مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / «ماي العين»

تصغير
تكبير
عندما سئل الامام مالك عن الفتنة التي انتشرت بين المسلمين، بعد استشهاد سيدنا عثمان الخليفة الراشد الثالث رضي الله عنه أجاب الامام رحمه الله بما أجاب بقول الخليفة عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه: هذه فتنة عصم الله سيوفنا عنها، فلنعصم ألسنتنا عن الخوض بها، وما يحدث في البحرين اليوم فتنة بدأت بمطالب شعبية مستحقة... فتحولت تدريجياً من حوار عقلاني إلى فتنة طائفية، هددت سلامة وأمن هذا البلد ووحدة شعبه المسالم المستمرة منذ مئات السنين، وانتقال هذا الخطر الطائفي على الكويت « ماي العين » أشد فتكاً وأسرع انتشاراً ويصعب منعه عن الانتشار عبر الحدود فلنحمد الله الذي كف أيدينا عن المشاركة فيها ونمنع ألسنتنا وأقلامنا عن الخوض بها، وعدم نقلها إلى بلادنا ولن يكون ذلك إلا من خلال المحافظة على الوحدة الوطنية والقبول بالاخر والرضا بالعيش المشترك... متحابين تحت قيادة عادلة رحيمة كما كنا دائما في الماضي، ولا نتحيز لطرف أو لآخر، ونترك الشأن البحريني لشعب البحرين لكي يحلوا مشاكلهم بأنفسهم، ونتبع سبيل قيادتنا بالسعي نحو المصالحة بين طرفي الأزمة والحذف على طريق الحوار حتى انتهائه، وعلى حكماء الكويت وأصحاب الرأي ذوي الحس الوطني الضرب على أيدي من يصبون الزيت على النار سعياً إلى مكاسب سياسية أو دنيوية غير واعين بخطر ما يقومون به على الكويت، إن تصاعد هذا النفس الطائفي البغيض سيجعل مصيرنا إما كمصير قبرص المنقسمة وإما لبنان الذي تفرق إلى طوائف وأحزاب بعد حرب أهلية طويلة... وإما مواجهة أخطار كالتي تواجهها البحرين حالياً التي لا نعرف إلى أين سيصل مداها... ولكنها حتماً ستترك أثراً غائراً في النفوس إن تأخرت فترة حلها، نسأل الله أن يرفع هذه الغمة عن اخواننا في البحرين وأن يحمينا ويحمي البلدان العربية والإسلامية من شر الفتن.





مبارك مزيد المعوشرجي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي