفس.

2 - أن يحركه جسم آخر بالدفع أو الجر أو الاصطدام والأرض لا يتحرك باطنها بسبب تحريك جسم آخر لها وإنما يتحرك باطنها من نفسه بأمر من الله ليعاقب بعض البشر في توقيت معين وذلك كما ذكر القرآن عن قوم صالح (ص) وقوم شعيب (ص) حيث تزلزلت بهم الأرض وكما حدث مع قارون وشيعته حيث خسف الله بهم الأرض.



صوت الزلزال

سماه الله الصيحة في أكثر من موضع فقال بسورة هود «وأخذ الذين ظلموا الصيحة» وهذا يعني صدور صوت للزلزال نتيجة عملية المط والرج في باطن الأرض.



الزلازل برية

يقال ان الزلازل تحدث في البر والبحر وهو قول خاطئ لأنها تحدث في البر.

- قوله تعالى بسورة الملك «أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور» لاحظ كلمة الأرض أي اليابس

- قوله تعالى بسورة الأنعام «قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم» ولاحظ جملة «أو من تحت أرجلكم» فهي دليل على أن الزلازل تحدث في أماكن سير البشر وهي اليابسة.



مظاهر خادعة

من الأمور الشائعة أن الحيوانات على اختلاف فصائلها لديها القدرة على توقع حدوث الزلازل قبل حدوثها بزمن قد يطول أو يقصر وقد سجل البعض حوادث من هذا النوع منها:

في زلزال مدينة هيليس باليونان في العصور القديمة خرجت الفئران وبنات عرس وكل حيوانات الجحور قبل حدوث الزلزال بخمسة أيام وهربت في طرقات المدينة وفي زلزال سان فرانسيسكو في القرن 13 الهجري ظلت الكلاب تنبح لساعات قبل حدوث الزلزال وفي زلزال فريولي بإيطاليا في نهاية القرن13 الهجري خرجت الكلاب للسطح والطرقات وظلت تنبح وانطلقت القطط تصرخ في الشوارع ولم تدخل الطيور المنزلية حظائرها وحطمت البهائم والخيول حظائرها وبعد هذا حدث الزلزال في الصباح وفي زلزال هاينشينج بالصين قرب نهاية القرن13 الهجري حدث أن خرجت الثعابين من جحورها في الصقيع وخرجت الفئران في وضح النهار للشوارع ونتيجة هذا أخلت السلطات المدينة من السكان وبعد 3 شهور حدث الزلزال وفي زلزال مصر 1413 هجرية يقال إن حيوانات حديقة حيوان الجيزة ظلت تصدر أصواتا وتصنع تصرفات غريبة قبل ساعات من حدوث الزلزال ولهذا قال البعض ان الحيوانات هي أفضل من يتنبأ بحدوث الزلزال ونرد على هؤلاء فنقول ولماذا حيوانات حديقة الجيزة ما تنبأت ولم تتنبأ بقية حيوانات مصر أليس هذا عجيباً؟ ولماذا لم يلاحظ أحد أن تصرفات الحيوانات قبل وقوع الزلزال كانت غريبة ؟نتساءل ونجيب فنقول صدور تلك الأفعال من الحيوانات يفسر علميا فمثلا حيوانات الجحور سببها دخول الجحور مواد غريبة أفزعت الحيوانات وجعلتها تخرج ونتساءل عندنا في الشارع حوالي 20 كلبا وفي ساعة من ساعات الليل نجدهم ينبحون جميعا ويقطعون الشارع ذهابا وإيابا فهل هذا دليل على وجود زلزال قادم ؟قطعا لا وأعود للفئران التي غزت مصر الحالية في سنة من سنوات العقد الأول من القرن 14 الهجري وكانت تخرج أمام أعين الناس في الطرقات الزراعية دليل علي حدوث الزلزال مستقبلا ؟قطعا لا وأذكر وأنا طفل صغير أنني قتلت ثعبانا صغيرا خرج من جحره في الشتاء والأرض موحلة فهل كان خروجه دليل على زلزال قادم؟قطعا لا.



اسماء الزلازل في القرآن

الزلزلة لقوله بسورة الزلزلة «إذا زلزلت الأرض زلزالها «والخسف كما في قوله بسورة القصص» فخسفنا به وبداره الأرض «والصيحة كما في قوله بسورة هودوأخذت الذين ظلموا الصيحة والرجفة» كما في قوله بسورة الأعراف «فأخذتهم الرجفة والعذاب المبعوث من تحت الأرجل» كما في قوله بسورة الأنعام «قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم والرجة» كما في قوله بسورة الواقعة «إذا رجت الأرض رجا والدَّك» كما في قوله بسورة الفجر «كلا إذا دكت الأرض دكا دكا، وعذاب يوم الظلة كما بقوله بسورة الشعراء فأخذهم عذاب يوم الظلة».



أنواع الزلازل في القرآن

1 - الزلزال النفسي وهو انتقال الإنسان من الأمل لليأس ثم الأمل ثم اليأس وهكذا وفي هذا قال تعالى بسورة الأحزاب «هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا» وقال بسورة البقرة «أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولم يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين معه متى نصر الله».

2 - الزلزال الأرضي وهو ارتجاج الأرض أي انتقالها من السكون الظاهري للحركة الفجائية وفيه قال تعالى بسورة الحج «إن زلزلة الساعة شيء عظيم» وقال بسورة الزلزلة «إذا زلزلت الأرض زلزالها».

زلازل الدنيا جزئية تحدث في جزء من الأرض وأما الزلزال الأعظم فهو زلزال يوم القيامة فقد وصفه الله بالعظيم بقوله بسورة الحج «إن زلزلة الساعة شيء عظيم».

الزلزال الفريد

هذا الزلزال سميناه فريدا لأنه خالف الزلازل كلها في أن سببه فوقي وهو تجلى أمر الله للجبل الذي واعد الله فيه موسى (عليه السلام) للميقات فطلب موسى (عليه السلام) رؤية الله فأخبره أن سيراه لو استقر الجبل مكانه وكل الزلازل سببها تحتي وهو حركة باطن الأرض وفيه قال تعالى بسورة الأعراف «ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا» والمقصود بالزلزال هنا جعل الجبل مدكوكا».



زلازل لم تحدث

أورد الله في القرآن عدة زلازل لم تحدث لأسباب هي:

1 - الزلزال القرآني فالقرآن لو أنزله الله على جبل لتزلزل الجبل خوفا من عذاب الله إذا سبب عدم وقوع هذا الزلزال هو أن الله لم ينزل القرآن على الجبل وفي هذا قال تعالى بسورة الحشر «لو أنزلنا هذا الجبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله».

2 - الزلزال المراد ولكنه لا يحدث من قبل مريديه فالكفرة يكذبون فيقولون إن الله له ابن ولذا فإن السموات والأرض والجبال تهم أن تتزلزل من هذا القول لتعاقب الكفار على قولهم غضبا لربها وفي هذا قال تعالى بسورة مريم «وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغى للرحمن أن يتخذ ولدا».



مواجهة الزلزال

لا طريق لمواجهة وهي منع الزلازل سوى الإيمان بالله مع طاعة حكمه. فلماذا يتجاهلون الاسلام والمنهج الرباني في تسيير الكون والتصرف فيه بمشيئته وقدرته وارادته سبحانه، ويعمدون الى الجانب المادي فقط... انه غرور العلم الذي هو ادنى مرتبة من الجهل... لان صاحبه يكون لديه القدرة العقلية والاسباب المقنعة لمعرفة الحق وتجليه، لكن غروره بعلمه يمنعه من ذلك تكبراً وعناداً حتى يطمس الله على قلبه...

وصدق الله العظيم اذ يقول: «أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي