الى بكركي دُر ليخرج بطريرك و... «بابا»؟

تصغير
تكبير
| بيروت ـ «الراي» |
... الى بكركي دُر. فاعتباراً من السادسة مساء اليوم، سيكون مقر البطريركية المارونية محط الانظار، اذ تقفل ابوابه مع التئام مجلس المطارنة كمجمع انتخابي لانتخاب خلف للكاردينال مار نصر الله بطرس صفير بعدما كان الفاتيكان وافق في 26 فبراير الماضي على الاستقالة الطوعية التي تقدّم بها.
ومن المقرر ان ينصرف المطارنة (عددهم 41 مع صفير وسيحضر منهم بين 37 و39) في اليوم الاول «خلف الابواب الموصدة» الى التحضير والصلاة، على ان تبدأ الجلسات الإنتخابية للبطريرك الـ 77 بعد غد بمعدل جلسة قبل الظهر وثانية بعد الظهر، على ان يديرها المطران رولان أبو جودة بصفته أقدم المطارنة عهداً في السيامة الأسقفية العاملين سناً.
ومعلوم ان لا ترشحيات لمنصب البطريرك الذي يجب أن ينال الفائز به ثلثي اصوات الناخبين. وإذا لم يحصل ذلك، تبدأ انسحابات تدريجاً ويستمر من حصلوا على العدد الأكبر من الأصوات في ترشيحهم. وتعاد الكرة حتى تنحصر بمطرانين، أو يصار الى الاتفاق على مطران ثالث بالإجماع كما حصل في مرتين سابقتين مع البطريرك الراحل مار انطونيوس بطرس خريش والبطريرك الحالي صفير (العام 1986). وفي حال حصل أحد المطارنة على ثلثي اصوات الهيئة الناخبة يتم إحراق اوراق الاقتراع في مدخنة خاصة، فيرتفع منها الدخان الابيض وتقرع الاجراس تهليلاً وترحيباً بالبطريرك الجديد.
وتجدر الاشارة الى انه بعد 15 يوماً، إذا لم يسفر الانتخاب «المتواصل» عن نتيجة، يرفع مجمع أساقفة الكنيسة البطريركية الأمر الى البابا بنديكت السادس عشر حيث يتم إستدعاء الهيئة الناخبة الى الفاتيكان، ويتم عزلهم في قاعة ليتوصلوا الى اتفاق، او يعمد البابا الى تعيين احد المطارنة بطريركا كما حصل مع البطريرك بولس المعوشي عام 1954 وهو الامر الذي تتقاطع المعلومات عند استبعاده، متوقعة ان يتصاعد الدخان الابيض في غضون ايام قليلة من بدء الجلسات ايذاناً بانتخاب البطريرك الجديد لانطاكية وسائر المشرق.
ويذكر انه مع إقفال الابواب يقف كل من النائب والوزير السابق فريد هيكل الخازن عن عائلة الخازن في بلدة غسطا، وامين الخازن عن الخازنيين في عجلتون، على ابواب الصرح البطريركي للحراسة عملا بالتقليد المتبع منذ انتقل المقر البطريركي الى بكركي في كسروان.
وعشية هذا الحدَث، بقيت بكركي محور «زيارات التقدير والشكر» لصفير الذي أمضى ربع قرن في السدة البطريركية ادى خلالها ادواراً كبرى في لحظات - منعطفات سواء خلال الحرب الاهلية (1975 ـ 1990) او في مرحلة الخروج منها (اتفاق الطائف) او لاحقاً حقبة «انتفاضة الاستقلال» في 14 اذار 2005 التي كانت اول «بذورها» في نداء مجلس المطارنة الشهير في سبتمبر من العام الفين.
وعلى وقع اعتبار اوساط مراقبة انه في ظلّ انتخاب بطريرك جديد وبقاء صفير في جناح في مقر البطريركية في بكركي سيكون الأخير بمثابة «بابا» للموارنة، حرص رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري على زيارة البطريرك «السابق» امس، واصفاً اياه بأنه «ضمير لبنان»، ومشيرا إلى أن والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري «كان يقول عن غبطته أنه كذلك».
في سياق متصل، اشاد رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط، بصفير، معلناً في حديث الى تلفزيون «ام.تي.في» الى انه كان يفضل لو بقي في سدة البطريركية «وعندما تأتي الساعة تأتي، لكن يبدو ان هناك ظروفاً جعلت ان يتخذ قراره بأن تقبل استقالته».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي