د.عبداللطيف الصريخ / ثورة الترويع

تصغير
تكبير
أستغرب حقيقة من يقارن بين ثورة التخريب والترويع التي حدثت في مملكة البحرين الشقيقة، والثورة الحضارية في مصر وتونس، وكذلك الثورة في ليبيا ضد حاكم مجرم معتوه، حيث لا مجال هنا للمقارنة بين ما حصل في تلك الحالات أبدا، وذلك من وجوه عدة يجب أن نوضحها بكل شفافية:

الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا واليمن، لم ترتفع فيها رايات طائفية أبدا، ولم تحمل فيها صورُ رموز غير وطنية بتاتا، فكل أطياف المجتمع كانت تطالب بالتغيير، فكنت تجد المسلم والمسيحي على حد سواء في ميدان التحرير، وكذلك خرج أحرار تونس وليبيا واليمن دون اصطفاف طائفي.

الحكومات الجمهورية في تونس ومصر وليبيا واليمن، لم تفهم نداءات الشعب المطحون إلا في مراحل متأخرة جدا، وذلك عندما ارتفع سقف المطالب إلى أبعد مدى، بينما بادرت القيادة البحرينية منذ البداية، ممثلة بولي عهد البحرين سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، بدعوة قوى المعارضة إلى طاولة حوار وطني مفتوح، بينما تلكأت قوى المعارضة وعلى رأسها «الوفاق» عن قبول تلك المبادرة الكريمة، واعتبرتها تنازلا وتهاونا يمكن أن يفتح الباب لمطالبات أكبر منها، فرفعت سقف مطالباتها.

الثورة المصرية والتونسية لم تخرب الممتلكات، ولم تروع الآمنين، ولم تعتد على الحرمات، بل قاومت البلطجية الحكومية، التي ابتدأت بالتخريب والتكسير، بينما الثورة الطائفية في البحرين لم تكن من البداية ثورة سلمية، حيث انها هي من بادرت بأعمال البلطجة والتخريب.

المعتصمون في ميدان التحرير لم يعطلوا الحياة، ولم يمنعوا الناس من الذهاب لوظائفهم، بل دعوهم للاعتصام في ميدان التحرير بشكل سلمي، في حين أن طائفيي البحرين خيموا في دوار مجلس التعاون والذي يعتبر الشريان التاجي للمنطقة التجارية والمالية لمملكة البحرين ما أضر بالاقتصاد والاستثمار، أضف إلى ذلك أن الطائفيين في البحرين وضعوا الحواجز أمام الناس ليمنعوهم من الذهاب إلى أعمالهم. في الثورة المصرية أقام الثوار السلميون مستشفيات ميدانية قدمت العلاج للجميع، بينما قام بعض الطائفيين باحتلال مستشفى السلمانية، حيث تحولت ملائكة الرحمة هناك إلى سفاحين ومجرمي حرب!

في حين حافظ ثوار مصر وتونس على وطنية ثورتهم، نجد أن المعارض مشيمع يهدد حكومة بلاده بالاستنجاد بإيران، وبشكل يدعو للتقزز والاستفراغ مما وصل إليه من الذوبان في المشروع الإيراني في المنطقة!

ملاحظات كثيرة تجعلني وكثيرين من متتبعي ثورة طائفيي البحرين للوقوف في مواجهة من يصفِّق لتلك التصرفات اللامسؤولة، والتي لا تمت بصلة إلى الحريات ولا حقوق الإنسان التي يجب احترامها.





د.عبداللطيف الصريخ

كاتب كويتي

Twitter : @Dralsuraikh
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي