إنكلترا أول من أصدرها عالميا ومصرعربيا

طوابع البريد... هواية الملوك والمشاهير وسفير متجوّل شاهد على التاريخ

u00abu0643u0648u064au062a u0627u0644u062du0631u0629u00bb
«كويت الحرة»
تصغير
تكبير
| القاهرة ـ من محمود متولي |

هواية جمع الطوابع من الهوايات الممتعة التي يمارسها الملايين في أنحاء العالم، لما تعرضه من صور ورسوم ومعلومات متنوعة ومهمة عن ثقافة وتاريخ البلدان الصادرة عنها ومعالم تراثية** وتاريخية ودينية وأثرية تبرز بعض الأحداث المحلية والعالمية المهمة.. لدرجة أن البعض وصفها بأنها سفير عفوي متجول في أنحاء الدنيا.

أطلق على هذه الهواية هواية الملوك، حيث كان عدد من ملوك العالم يستهويهم جمع الطوابع، ومنهم الملك جورج الخامس، الذي كان يملك مجموعة ضخمة قيمة من الطوابع واحتفظ بها ابنه جورج السادس.. ويقال إن ابنته الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا كانت تحتفظ بمجموعة خاصة بها اعتبرت من أهم المجموعات المعروفة حاليا في العالم وموجودة حاليا في قصر بكنجهام في لندن.

ومن بين هواة الطوابع الهواة أيضا ماريا دوقة غالييرا الفرنسية، التي تعد أعظم هاوية جمع طوابع في التاريخ... فقد بدأت جمع الطوابع العام 1861، وكانت تنفق عليها نحو «10» آلاف دولار أسبوعيا، فلما توفيت تركت 300 ألبوم وبينها الكثير من الطوابع النادرة، وكان كل ألبوم يتكون من ألف صفحة من أفخر أنواع الورق الفرنسي، وكلفة كل صفحة 200 دولار بإجمالي 60 مليون دولار تقريبا.

ومن أشهر الهواة في الوطن العربي ملك مصر السابق فاروق الأول الذي كان يحضر طباعة الطوابع بنفسه في المطبعة،وحين مغادرته مصر أخذ معه طوابعه في صناديق كثيرة.. وكذلك عاهل الأردن الراحل الملك حسين بن طلال.

وحول بداية ظهور طوابع البريد وتاريخ هذه الهواية والمراحل التي مرت في العالم والدول العربية تحدثت «الراي» مع مدير المركز المصري للهواة في القاهرة المهندس خليفة عبداللطيف الذي تخصص في جمع الوثائق والتراث القديم، والذي أوضح أن طوابع البريد ظهرت للمرة الاولى في إنكلترا وأطلق على أول طابع بريد ظهر في إنكلترا والعالم اسم «البيني بلاك»، ووضعت عليه صورة الملكة فيكتوريا ملكة إنكلترا في ذلك الوقت.

وتوالى بعدها إصدار طوابع البريد في دول العالم مثل إسبانيا وفرنسا والبرتغال والولايات المتحدة الأميركية، وكان من الملاحظ أن هذه الدول حرصت على طبع اسمها على طوابـــعها باعتبارهــــا من الإصدارات السيادية كالعملات، في حيـــن فضلــــت إنكلترا عدم وضع اسمها على طوابع البريد وهو تقلــــيد لايزال قائما الآن ولكنها تكتفي فقط بوضع شعار ثابت على الطوابـــع يحمل رأس ملكة إنكلترا فقط.

وأشار إلى أن الناس قديما خصوصا في الدول الأجنبية قبل ابتكار الطوابع الورقية كانوا يستخدمون ختم الشمع على الرسائل حتى العام 1847، حيث صدر أول طابع في العالم في بريطانيا ويرجع الفضل في ذلك إلى الصحافي البريطاني تشارلز فلود الذي أشار باستبدال الأختام بورق صغير ملون خاص عليه أجرة إرسال الرسائل من مكان إلى آخر.

وفي أواخر القرن الـ «19»... بدأت فكرة بيع الطوابع بهدف الهواية، وذلك في إحدى صيدليات بريطانيا.. إذ كان ابن صاحب الصيدلية نجح في إقناع والده بعرض الطوابع لبيعها للجمهور كهواية اقتناء... ومن هنا انطلقت الفكرة.

وعن بداية الطوابع العربية قال عبداللطيف لـ «الراي»: السلطنة المصرية كانت أول من أصدر طوابع بريد عربية، وذلك في العام 1855، وحملت هذه الطوابع في بداية الأمر صورا للملوك والحكام بشكل عام، ثم تنوعت الإصدارات إلى أن صارت تحمل مشاهد لمعالم تراثية وتاريخية ودينية وأثرية.

ومع بداية القرن العشرين، أصبحت الطوابع تصدر بإصدارات تذكارية تخص الأعياد الوطنية ومناسبات العائلات المالكة كالتتويج والزواج والميلاد والانتصارات وغيرها.

وعن بداية ظهور البريد في الكويت قال مدير المركز المصري للهواة: البداية كانت في العام 1775 في عهد الشيخ عبدالله الصباح، وانتقل مركز الخدمة البريدية إلى الكويت بدلا من «الزبير» بسبب حصار الفرس لمدينة البصرة في تلك السنة.

ونتيجة لذلك قامت علاقة مباشرة بين الكويت وشركة الهند الشرقية، وأصبحت الكويت موقعا مهما لتقديم الخدمات البريدية خصوصا للرسائل الآتية من الهند والمتجهة إلى غرب آسيا.

مشيرا إلى أن الطوابع المستخدمة عند بدء نشاط مكتب البريد الهندي في الكويت كانت هي الطوابع الهندية نفسها المستخدمة في الهند، وكانت قيمتها تدفع بالروبية وهي العملة الهندية التي كانت سائدة بالكويت إلى تاريخ الاستقلال سنة 1961.

وأضاف: في أوائل أبريل 1923 صدرت أول مجموعة طوابع تحمل اسم الكويت بالإنكليزية على الطوابع الهندية المراد استعمالها في الكويت لتطرح للبيع للاستعمال العام، واستمر استخدام هذه الطوابع حتى العام 1948، ثم تطورت إصدارات طوابع البريد وتنوعت في الكويت، حيث صدر ما يقرب من 325 مجموعة طوابع مختلفة تضم أكثر من 1100 طابع خلال الفترة من 1958 إلى 1990.

وتابع: يمكن تقسيم هذه الحقبة من الزمن إلى «3» فترات متتالية، الأولى، من العام 1958 إلى 1965، وهي فترة الإصدارات خلال حكم المغفور له الشيخ عبد الله السالم الصباح.. وقد صدرت في هذه الفترة 38 مجموعة، منها مجموعة طوابع كويتية تحمل القيمة بالفلس والدينار، بعد أن تم وقف التعامل بالعملة الهندية (الروبية).

والفترة الثانية، من 1965 إلى 1977، وهي فترة الإصدارات خلال حكم المغفور له الشيخ صباح السالم الصباح، وقد صدرت في هذه الفترة 146 مجموعة عدد طوابعها 474 طابعا تمثل مناسبات عديدة ومتنوعة، أما الفترة الثالثة، فهي من 1978 إلى 1990، وهي الإصدارات التي تمت من بداية حكم صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح وحتى العدوان والاحتلال العراقي الغاشم في أغسطس 1990، وصدر خلال هذه الفترة ما يقارب 140 مجموعة مختلفة غطت الكثير من الاهتمامات المحلية والعربية والدولية.

وتابع عبداللطيف قائلا: خلال الاجتياح العراقي للكويت في أغسطس 1990 نهب الغزاة العراقيون مكاتب البريد في الكويت، ما أصاب البريد الكويتي بالدمار نفسه الذي أصاب المؤسسات الوطنية إذ تم تدمير الكثير من التجهيزات وسرقة معظم الأجهزة والمعدات الحديثة التي تزود البريد الكويتي بها خلال السنوات الماضية، كما استولى الغزاة على كميات من الطوابع والقرطاسيات والأختام.

وأشار إلى أن الجهات الحكومية الكويتية خلال وجودها في السعودية أصدرت نوعين من الطوابع في أثناء فترة العدوان والاحتلال العراقي يحملان علم الكويت، وقد كتب عليها «الكويت الحرة»، وتم طبع «5» ملايين نسخة من كل منهما في البحرين، ووزعت في يناير من العام 1991 مجانا في دول الخليج وفي جميع أرجاء العالم.

وعن أغرب الطوابع التي ظهرت في العالم، قال عبداللطيف: هناك مجموعة طوابع هي الأشهر والأغرب على الإطلاق.. ظهرت في تايوان ونيبال خلال القرن الـ «19»، نظرا إلى أن طباعتها كانت مجسمة وثلاثية الأبعاد.

وكانت هذه المجموعة عبارة عن طبعة تذكارية بهدف الترويج السياحي، وتعد طوابع البريد التي تشتمل على بعض الأخطاء المطبعية أو الإملائية غير المقصودة من أغرب وأغلى الطوابع التي صدرت حتى الآن في العالم.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي