د. وائل الحساوي / نسمات / نمور من ورق

تصغير
تكبير
لم يكن في تصور أي إنسان بأن تلك الانظمة الجبارة التي عاثت الفساد في عالمنا العربي ما هي إلا نمور من ورق، وان مشكلة شعوبنا العربية هي انها قد اندفنت في وحل الخوف الذي غطاها حتى لم تعد ترى أي بصيص أمل أمامها واذعنت لقادتها بسياط الرهبة والذل وعودت أنفسها على التلذذ بتلك السياط الدامية واعتبارها قدرها المحتوم ومتعتها القصوى.

لقد تربى شعب مصر على مقولة انه شعب ذليل لا يمكنه تحدي جلاديه، وبالغ النافخون في تلك المقولة بأن ربطوها بواقع الشعب المصري منذ عهد الفراعنة ليزيدوا من شعورهم بالذل والهوان، وحاول البعض تصوير هذا الواقع، بأنه ارادة إلهية لا يحق لهم نقدها او مقاومتها، لكن الفقر والقهر والظلم كانت اقوى من هذا الذل والهوان، فانفجر الشعب ليزيح عن كاهله عقودا من الاستبداد وليقول كلمته مدوية والتي انتقلت الى اصقاع العالم لتجد القبول من الجميع ثم لتتحول الى قوة ضاغطة اجبرت اكبر الرؤوس على التنازل عن السلطة.

ان هذا اليوم له ما بعده ولا يمكن ان نتصور وقوف بقية الشعوب موقف المتفرج وهي تعاني مما يعانيه الشعب المصري، ولكننا لا نعلم كيف سيكون التغيير القادم وهل سيؤدي الى فوضى خلاقة في المنطقة وتصفيات جسدية وثورات عمياء أم ان الانظمة الحاكمة ستستجيب لأنات شعوبها وتخفف من قبضتها عليهم؟!

لا شك بأن الاوضاع في البلدان العربية لن تعود الى ما كانت عليه وان الانظمة الحاكمة ستنقسم الى قسمين: قسم سيتطوع بتقديم التنازلات لشعبه خوفا من مصير من سبقه، وقسم سيزداد شراسة وقمعا خوفا مما قد يحدث لو طالبت الشعوب بشيء مماثل لما عند غيرها، وسيجهز نفسه بجميع الوسائل القمعية لمنع الناس حتى من التفكير في التغيير، وهذا النوع الثاني هو من يجب البدء به للتغيير.

لا أجد في وصف الاحداث الماضية ابلغ من قوله تعالى «قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير».

اتمنى من النظام الايراني ان يراجع حساباته وان ينفتح على شعبه بدلا من التشدق بفرحته لسقوط النظامين التونسي والمصري، وليتذكر بأن الناس لا يمكن ان تنخدع بما فعله النظام من قمع وتزوير في الانتخابات الرئاسية الاخيرة، وان الغطاء الديني الذي يضعه على رأسه لإثبات ديموقراطيته لا ينطلي على الشعب الايراني الذي ازال اكبر طاغية من بلاده قبل ثلاثة عقود.



الكويت... واحة للحرية

لقد اسعدتنا مبادرة سمو أمير البلاد بإطلاق سراح الدكتور عبيد الوسمي بعد سجن دام شهرين، فهو لم يرتكب ما يستوجب سجنه او ضربه، كما اسعدتنا بادرة سمو رئيس مجلس الوزراء بإسقاط الدعاوى ضد الجاسم والفضالة والوشيحي، فإن افضل وسيلة لاحتوائهم هي سعة الصدر وتحمل ما يقولونه بدلا من ملاحقتهم قضائيا.

اليوم نستطيع ان نعيش احتفالاتنا الوطنية بسعادة بالغة بعد انحلال كثير من المشاكل الخارجية والمشاكل الداخلية وعاشت الكويت واحة للحرية والعدل والمساواة.





د. وائل الحساوي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي