مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / معجزة 25 يناير

تصغير
تكبير
«الشعب يريد إسقاط النظام». وسقط النظام، وانهار سقفه، وتهدمت جدرانه، وتصدعت أعمدته. هرب من هرب، وتبرأ منه من بقي من أعضائه، ولم نعرف من يمثل من أسقطه ليجيب على مئات الالاف من الأسئلة حول شكل النظام القادم للحكم في مصر، هل سيكون شيوعي، أم اشتراكيا، أو رأسماليا، وكيف ستكون قيادته... حكم رئاسي، رئيس يختار رئيس الوزراء والوزراء، أم نظام برلماني تكون الرئاسة فيه لرئيس الحزب الفائز بالانتخابات المقبلة؟ ولا يوجد على الساحة السياسية إلا حزبان... الأول «الوطني» المنحل، والآخر حزب «الإخوان المسلمين» وهو حزب محظور سياسياً، أما البقية فهي أشباه أحزاب. هل ستجرى هذه الانتخابات وفق الدستور الحالي المعدل أم على دستور جديد، ومن سيعد هذا الدستور الجديد ومن سيقره... المؤسسات الاستثمارية الكبرى المملوكة لأفراد أو جماعات محدودة لطالما استفادت من منح الفساد بالنظام السابق، ويعمل بها مئات الألاف من المصريين، هل سيتم تأميمها وتدار من قبل الدولة، أو تصادر وتباع بالمزاد لصالح الشعب، وما مصير الألاف من رجال الأمن الذي حموا النظام السابق... هل سيبقون وتعاد لهم ثقة الناس ويستعيدون ثقتهم بأنفسهم خصوصاً أفراد الأمن المركزي وأمن الدولة؟ لتنظيف مصر كلها من حكم وعقلية سيطروا عليها 60 عاماً وهذه هي المهمة المطلوبة فليس أسهل من هدم نظام متهالك بل الصعب بناء نظام آخر جديد على أسس من الحرية والديموقراطية والعدالة وتداول السلطة عبر الصناديق الانتخابية. والسؤال الأكبر أين دور الجيش من كل هذه المراحل؟ حفظ الله مصر وشبابها الذي حقق معجزة لا تقل عظمة عن بناء الأهرامات وتشييد السد العالي، حفظها من الانتهازيين ومن القيادات المستوردة من الخارج، ولاؤها لمن صدرها لا من عاش مر الحياة في مصر.





مبارك مزيد المعوشرجي

[email protected]

mailto:[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي