«ربيع الشعوب»... الصيغة العربية

تصغير
تكبير
يحتمل أن في كتب التاريخ، التي ستصدر على أي حال على الانترنت أكثر مما بالمجلدات، سيكتب في عنوان الفصل: «2011 هو عام ربيع الشعوب العربية».

لا يمكن وصف التاريخ الغربي دون الأحداث في ذلك العام. في فبراير أسقط في فرنسا لويس فيليب. في ديسمبر هزم المحافظون اليمينيون الجمهورية الليبرالية البرجوازية ونصبوا على رأس الدولة نابليون بونابرت. هذان الاسمان، نابليون وبونابرت سحرا الفرنسيين دوماً. وإلى جانب ذلك غلت المانيا بالمظاهرات والتمردات. وفي النمسا اطيح بـ كلمنص مترنيخ. في ديسمبر مثلما في فرنسا، حلت الجمعية العمومية وبلغ منتهاه ربيع الشعوب في الرايخ. ايطاليا لم تنتظر. كان فيها ديموقراطيون وملكيون وكاثوليك. وسادت رغبة شديدة في التحرر من عبء النمساويين. وقام زعماء محبوبون مثل جوزيف متسيني وجوزيف غريبلدي. وقد رأوا انجازات. وفشلوا. النمسا والرجعية تغلبتا. لفترة قصيرة انتهى ربيع الشعوب بالفشل. للمدى البعيد كانت فيه منفعة استراتيجية، فتحت صفحة جديدة مليئة بالزخم في الفهم الغربي. الفكرة بقيت للأجيال القادمة شاهداً.

ما لكل هذا والعالم العربي، من هو في هذه القصة الصاخبة في العالم العربي حسين طنطاوي، ولمن سيشبه معمر القذافي الذي بات منذ الآن في اواخر نظام حكمه الهاذي؟ «ربيع الشعوب» العربي يوجد في ذروة الفصل الأول منه.

نحن لا نزال بعيدين. ليس فقط لأن الفصل الأول الذي بدأ هذا الشهر لم يصل إلى منتهاه، بل لأن من المتوقع فصول اخرى. منذ أمس اضطر الجيش المصري إلى أن يفرق بالقوة متظاهرين في ميدان التحرير. وكالمعتاد في مثل هذه الحالات كثيرة هي احتمالات ألا تتحقق الآمال. وحتى التوقع المتشائم لن يتجسد. الواقع هو بشكل عام حل وسط بين التمنيات وتحققها. ولكن كثيرة الاحتمالات في أن يكرر النموذج نفسه: المنفعة للمدى القصير مشكوك فيها، بل ويحتمل ألا تكون قائمة، بل وربما تحمل في طياتها رجعية وانسحاب إلى الوراء. اسوأ من السيئ الذي ثارت ضده الجماهير.

أما على المدى البعيد فانها ستترك أثراً إيجابياً. في مقابلة مع نتاشا موزغوبية في «هآرتس» ادعى البروفيسور فؤاد عجمي بأن «ربيع الشعوب» الحالي يبشر بشيء ما طيب للعرب. حاول تهدئة إسرائيل في أن من المجدي لليهود أيضاً بأن يرتبطوا بالديموقراطية المجهولة التي تحقق مكاسب في الدول المجاورة. ولكنه يتردد في القول ماذا سيكون التأثير على الفلسطينيين. وعلى أي حال لا يقول شيئاً عن التأثير على دولة اليهودي. هذا سابق لأوانه.



دان مرغليت

«إسرائيل اليوم»
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي