د.عبداللطيف الصريخ / زاوية مستقيمة / عندما تنتعش تجارة البخور!

تصغير
تكبير
لا أعلم إلى متى يظل نواب البرلمان لدينا في صراع، فبعضهم يدغدغ عواطف ناخبيه بتصريحات عن قضايا شعبوية، وآخرون أشغلونا بتصفية حسابات شخصية كل حسب موقعه وزاوية النظر لديه، وصنف ثالث أظنه بوقاً بيد غيره، لا ينطق إلا إذا تم الضغط على (الريموت كنترول).

أسألكم بالله أين هم عن قضايا التنمية الحقيقية، أين هم عن قضايا تطوير التعليم وجودته، أين هم عن تشريع قانون للارتقاء بالخدمات الصحية، أين هم عن تشريع قانون لتجريم كل أشكال الحض على الكراهية، أين هم عن تشريع قوانين تحمينا من سراق المال العام والخاص، أين هم عن مشاريع فعالة تستنهض همم الشباب والفتيات، أم تركوها لاجتهادات شخصية هنا وهناك؟

أين نوابنا عن القضايا الحقيقية للمرأة، التي تضمن لها وضعا اجتماعياً مناسباً؟ أم اكتفوا بالزج بها في أتون العمل السياسي، وتركوها تندب حظها العاثر دون التفاتة صادقة، أين هم عن مسألة تنويع مصادر الدخل؟ أم أن المسألة لديهم تكرار لقول بعضنا (اصرف ما في الجيب يأتك ما في الغيب).

ولعل بعضنا يسأل: ومن جاء بأمثال هؤلاء النواب إلا نحن كناخبين! فأولئك النواب ليسوا سوى حصاد أصواتنا وردود أفعالنا.

هذا الكلام صحيح من جانب، وخطأ من جانب آخر، صحيح أننا لم تكن لدينا ردة فعل مناسبة تجاه ما يقومون به من تخبط في طرح القضايا التنموية الحقيقية، وخطأ في جانب أنه لا يمكننا محاسبتهم دستورياً إلا كل أربعة أعوام، فالوزير يمكن محاسبته إن أخطأ بسؤال برلماني أو استجواب، أما النائب فلا رقيب ولا حسيب، ما يدعونا لإعادة النظر في آلية جديدة لمحاسبة الشعب لنوابه بصفة دورية، بما يضمن تحقيق مبدأ دستوري ينص على أن الشعب هو مصدر السلطات جميعاً.

لقد بتنا كأطفال يتامى ورثوا أموالاً طائلة، والكل يدعي قربه منا وحرصه علينا، وتكالبت علينا كل أصناف البشر، لتأكل مما نملك ولا نستطيع التصرف فيه، فليس لدينا حكومة فاعلة مبادرة، ولا نواب (ينشد فيهم الظهر)، فما أراه واضحاً أمام ناظري ما هو إلا صراع الديكة، وما علينا كشعب في تلك الحالة إلا الاستمتاع القهري والتشجيع حتى تنتهي الأعوام الأربعة العجاف، وقتها قد نستطيع إيصال رسالتنا بوضوح، ما لم تتدخل عصا (راعي الحرشا) السحرية في الموضوع، وما لم تنتشر تجارة (البخور والعطور) كالعادة. والله المستعان.





د.عبداللطيف الصريخ

كاتب كويتي

Twitter : @Dralsuraikh
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي