وضحة أحمد جاسم المضف / الرسم بالكلمات / كاتبة في راهن أحمق

تصغير
تكبير
عندما وقعت في حب القلم سطرت أول مقال نشر في جريدة «السياسة» أواخر الثمانينات علمت قدوتي وتاج راسي والدتي بفعلتي النكراء على حد ظنها، نهرتني قائلة بعفوية «ما عندنا بنات يكتبون بالجرايد». والآن هي تفتخر وتتباهي بأن لها ابنة كاتبة وكثيراً ما تطالبني بالكتابة عندما يستفزها أمر ما.

الكتابة بالنسبة لي مثل الأوكسجين وأختنق بحق إن فارقت القلم فهو الرفيق... يبكي إن بكيت ويفرح إن فرحت، وأعتقد أني لن أتخلص من هذا القلم إلا إن فارقت الحياة «وأقسم بالله وأنه قسم لو تعلمون عظيم»، ولكن ليس كقسم بعض الوزراء والنواب، إن نضب حبر قلمي سأسقيه دمي وسأعاود الكتابة من جديد مستنهضة الحرف الحبيس، رغم من محاولات بعض المنظرين القابعين في البروج العاجية الواقعة مكاتبهم على السيف الذين يجيدون الكيد وملحقاته لكسر القلم وحبس الكلمة ولن يفلحوا... فكلما أحكمت دائرة تعتيمكم وإعاقتكم حولي أدركت بحق نجاحي أكثر في زمن غادر تسيدتم فيه، وسأظل أقاوم الشر بسن القلم ما دمت أنبض. وأستحلفكم بالله كفى... فقد أكلتم الناس بالغيب فافعلوا شيئاً للذاكرة، واحجزوا لكم كلمة واحدة «والنعم» على متن صفحات التاريخ قبل أن تزدريكم الأجيال.

كثيرون اتهموني بأني اتجهت للكتابة لأن لدي طموحا للترشح لعضوية مجلس الأمة، وإن كان هذا حق مشروع، فدعوني اليوم أخطها مكبرة لن يكون ضمن حساباتي الترشيح بتاتاً، ولا يستهويني العمل السياسي البرلماني لسببين... لا أود أن تلوثني السياسة لإيماني بأن ما خلقت عقود السياسة إلا لنكثها، وإني لم أترب على نكث العهود هذا أولاً. ثانياً لدي زاويتي «الرسم بالكلمات» التي حملتها فوق ظهري مرتحلة بها إلى مرابع أكثر من صحيفة فكم أتعبتني وأتعبتها «والله ينتقم من اللي في بالي الذي دائماً يمشي خلف سيده ويمضغ العلكة بقسوة في الصباح الباكر»، أتناول في هذه الزاوية الوزير والنائب والمسؤول للتصحيح لا التجريح، ولم يسبق أن تعديت على الأشخاص بل انتقدت الأداء، وسأواصل الانتقاد رافعة هامتي بالقلم أمام أُناس أدمنوا طمر الرؤوس بالوحل متحدين النعام بخلقته، في راهن أحمق يجتر الخيبة بعد أن تفنن البعض بلبس الأقنعة ودخلوا فخ المزاد، سأسيل حبر قلمي أسبوعياً بمساحة النور هذه على صفحات «الراي» الغراء شاكرة ثقتهم بي، مع التأكيد أن الكاتب بمفرده لا يشكل فارقاً، ولكن إن كان هناك من يقرأك ويسمعك ويتفاعل معك أعتقد أنه هو الغاية من الكتابة، وإن كانت الغاية الأسمى والأعظم هي تحقيق الذات وإرضاؤها قبل الآخرين لكن «من دون القراء» الكاتب لا يشكل فارقاً... سيسعدني التواصل مع القراء وسأقرأ تعليقاتهم باهتمام.





وضحة أحمد جاسم المضف

walmudhafpen@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي