خبير بريطاني يشير إلى احتمال استخدم «زغوان دارفور» في القمع

القذافي والسنوسي متفقان على سحق الانتفاضة

تصغير
تكبير
| لندن - من الياس نصرالله |
يعتقد المراقبون السياسيون، أن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، ليس بالضبط رجلا عنيدا، بل إنه يستمع إلى نصائح من المقربين حوله، وبالأخص عديله عبدالله السنوسي، زوج أخت صفية، زوجة القذافي الثانية، الذي يتمتع بصيت وشهرة عالمية واسعة كمجرم حرب بما لا يقل عن القذافي نفسه.
ونقلت صحيفة «الغارديان»، أمس، عن نعمان بن عثمان، الأصولي الليبي السابق الذي يعرف السنوسي جيدا، أنه «رجل متوحش لكنه شريف وغير لبق». وأضاف أن السنوسي على انسجام مع القذافي «إنهما سوية متفقان على سحق الانتفاضة».
فالسنوسي هو المسؤول عن عمليات القتل التي وقعت في الأيام الأخيرة في منطقة بنغازي شرق ليبيا، علاوة على أنه المسؤول الأول عن استئجار المرتزقة الأجانب للقيام بعمليات القتل لحماية النظام.
وأشارت إلى أن «السنوسي هو الذي دبر محاولة الاغتيال الفاشلة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في العام 2003».
ووفقا لمصادر ليبية وعربية وغربية متطابقة، فالسنوسي هو شخصية بلطجية ولا يتورع شخصيا عن استخدام يديه في ضرب المعتقلين والاعتداء عليهم جسدياً بوحشية».
ووفقاً للمعارضة، شغل السنوسي منصب رئيس جهاز الأمن الداخلي في مطلع عقد الثمانينات، حيث قتل عدد كبير من رجال المعارضة. في حين يقول الكثير من الليبيين أن السنوسي كان المسؤول عن المذبحة التي وقعت العام 1996 في سجن أبو سليم وقتل فيها 1200 سجينا سياسيا.
وليس من الواضح ما هي طبيعة المنصب الذي يشغله السنوسي حاليا، رغم وصفه في أكثر من مناسبة في السنوات الماضية على أنه رئيس جهاز الاستخبارات العسكري برتبة جنرال، لكن من المؤكد أنه من «أهل الخيمة»، أي الخيمة التي يقيم فيها القذافي ومقرب جدا منه، وفقاً لمصادر المعارضة.
وذكر أحد المعارضين أن السنوسي «مرهوب الجانب في كل أنحاء البلد. فهو قاسي وطموح. حيثما ذهب القذافي يذهب معه. فهو المؤتمن على حياة القذافي».
ونقلت «الغارديان» عن مصدر شمال أفريقي مطلع جدا على ما يجري في أروقة الحكم، أن السنوسي هو بمثابة «العينين والأذنين بالنسبة للقذافي والمثبت لحكمه».
ويُعتقد أن السنوسي مدين جدا للقذافي في عدم تسليمه للسلطات الفرنسية، إذ أنه اتهم وجرت محاكمته غيابياً في باريس وصدر ضده حكماً بالسجن العام 1999 على وقوفه خلف إسقاط طائرة الركاب الفرنسية فوق النيجر العام 1989 التي قتل فيها 170 شخصا.
ففي تلك الفترة شغل السنوسي منصب رئيس جهاز الأمن الخارجي، ويُقال أنه هو الذي جنّد عبدالباسط المقرحي، المدان الليبي بتفجير طائرة «البانام» الأميركية فوق لوكربي العام 1988. ويرتبط السنوسي بصلة قرابة مع المقرحي وبعبدالسلام جلود، أحد أركان نظام القذافي، وشريكه في الانقلاب العسكري الذي جاء بالقذافي إلى الحكم.
ووفقا لوثائق «ويكيليكس» التي في حوزة «الغارديان»، يتولى السنوسي الإشراف على الترتيبات الشخصية للقذافي وعلاجاته الطبية. ومثله مثل باقي رموز الحكم يملك شبكة مصالح تجارية خاصة.
ونقلت «الغارديان» عن مصادر شرق أوسطية، أن «هناك احتمال أن تكون عائلة القذافي والمقربين منه يملكون حسابات سرية مخبأة في بنوك في دبي وجنوب شرقي آسيا ومنطقة الخليج من عائدات النفط الليبي. وهذه الحسابات السرية لا علاقة لها بالاستثمارات الأجنبية التي تملكها الحكومة في أنحاء مختلفة من العالم والتي يُقدَّر حجمها بنحو 61.8 مليار جنيه إسترليني».
ووجد رئيس الجمعية البريطانية لدراسات الشرق الأوسط والمحلل السياسي في مجموعة «نمورا» المصرفية اليابانية، اليستر نيوتون، ان «من الصعب تحديد ثروة القذافي وأبنائه»، لكنه أكد أن الحديث يدور عن «مليارات الدولارات».
وذكر الخبير البريطاني في شؤون الشرق الأوسط من جامعة إكزيتر، البروفسور تيم نيبلوك، ان ليبيا اشترت العديد من العقارات في لندن، خصوصا في شارع أوكسفودر ستريت وحي سيتي للمال والأعمال، وفي شركات مختلفة منها «مجموعة بيرسون» المالية التي تملك صحيفة «فاينانشال تايمز»، ويملك القذافي في الشركة غالبية الأسهم. إضافة إلى حصة لا بأس بها من أسهم «رويال بنك أوف سكوتلاند».
وأضاف أن «القذافي صرف مبالغ طائلة في القارة الأفريقية ومن ضمن ذلك في إقليم دارفور السوداني». وعبّر عن اعتقاده بأن «أبناء قبيلة الزغوان في دارفور هم من ضمن المرتزقة الأفارقة الذين يستخدمهم القذافي حاليا في قمع الانتفاضة».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي