«كيف هالتمثيل معك» عرض واقع العاملين في الوسط التمثيلي ... واستدرار العطف عليهم

u0644u0642u0637u0647 u0645u0646 u0627u0644u0645u0633u0631u062du064au0647
لقطه من المسرحيه
تصغير
تكبير
| بيروت - «الراي» |

كميل سلامة دخل ساحة المسرح مجدداً وسط حال من التخمة التي اسعدت الناس والنقاد على كثرة ما نواكبه من جديد مسرحي.

«كيف هالتمثيل معك». نص واخراج وانتاج سلامة الذي يقدم صورة سوداوية واقعية عن احوال الممثلين خريجي المعاهد الذين يتعبون ويجدّون اكاديمياً طوال سنوات واذا بهم حين نزولهم الى ميدان العمل يصطدمون بهشاشة الواقع، ومحدودية الفرص، والاستهانة بهم وبقدراتهم، وعدم اعطائهم حقوقهم وتأجيل مستحقاتهم بحجة ان هناك سفراً للعمل الى دولة عربية او اغترابية.



لم يقدم وجهاً ايجابياً واحداً للممثل في حياته المهنية الا هذا الحب الغامر الذي يملأ شبابنا والصبايا من اجل تقديم ابداعات جديدة في هذا المجال.

سبعة ممثلين: جيزيل بويز، داني بستاني، باسكال حرفوش، اندريه ناكوزي، فؤاد يمين، سلوى حبشي، آدمون الخوري، يجسدون ادواراً مركبة متنوعة متداخلة تدل على متانة وقدرات كل منهم في اعتماد اكثر من كاراكتير.

العمل يبدأ بالمقلوب، يبدأ بالتحية التي نعرفها في ختام العرض، فاذا بها في البداية، وبعد استدعاء مخرج العمل الى الخشبة، يطلب منه النزول والجلوس مع المشاهدين لكي يتعرف على مأساتهم وتجاربهم ومعاناتهم في يومياتهم منذ ان كانوا تلامذة عنده في المعهد الى حين احترفوا المهنة وباتوا يقدمون عروضاً جماهيرية.

الادوار الصغيرة، وتصوير مقاطع من ادوار كل ممثل جديد في يوم واحد حتى لا يحاسب الممثل على اكثر من يوم تصوير، فيتم حشر مشاهده في يوم واحد، اضافة الى التأخر في دفع المستحقات، وتشبيه الممثلات بالدجاجة من دون رأس ولا جناحين بحيث لا يبقى منها سوى الفخذين والصدر على اساس انها المادة الارحب في التعاطي مع التمثيل وقيمته.

ولا يترك اجواء ومنهج الدراسة على حدة بل انه يدخل الى رتابة الاسماء التي يتم حشو رؤوس الطلبة بها في الجامعة فاذا هو غير قادر على التفاعل مع الامور الميدانية في الحياة المعاصرة.

سلامة صياد ماهر في مسرحيته المستمرة حتى الثاني من مارس المقبل، فهو لا يترك شاردة او واردة من موضوع التمثيل الا ويضيء عليها معتبراً ان ما يقدمه في السياق ليس سوى غيض من فيض، فالامور الاخرى التي لا يأتي على ذكرها اعمق وأكثر ايلاماً.

في خلفية المشاهد نواكب تمثال الاوسكار معطياً ظهره للنظارة حيث تدور الاحداث من حوله وهو الرمز الذي تذهب اليه الآمال والطموحات عند الجميع، مع انه بعيد المنال تماماً، باستثناء ما حققه غبريال يارد في مجال الموسيقى لـ المريض الانكليزي، ونال اول اوسكار يناله عربي خال ثمانين عاماً من عمر الجائزة.

لا نعتقد ان هناك امكانية لوجود عمل يتناول واقع المطربين، لان هؤلاء يعيشون ترفاً وحياة متميزة بالكامل من خلال الثراء والجماهيرية والاسفار التي لا تنتهي الى كافة الاصقاع التي فيها من هو ناطق بالضاد.

اشارة الى ان سلامة لم يعلن عن مسرحيته ولم يقم بأي حركة فنية ترويجية معتبراً ان الفم - الاذن (من يقولون لبعضهم ماذا رأوا) ما زال الطريق الافضل للكلام عن المسرحية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي