نوّهوا باهتمام الدولة بهم وأكدوا أنهم سيكونون صنّاع المستقبل وتحدّثوا بشفافية عن الواقع

الشباب يردّون التحية لسمو الأمير: ... كويتي وأفتخر

تصغير
تكبير
| كتبت رينا صادقي |

الشباب نصف الحاضر وكل المستقبل. وشباب الكويت هم العنصر الأبرز من بين شرائح المجتمع إذ يعوّل عليهم في متابعة المسيرة الوطنية على مختلف الصعد، فهم قادة المستقبل، وبقدر ما يكونون مؤهلين لتحمل المسؤولية يكون هذا المستقبل مشرقاً «فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم».

وإذا كانت المناسبات الوطنية التي احتفلت بها البلاد في شهر فبراير الماضي قد أظهرت عمق الولاء ومدى الانتماء الوطني لدى الشعب الكويتي أجمع، فإنها بلا شك قد شكلت فرصة للتعرف أكثر على العنصر الشاب من أبناء هذا الوطن. فشباب الكويت كانوا حاضرين في كل تفاصيل هذا الحدث ومشاركاتهم لمعت في غير مكان. ولعل اللافت في الأمر هو تمسك هؤلاء الشباب بأمجاد آبائهم وأجدادهم والبناء عليها، فلقد نهلوا من تراثهم وثقافتهم الأصيلة وانطلقوا من إنجازات الأجيال السابقة «حماة الديار» ورعاة استقلالها، وشكلوا امتداداً لها نحو كويت عامرة زاهرة متقدمة، ليثبتوا انهم أهل لمتابعة المسيرة الوطنية بما يليق بتاريخها المشرف، ويتماشى في الوقت ذاته مع عصر التطور العلمي والتكنولوجي.

إنهم باختصار من وصفهم صاحب السمو بـ «الشباب الواعد» عندما قال سموه «لا يفوتني أن أنوه بدور شبابنا الواعد في صناعة الغد المأمول، فهو حجر الزاوية في أي بناء وإنجاز، و إنني على يقين ثابت بقدرة أبنائنا من شباب الكويت على تلمس السبيل الصحيح، وهو حريص على تجاوز تحديات المستقبل».

لقد خصّ سمو أمير البلاد الشباب الكويتي بجزء مهم جداً من خطابه بمناسبة الأعياد الوطنية، فماذا كان أثر هذا الخطاب عليهم، والى أي مدى شعر هؤلاء الشباب بالمسؤولية الملقاة على عواتقهم بقدر ما شعروا بالفخر لما عبّر عنه صاحب السمو من إيمان بطاقاتهم وقدراتهم، وهل جميع أفراد هذه الشريحة من أبناء المجتمع الكويتي واعون لأهمية دورهم المستقبلي، وبالتالي فهل هم مستعدون للإقلاع بركب التنمية تطبيقاً لرؤية صاحب السمو وتحقيقاً لطموحاتهم؟

في محاولة لاستشراف تطلعات الشباب للمرحلة المقبلة، ومدى جهوزيتهم لتسلم زمام الأمور وتلقف الرسالة الأميرية التي وضعت فيهم كل الثقة والاسترشاد بها في بناء المستقبل، التقت «الراي» عدداً من شبان وشابات الكويت وكانت هذه التفاصيل:

أكدت الخريجة في جامعة الكويت، نورة معرفي أن «سمو الأمير يوجه في كل سنة خطاباً متميزاً للشعب الكويتي بما يحمله من معان جميلة». وقالت «ان الحكومة الكويتية تقدم للطلاب تسهيلات كبيرة بحيث انهم يستطيعون شراء الكتب وكل ما يلزمهم بسعر متدن جداً»، وأشارت بفخر «الكويت توفر لشبانها وشاباتها العلم والعناية الصحية مجاناً».

وعبّرت نورة عن ثقتها بشباب وبنات الكويت، لافتة الى انهم «قادرون على تحمل المسؤولية الكاملة لصنع مستقبل أفضل، وهذا واضح من خلال عدد الشباب الكويتيين الذي يعملون في القطاعين الحكومي والخاص. ونحن لدينا القدرة أيضاً على لعب دور أساسي وناشط في السياسة وقطاع التعليم».

وأشارت باعتزاز كبير «الكويت لن تصبح مصباً لثقافات أجنبية مثل بلدان اخرى، لأننا فخورون بتاريخنا ولدينا اتصال كبير بعاداتنا وتقاليدنا ومتمسكون بما علمنا إياه أجدادنا، وبغض النظر عما إذا كنا نواكب الغرب بموضة الملابس أو بأي شكل من الأشكال، فنحن نحترم كل الثقافات الأخرى لكننا متمسكون بكويتنا لأن لديها ما يجعلها مختلفة عن كل العالم».

من جهتهتا، أبدت خالة نورة التي كانت برفقتها وجهة نظرها فقالت بفخر «ليس هناك حكومة في العالم تمنح طالبي العلم من أبناء شعبها معاشاً شهرياً لتشجيعهم على إكمال دراستهم سواء في الكويت أو الخارج».

فرص العمل للشباب

أما ريم التي ما زالت تبحث عن عمل فكان لها رأيها، فقالت «لماذا هناك عدد كبير من الشباب الكويتيين ما دون سن الثلاثين بلا وظيفة تتناسب مع كفاءاتهم؟، فهذا لا يعني أن الشباب الكويتي غير قادر على تحمل المسؤولية لكن شباب الـ (فيس بوك) و (تويتر) و (بلاك بيري) مختلف بتطلعاته عن الجيل القديم».

هناك شاب يحمل العلم الكويتي يبدو انه كان ينصت لحديث ريم الذي يبدو انه لم يرق له، فأقدم على الرّد حتى قبل ان نسأله رأيه، وقال «أنا أفتخر بأني كويتي ويجب ألا نكون ناكرين للتضحيات التي يقوم بها المسؤولون لتسيير شؤون حياتنا، ومن يقل غير ذلك فلا يستحق الجنسية الكويتية».

بحاجة لتمثيل سياسي أوسع

بدورها عبّرت ياسمين عادل حياة الموظفة لدى أحد البنوك عن رأيها معربة عن سعادتها لاهتمام «الراي» بآراء الشباب الكويتي بالتطورات الحاصلة، وقالت لفتني في خطاب سمو الأمير إصراره على أن نبقى موحدين كشعب كويتي وألا نسمح للقبلية والانقسامات الحاصلة الآن في البرلمان بفك الترابط الذي يتميز به الشعب الكويتي عن غيره»، مؤكدة ان «لخطاب سمو الأمير أهمية كبرى تتمثل بتذكير أبناء الشعب الكويتي أنهم سواسية ولن تفرقهم الطبقات الاجتماعية والطوائف المختلفة».

وأضافت «أنا واحدة من هذا الجيل الصاعد وأستطيع القول إنني كنت فرحة جداً عندما تحدث صاحب السمو عن قدرة الشباب الكويتي على لعب دور أكبر في عملية التنمية، خاصة وأن جيل الشباب يمثل النسبة الأكبر في المجتمع الكويتي»، وتمنت ياسمين أن يكون لخطاب سمو الأمير «الفاعلية لإرساء الأسس حتى يبقى شعب الكويت واحداً موحداً ضد كل المخاطر السياسية والاقتصادية والاجتماعية»، متسائلة «لماذا لا يكون للشباب تمثيل سياسي أكبر وأوسع؟» لافتة الى «الدعم المادي المهم جداً الذي تقدمه الكويت لنا ونحن ندين بالشكر لبلادنا من هذه الناحية، لكن في النطاق السياسي فلا يوجد أي تمثيل لمطالبنا التي تدعو للانفتاح والتحرر والتقدم. و أنا أرجو أن تسمع أصواتنا في القريب العاجل بالبرلمان الكويتي».

وتابعت «اني أرى في شباب جيلي الإصرار والقوة لبناء كويت متطورة، لأنهم منفتحون ولديهم فرصة كبيرة بأن يستثمروا الخبرات والمعلومات التي اكتسبوها خلال دراستهم في الخارج في صنع كويت أفضل»، مشيرة الى «اننا قد لا نكون متمسكين بالعادات والتقاليد مثل أجدادنا، وهذا بسبب سفراتنا المتعددة الى أوروبا وأميركا وأيضاً بسبب موجة العولمة التي تجتاح العالم من خلال الإنترنت والشبكات الاجتماعية التي نحصل من خلالها على معلومات من جميع أنحاء العالم».

حمى الله أميرنا

أما الشاب خالد الذي كان يرتدي قميصاً وقبعة بألوان علم الكويت فبادرنا بالغناء «أنا كويتي أنا... أنا قول وفعل» وقال «نحن نرجو من الله أن يحمي لنا سمو الأمير ونشكر كل من قام بتنظيم احتفاليات «هلا فبراير» لأنها ممتعة جداً خصوصاً الألعاب النارية التي أذهلتنا».

نريد الكويت عاصمة للثقافة والفنون

وذكر عبد الرحمن صادق أن «سمو الأمير كانت له مواقف حكيمة خلال كل الأزمات السياسية التي مرت بالبلاد، وتركز خطابه على الوحدة الوطنية وتوحيد شعب الكويت. وفي رأيي فان سموه يحاول إيجاد سبيل لتوافق الحكومة والبرلمان للعمل على خدمة المواطنين والحفاظ على أمن وسلامة الوطن في وقت تجتاح الوطن العربي موجة من الأزمات».

وأضاف «كشاب كويتي ربما يكون معظم متطلباتي ملباة ولكن هذا ليس كافياً، فمثلاً يجب تطوير البنية التحتية في الكويت، كما يجب الاهتمام أكثر بالثقافة والفنون لكي تصبح الكويت أهم عاصمة ثقافية في الخليج كما كانت في السابق».

ودعا عبد الرحمن «الحكومة لاتخاذ توجه ليبرالي في التنمية الاقتصادية حتى تكون هناك فرص أكبر أمام الشباب لإيجاد وظائف مناسبة ليصبحوا رواد المستقبل»، مشيراً الى ان «المشكلة القائمة حالياً في الكويت هي المنهج التعليمي لأنه من الطراز القديم ولا يتماشى مع التقدم العلمي الحاصل، بحيث يحد هذا الانحدار في المستوى من قدرة الشباب على تقديم ما هو الأفضل لبلدهم».

وتابع «كل كويتي يحب بلاده ولكن كيف لنا أن نحميها من أي مخاطر دون أن يكون هناك نظام حكومي متوازن يستطيع تمكين الجيل الجديد من تحمل المسؤولية في المستقبل»، وأشار الى «اننا نعتز بثقافتنا ولكن لن ننكر تأثرنا بثقافات غربية، بالأخص أن أكثر ما نقرأه ونتعلمه يأتي من هناك».

علينا تعلّم النظام

من جهته، قال الطالب عبدالله «إني معتاد على قضاء معظم العطل الرسمية في لندن ولكن اخترت هذه المرة أن أبقى في الكويت، ويا ليتني لم أبق؟! فلا أفهم لماذا يحتفل الناس هنا بإغلاق الطرقات وعرقلة السير»، متسائلاً: «أيجب أن تكون الاحتفالات الوطنية عارمة بالفوضى وحوادث السير؟»، وأضاف: «إني ممتن للكويت على كل ما قدمته لي ولكن يجب ان نتعلم النظام واحترام الغير، وعدم ممارسة حرياتنا بشكل فيه تعد على حريات الآخرين».

طيش الشباب وراء حوادث السير المميتة

ويوافق يوسف صديقه عبد الله الرأي، فقد انتقد طريقة الشباب بالتباهي، داعياً «الراي» لإلقاء الضوء على حوادث السير المميتة التي يتسبب بها الشباب الطائش.

شباب اليوم ليسوا بصلابة الجيل القديم

من جانبه، أعرب احد الشبان الذي كان جالساً بجانب عبد الله ويوسف، والذي لم يرد الإدلاء باسمه عن قلقه، قائلاً «أعتقد أن على دولة الكويت أن تعير اهتماماً اكبر لفئة الشباب، لأنهم ليسوا بصلابة الجيل القديم الذي حمى البلاد وقام بتحريرها من الغزو العراقي».

بدوره قال علي «لقد أقامت الكويت خلال الأعوام العشرة الماضية جسراً للتواصل مع جيل الشباب من خلال بناء مجمعات ترفيهية وثقافية وأيضاً من خلال مهرجان فبراير كتعبير عن اهتمامها برغبتهم».

وأضاف «أنا أكن لبلدي الحب والتقدير بسبب المنحة الدراسية التي منحت لي ولكثير من الشباب الكويتيين ليكملوا دراستهم في الخارج. شخصياً لقد أكملت دراستي في أميركا بعد ان قدمت لي المنحة الدراسية، ولكن خلال وجودي في اميركا مع العديد من الطلاب الكويتيين كانت الجهات الحكومية وبالأخص وزارة التعليم العالي تحاول التواصل معنا دائما، وقد اهتمت بنشاطاتنا خارج الكويت وكان الكثير من هذه النشاطات يعنى بالأمور الثقافية حتى نبقى نحن الشباب الذين نعيش في الخارج على تواصل مع بلدنا».

«منهو مثل الكويت»

وبامتنان لسمو أمير البلاد أعربت الشابة زهراء بخجل عن فرحتها فقالت «فضل سموه على الشباب الكويتي لا يعد ولا يحصى، و لا أتمنى الآن سوى أن يحفظه الله لنا في صحة جيدة وأن يمدّ بعمره».

وبحماس قالت أختها حوراء «أتمنى أن يحفظ الله لنا أميرنا وبلدنا الكويت».

و ختمت الشقيقتان وهما تقولان باللهجة الكويتية «منهو مثل الكويت».

الحكومة لا تلبي مطالبنا

من جهته، أشار الشاب عبدالرحمن براك البابطين «ما استطيع قوله ان الشباب الكويتي ليس متعلقاً بالعادات والتقاليد التي تربى عليها الجيل القديم، فهم يتذكرونها في المناسبات فقط، وأنا أرى أن الحكومة لا تلبي كل مطالب الشباب وهناك تفرقة بعض الشيء».

بدورهما، شدّد الشابان أحمد وفهد على «أهمية تماسك شباب الكويت وعدم التأثر والانجراف بموجة الاضطرابات الحاصلة في المنطقة»، آملين أن تبقى الكويت بخير وسلام».

أربع فتيات كان لكل واحدة منهن رأي مناقض لرأي الأخرى، فقالت إحداهن رافضة بأن تفصح عن اسمها «لقد كان خطاب سمو الأمير جميلا جداً، وأريد أن أشكره من خلال «الراي» على المكرمة الأميرية، ولكن لا أعتقد أن مستوى تفكير جيل اليوم يتوافق مع تطلعات سمو الأمير»، واصفة جيل اليوم بأنه «جيل اللبس الضيق والشعر (السبايكي) و (البلاك بيري)».

وأضافت «انه جيل سطحي واهتماماته سطحية وربما أكون أنا من هذا الجيل ولكنني مازلت متمسكة بعادات وتقاليد والدي التي يفتقد إليها الكثير من شباب اليوم».

فردت عليها صديقتها سارة «ما تقولينه غير صحيح، ان الجيل الجديد قادر حتماً أكثر من الجيل الذي مضى»، و أشارت بعصبية «يجب الا نكون سلبيين فلدينا الآن من التقدم والتكنولوجيا ما لم يكن لأجدادنا»، وأضافت « لكل زمن وضعه المختلف فلا نستطيع مقارنة جيل اليوم بجيل الماضي ولا بجيل الغد».

ووافقت دلال صديقتها سارة فقالت «ان التطور يحصل بشكل سريع، ومجاراة الموضة العالمية ولباس الشعوب الغربية لا يعني أننا فقدنا أخلاقياتنا، بل يعني أننا منفتحون على ثقافات مختلفة».

وحاولت الشابة الأخيرة التي لم ترد الإدلاء باسمها أيضاً تهدئة الوضع بين صديقاتها الثلاث، فأكدت ان «الاختلاف في الرأي من خلال (الراي) لا يفسد للودّ قضية».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي