محمد جوهر حيات / سوالف ثلاثاء وخميس / قطار شباب الحرية والتطوير

تصغير
تكبير
ربما ترضخ الشعوب أعواما عديدة للأنظمة الفردية والشمولية والدكتاتورية، ولكنها لا ترضخ مدى الحياة لها، فالشعوب وفق هذا الانفتاح والتقدم العلمي والمؤسسي والعملي والتكنولوجي، ترفض العنف والقمع والضرب ومصادرة الحريات والحقوق الإنسانية البسيطة، وكرهت الشعوب سياسة التنفيع والفساد والتراجع والنهب والتخلف التي تتخذها بعض الأنظمة الرجعية، فالشباب في غالب دول العالم هي الفئة الكبرى، وهي الفئة الحركية القادرة على بذل الجهد والعمل من أجل الوصول إلى الأمل وتحقيقه، والأمل الأكبر والأسمى هنا هو خلق مجتمع متطور وواع يقوم على أساس صلب، وهو نظام الدولة القانونية العادلة التي تحتوي الجميع دولة الحقوق والواجبات، دولة المؤسسات الدستورية والحرية والديموقراطية والمساواة والإنتاج والتطور والتقدم، فالشباب أصبح متعطشاً للعمل في تحقيق هذا الأمل، كما يريد الشباب حل الواقع المزري بالحياة نفسها دون النظر لما هو بعد الحياة، وهذا ما فعله أحرار (ميدان التحرير) من شباب وشابات جمهورية قلب العرب مصر العربية، بكل اختلافاتهم وأطيافهم وعروقهم وأصولهم وتقسيماتهم، معتمدين على تحصيلهم العلمي وجهودهم الحياتية اليومية للبحث عن رزقهم ورزق أهلهم وذويهم، ومعتمدين أيضاً على طموحهم ورؤيتهم الرطبة والعطرة والخصبة لزراعة القيم النبيلة والسامية في نظام بلدهم، فهم ثوار ضد الحكم الفردي والعسكري وحزبهم وثوار أيضاً ضد أحزاب شبه المعارضة الميتة (إكلينيكياً) التي لا تسمن ولاتغني من جوع، هذه الأحزاب التي صادقها وناسبها (الفشل والعجز) في نفخ رياح التغيير، وليس النجاح والقدرة كما فعل هؤلاء الشباب أحرار (ميدان التحرير) أبطال التغيير.

ولكن يا شباب مصر العظيمة تغيير النظام وإسقاطه لا يعني إنهاء المهمة بل هي البداية، فإسقاط النظام يعتبر الخطوة الأولى، وهناك العديد من خطوات التغيير لابد منها، فلابد من فرض النظام الديموقراطي الشفاف والواضح الذي يضمن حرية الأفراد في اختيار من يرونهم مناسبين لتحقيق طموح الأمة المصرية، وكذلك لابد من محاسبة المفسدين بحق هذه الأمة، وتنصيب من هم الأقدر والأكفأ والأجدر لإدارة مؤسسات الدولة وشؤون البلاد والعباد، والأهم من ذلك استغلال مقومات تطوير البلد خير استغلال من أجل خدمة ونهضة البلد، فمصر زاخرة بالموارد البشرية والقوى العاملة والعقول الأكاديمية والخبرات العلمية والميدانية والعملية، ولابد من الحفاظ على ثروات مصر الطبيعية والسياحية، وتسخيرها وتطويرها من أجل تقدم ورقي هذه الأمة المصرية العظيمة، وأنتم يا أحرار قادرون رغماً عن أنف من يتهمكم بعدم الدراية ووضوح الرؤية، فمن يتهموكم عجزوا عن تطوير البلد أثناء ما كانوا في سدة القيادة، وأيضاً الطرف الآخر الذي يتهمكم بذلك هو من عجز عن تغيير الواقع المرير الذي عارضه في السابق، فأنتم من أسقط الفردية العسكرية الاستبداية والحزب الناهب، وأنتم من سوف يصلح ويطور ويعمر وينمي مصر الحرية والأدب والثقافة والتاريخ والديموقراطية والتقدم والنهضة والعمران، ولكن كل هذا الأمل لا يأتي إلا بالعمل والصبر يا من صبرتم كثيراً... قطار شباب الحرية والتطوير انطلق فلن تستطيع قوة ومال وتضليل وسائل إعلام وعنف من ايقافه ما دام على حق، وما أكثر هذه المحطات العربية في المستقبل القريب.



السالفة الحقيقية!

العنف والقتل تجاه المتظاهرين المسالمين يا قادة مرفوض، التضليل والكذب والتلفيق يا وسائل إعلام القادة مرفوض، التخريب والتشويه والتدمير لسمعة ولحقيقية الأحرار يا مخابرات ويا مخربين ويا بلطجية القادة مرفوض، الظلم والبطش مرفوض في كل بقاع العالم بيت بيت، دار دار، (زنكا زنكا). يا قادة... احترموا عقول البشرية وارحلوا قبل أن يرحلوكم.



خوش سالفة!

الاسطبل: مكان لرعاية الخيول وتجمع الفرسان، ولكن بعض الاسطبلات تكثر بها (حصن الطروادة) ويندر بها الفرسان... أتوقع رحنا ورا الشمس (رسمي).





محمد جوهر حيات

إعلامي وكاتب كويتي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي