موجات برد «العجوز» و«الأزيرق» لم تشفع لصاحب الخامة الثقيلة
الشماغ الأحمر يتهاوى أمام جاذبية الشماغ الأبيض!
أحمد المهري
أحمد بخيت
مشجع ياباني مرتدياً الشماغ الأحمر في بطولة أمم آسيا الأخيرة
أحمد عبدالله
عبدالله عبدالرزاق
فيصل القحطاني
الشماغ الأبيض... جاذبية خاصة
| علي الفضلي |
يكاد الشماغ الابيض أن يسحب البساط من الشماغ الاحمر بعدما كان متسيداً على رؤوس المعاريس في حفلات الزفاف، ورمزا ليس له منازع لمن أراد الكشخة و«الرزّة»، فقد لقي الشماغ الأحمر** في الآونة الأخيرة عزوفا واضحا من قبل آدم الكويتي، وراح ضحية لعدم مواكبته لمتغيرات الموضة المتجددة كل حين.
وبالرغم من أن الشماغ الأحمر يتميز بخامة ثقيلة بعض الشيء، وكان الدارج في الماضي ارتداءه في فصل الشتاء، فان الشماغ الأبيض قد استرق الصفة المميزة للأحمر وأضحى رمزا جديدا للكشخة والتميز، ففي الوقت الذي تتعرض فيه البلاد الى موجات برد «العجوز» و«الأزيرق» فان الشماغ الأحمر لم يستطع أن يفرض نفسه بالرغم من أن الفرصة كانت مواتية له.
ويرى بعض أصحاب محلات بيع الأزياء الشعبية أن السبب المحوري في عزوف الكويتيين عن ارتداء الشماغ الاحمر ينبع من تعود أبناء هذا البلد منذ زمن ليس بالقليل على ارتداء الغترة البيضاء، التي تميزت بمرونتها عبر الأيام، فقد استطاعت الغترة البيضاء أن تتحول الى شماغ أبيض لتتمكن بدورها من تلبية احتياجات الزبون، بالاضافة الى امكانية اضافة المخططات والنقشات المميزة لها ما يجعلها أكثر جذبا للناس.
وخلال بطولة كأس أمم آسيا التي أقيمت أخيراً في العاصمة القطرية الدوحة، عمد مشجعو عدد من المنتخبات الأجنبية المشاركة خصوصا أنصار المنتخب الياباني ارتداء الشماغ الأحمر - رغم أن الدارج في قطر هو الشال والغترة البيضاء - لكن يبدو أن مشجعي المنتخب الياباني كان لهم ذوق خاص لا سيما اذا أخذنا بعين الاعتبار لباس المنتخب الياباني الذي عادة ما يكون باللون الأزرق ما يجعل من يرتدي الشماغ الأحمر أكثر تميزا وكشخة، وربما قد استشعر الجمهور الياباني ذلك العزوف الواضح من قبل أبناء الخليج على ارتداء الشماغ الأحمر وأرادوا تسويقه والترويج اليه، وقد يعزي البعض سبب ارتداء المشجعين اليابانيين للشماغ الأحمر أيضا لتمتع المشجع الياباني بالروح الرياضية، خصوصا وأن بطولة أمم آسيا الأخيرة قد شهدت خروجا عربيا مبكرا وبالتالي فان ارتداء اليابانيين للشماغ الاحمر كان دليلا منهم على ابقاء النفس العربي والخليجي موجودا على أرض الملعب، والتذكير بأن من يستضيف هذه البطولة ومن حولهم هم عرب!.
«الراي» جالت في سوق المباركية لتتعرف على أسباب عزوف الكويتيين عن ارتداء الشماغ الأحمر، فكانت الآراء التالي.
عادات
أحمد المهري صاحب محل لبيع الشمغ والعقل يقول : بالرغم من كشخة الشماغ الأحمر فقد اعتاد معظم الكويتيين منذ زمن بعيد ارتداء الغترة أو الشماغ الأبيض بالتحديد، خصوصا من قبل فئة الشباب الذين يفضلون شراء الغترة الخفيفة. ويؤكد المهري حسب قوله أن الاقبال الكبير على شراء الشماغ الأحمر دائما ما يكون من قبل السعوديين، مع وجود اقبال بسيط من قبل «شيّاب الديرة»، ويكون طلبهم دائما على الشماغ الأحمر الثقيل ليشكل واقيا لهم من برودة الطقس.
ويوضح المهري الذي تبلغ خبرته في سوق الشمغ والعقل 40 عاما تقريبا، أن الطلب بدأ يتغير في ما يتعلق بمقاس الغترة، ففي السابق كان المقاس الدارج يتراوح بين 46 الى 52، أما الآن فالمقاس يتراوح بين 58 الى 60، ويأتي ذلك نتيجة تغيرات طرأت على أذواق المجتمع واعتقادهم أن الكشخة لا تتأتى الا من خلال المقاس الكبير!
عزوف عن اللباس الشعبي
من جهته، يرى عبدالله عبدالرزاق أن العزوف لا يقتصر على شماغ أو غترة بعينها، بل يظهر جليا عزوفا كبيرا على اللباس الشعبي بشكل عام والغترة بشكل خاص، حتى ان هناك من يرتدي الدشداشة ولا يضع فوق رأسه غترة أو شماغاً، مبينا أن ذلك العزوف يظهر بشكل كبير في ما يخص الشماغ الأحمر.
ويفضل عبدالله الذي التقيناه وهو يتجول في محلات سوق المباركية للبحث عن غترة مناسبة له، ارتداء الشماغ الأحمر أو الأبيض وذلك بحسب الدشداشة التي يلبسها، مشيرا الى أنه دائما ما يحرص على الموائمة بين دشداشته وشماغه.
«النقشات والمخططات»
من جانبه، يرجع أحمد عبدالله صاحب محل لبيع الشمغ والعقل سبب عدم الاقبال الكبير على ارتداء الشماغ الأحمر الى عدم احتواء الأخير على تصاميم جديدة تجذب الأنظار لشرائه، مبينا أن «النقشات والمخططات» التي يتميز بها الشماغ الأبيض يفتقدها الأحمر وهو الأمر الذي شكّل أزمة كبيرة بالنسبة للشماغ الأحمر أخيراً، لافتا الى أن الاقبال على ارتداء الشماغ الأبيض الذي فرض نفسه وبقوة في الآونة الأخيرة قد سحب البساط من الشماغ الأحمر بشكل كبير.
ويعترف أحمد عبدالله أن الشال قد دخل وبقوة في معركة الكشخة خصوصا مع تزايد الطلب عليه، ليس فقط من قبل الخليجيين بل من الكويتيين أيضا، وبالتالي فإن دائرة المنافسة قد اتسعت وأصبح الشال طرفا جديدا لا يستهان به.
«الشتاء مو مثل أول»
من جهته، يوضح أحمد بخيت صاحب محل ملابس شعبية أن العمال هم أكثر اقبالا على شراء الشماغ الأحمر، حيث يقومون دائما بلفه على روؤسهم كالعصابة ليساعدهم على تدفئة رؤوسهم في فترة الشتاء، وامتصاص العرق في الصيف! مبينا أن قيمة الشماغ تتراوح بين 750 فلسا الى 20 دينارا، لافتا الى أن المزاجية دائما ما تطغى على اختيار الزبون للشماغ.
ويعزي بخيت سبب ضمور الاقبال نحو الشماغ الأحمر الى الأجواء المناخية التي تعيشها البلاد، فالشماغ الأحمر من المفترض أن يرتدى في فصل الشتاء، لكن الأجواء قد تغيرت وفصل الشتاء «مو مثل أول»، مؤكدا أن التوجه الآن الى أن يكون الشماغ الأحمر أكثر خفة حتى يعود مجددا في معترك المنافسة.
بشرة الكويتي
بدوره، يؤكد فيصل القحطاني أن الآونة الأخيرة قد شهدت عزوفا كبيرا من قبل الرجال على ارتداء الشماغ الأحمر، وذلك نتيجة لتغير في أذواقهم، مبينا أن هذا العزوف أمر طبيعي خصوصا وأن الكويتيين دائما ما يتمتعون ببشرة حنطاوية ونادرا ما تجد كويتيا ذو بشرة بيضاء! وبالتالي حتى يستطيع الكويتي أن يكشخ يجب عليه أن يرتدي شماغاً أو غترة بيضاء.
ويعتبر القحطاني حسب قوله أن الشماغ الأبيض بالنسبه له أكثر كشخة من الأحمر، فالأبيض يعطي رونقا وجمالا لصاحبه بعكس الأحمر، موضحا بالقول : يستطيع المرء ارتداء الشماغ الأبيض في مختلف المناسبات والأماكن، فامكانك أن ترتديه في العمل أو حتى في المناسبات الرسمية، بخلاف الأحمر الذي يتميز فقط بالجدية والرسمية أكثر.
«الشماغ الأبيض أكثر رزّة»
بدوره، يقول عمر العمران : أفضل دائما ارتداء الشماغ الأبيض، فهو أكثر «رزّة»، مبينا أن الشباب الكويتي قد اعتاد على لبس الجينز والبدلات المختلفة ما جعلهم يقللون من ارتداء الزي الشعبي الا في الأعياد والمناسبات الرسمية التي غالبا ما تصادف فصل الصيف.
ويأسف العمران للحالة التي وصل اليها الشماغ الأحمر أخيراً! فقد أصبح بعضهم يستخدمه كمنديل لمسح زجاج السيارة، موضحا أن الشماغ الأبيض لا يصلح لمثل هذه الممارسات، وبالتالي فان الشماغ الأبيض أضحى أكثر جذبا للناس.
يكاد الشماغ الابيض أن يسحب البساط من الشماغ الاحمر بعدما كان متسيداً على رؤوس المعاريس في حفلات الزفاف، ورمزا ليس له منازع لمن أراد الكشخة و«الرزّة»، فقد لقي الشماغ الأحمر** في الآونة الأخيرة عزوفا واضحا من قبل آدم الكويتي، وراح ضحية لعدم مواكبته لمتغيرات الموضة المتجددة كل حين.
وبالرغم من أن الشماغ الأحمر يتميز بخامة ثقيلة بعض الشيء، وكان الدارج في الماضي ارتداءه في فصل الشتاء، فان الشماغ الأبيض قد استرق الصفة المميزة للأحمر وأضحى رمزا جديدا للكشخة والتميز، ففي الوقت الذي تتعرض فيه البلاد الى موجات برد «العجوز» و«الأزيرق» فان الشماغ الأحمر لم يستطع أن يفرض نفسه بالرغم من أن الفرصة كانت مواتية له.
ويرى بعض أصحاب محلات بيع الأزياء الشعبية أن السبب المحوري في عزوف الكويتيين عن ارتداء الشماغ الاحمر ينبع من تعود أبناء هذا البلد منذ زمن ليس بالقليل على ارتداء الغترة البيضاء، التي تميزت بمرونتها عبر الأيام، فقد استطاعت الغترة البيضاء أن تتحول الى شماغ أبيض لتتمكن بدورها من تلبية احتياجات الزبون، بالاضافة الى امكانية اضافة المخططات والنقشات المميزة لها ما يجعلها أكثر جذبا للناس.
وخلال بطولة كأس أمم آسيا التي أقيمت أخيراً في العاصمة القطرية الدوحة، عمد مشجعو عدد من المنتخبات الأجنبية المشاركة خصوصا أنصار المنتخب الياباني ارتداء الشماغ الأحمر - رغم أن الدارج في قطر هو الشال والغترة البيضاء - لكن يبدو أن مشجعي المنتخب الياباني كان لهم ذوق خاص لا سيما اذا أخذنا بعين الاعتبار لباس المنتخب الياباني الذي عادة ما يكون باللون الأزرق ما يجعل من يرتدي الشماغ الأحمر أكثر تميزا وكشخة، وربما قد استشعر الجمهور الياباني ذلك العزوف الواضح من قبل أبناء الخليج على ارتداء الشماغ الأحمر وأرادوا تسويقه والترويج اليه، وقد يعزي البعض سبب ارتداء المشجعين اليابانيين للشماغ الأحمر أيضا لتمتع المشجع الياباني بالروح الرياضية، خصوصا وأن بطولة أمم آسيا الأخيرة قد شهدت خروجا عربيا مبكرا وبالتالي فان ارتداء اليابانيين للشماغ الاحمر كان دليلا منهم على ابقاء النفس العربي والخليجي موجودا على أرض الملعب، والتذكير بأن من يستضيف هذه البطولة ومن حولهم هم عرب!.
«الراي» جالت في سوق المباركية لتتعرف على أسباب عزوف الكويتيين عن ارتداء الشماغ الأحمر، فكانت الآراء التالي.
عادات
أحمد المهري صاحب محل لبيع الشمغ والعقل يقول : بالرغم من كشخة الشماغ الأحمر فقد اعتاد معظم الكويتيين منذ زمن بعيد ارتداء الغترة أو الشماغ الأبيض بالتحديد، خصوصا من قبل فئة الشباب الذين يفضلون شراء الغترة الخفيفة. ويؤكد المهري حسب قوله أن الاقبال الكبير على شراء الشماغ الأحمر دائما ما يكون من قبل السعوديين، مع وجود اقبال بسيط من قبل «شيّاب الديرة»، ويكون طلبهم دائما على الشماغ الأحمر الثقيل ليشكل واقيا لهم من برودة الطقس.
ويوضح المهري الذي تبلغ خبرته في سوق الشمغ والعقل 40 عاما تقريبا، أن الطلب بدأ يتغير في ما يتعلق بمقاس الغترة، ففي السابق كان المقاس الدارج يتراوح بين 46 الى 52، أما الآن فالمقاس يتراوح بين 58 الى 60، ويأتي ذلك نتيجة تغيرات طرأت على أذواق المجتمع واعتقادهم أن الكشخة لا تتأتى الا من خلال المقاس الكبير!
عزوف عن اللباس الشعبي
من جهته، يرى عبدالله عبدالرزاق أن العزوف لا يقتصر على شماغ أو غترة بعينها، بل يظهر جليا عزوفا كبيرا على اللباس الشعبي بشكل عام والغترة بشكل خاص، حتى ان هناك من يرتدي الدشداشة ولا يضع فوق رأسه غترة أو شماغاً، مبينا أن ذلك العزوف يظهر بشكل كبير في ما يخص الشماغ الأحمر.
ويفضل عبدالله الذي التقيناه وهو يتجول في محلات سوق المباركية للبحث عن غترة مناسبة له، ارتداء الشماغ الأحمر أو الأبيض وذلك بحسب الدشداشة التي يلبسها، مشيرا الى أنه دائما ما يحرص على الموائمة بين دشداشته وشماغه.
«النقشات والمخططات»
من جانبه، يرجع أحمد عبدالله صاحب محل لبيع الشمغ والعقل سبب عدم الاقبال الكبير على ارتداء الشماغ الأحمر الى عدم احتواء الأخير على تصاميم جديدة تجذب الأنظار لشرائه، مبينا أن «النقشات والمخططات» التي يتميز بها الشماغ الأبيض يفتقدها الأحمر وهو الأمر الذي شكّل أزمة كبيرة بالنسبة للشماغ الأحمر أخيراً، لافتا الى أن الاقبال على ارتداء الشماغ الأبيض الذي فرض نفسه وبقوة في الآونة الأخيرة قد سحب البساط من الشماغ الأحمر بشكل كبير.
ويعترف أحمد عبدالله أن الشال قد دخل وبقوة في معركة الكشخة خصوصا مع تزايد الطلب عليه، ليس فقط من قبل الخليجيين بل من الكويتيين أيضا، وبالتالي فإن دائرة المنافسة قد اتسعت وأصبح الشال طرفا جديدا لا يستهان به.
«الشتاء مو مثل أول»
من جهته، يوضح أحمد بخيت صاحب محل ملابس شعبية أن العمال هم أكثر اقبالا على شراء الشماغ الأحمر، حيث يقومون دائما بلفه على روؤسهم كالعصابة ليساعدهم على تدفئة رؤوسهم في فترة الشتاء، وامتصاص العرق في الصيف! مبينا أن قيمة الشماغ تتراوح بين 750 فلسا الى 20 دينارا، لافتا الى أن المزاجية دائما ما تطغى على اختيار الزبون للشماغ.
ويعزي بخيت سبب ضمور الاقبال نحو الشماغ الأحمر الى الأجواء المناخية التي تعيشها البلاد، فالشماغ الأحمر من المفترض أن يرتدى في فصل الشتاء، لكن الأجواء قد تغيرت وفصل الشتاء «مو مثل أول»، مؤكدا أن التوجه الآن الى أن يكون الشماغ الأحمر أكثر خفة حتى يعود مجددا في معترك المنافسة.
بشرة الكويتي
بدوره، يؤكد فيصل القحطاني أن الآونة الأخيرة قد شهدت عزوفا كبيرا من قبل الرجال على ارتداء الشماغ الأحمر، وذلك نتيجة لتغير في أذواقهم، مبينا أن هذا العزوف أمر طبيعي خصوصا وأن الكويتيين دائما ما يتمتعون ببشرة حنطاوية ونادرا ما تجد كويتيا ذو بشرة بيضاء! وبالتالي حتى يستطيع الكويتي أن يكشخ يجب عليه أن يرتدي شماغاً أو غترة بيضاء.
ويعتبر القحطاني حسب قوله أن الشماغ الأبيض بالنسبه له أكثر كشخة من الأحمر، فالأبيض يعطي رونقا وجمالا لصاحبه بعكس الأحمر، موضحا بالقول : يستطيع المرء ارتداء الشماغ الأبيض في مختلف المناسبات والأماكن، فامكانك أن ترتديه في العمل أو حتى في المناسبات الرسمية، بخلاف الأحمر الذي يتميز فقط بالجدية والرسمية أكثر.
«الشماغ الأبيض أكثر رزّة»
بدوره، يقول عمر العمران : أفضل دائما ارتداء الشماغ الأبيض، فهو أكثر «رزّة»، مبينا أن الشباب الكويتي قد اعتاد على لبس الجينز والبدلات المختلفة ما جعلهم يقللون من ارتداء الزي الشعبي الا في الأعياد والمناسبات الرسمية التي غالبا ما تصادف فصل الصيف.
ويأسف العمران للحالة التي وصل اليها الشماغ الأحمر أخيراً! فقد أصبح بعضهم يستخدمه كمنديل لمسح زجاج السيارة، موضحا أن الشماغ الأبيض لا يصلح لمثل هذه الممارسات، وبالتالي فان الشماغ الأبيض أضحى أكثر جذبا للناس.