د. وائل الحساوي / نسمات / العالم كله يتحدث عن المكرمة

تصغير
تكبير
نشكر سمو أمير البلاد على مكرمته الطيبة لشعبه من ناحية الألف دينار لكل مواطن وتموين 12 شهراً مجانياً لكل اسرة، ولاشك ان هذه المبادرة مهما كلفت خزينة الدولة لكن توزيعها على الجميع هو قمة العدل والمساواة وما يشيع روح المحبة بين الحاكم ورعيته بينما مشاريع القوانين التي لها اول وليس لها اخر باسقاط القروض على بعض المواطنين او اسقاط فوائد القروض هي مشاريع عبثية يهدف اصحابها الى الاستئثار بأموال الشعب دون وجه حق، ومهما حاول البعض تلبيس مشاريع القوانين لبوساً شرعياً فانهم يفشلون لان التفرقة بين الناس في الأعطيات هو من أكبر المثالب الشرعية والقانونية على أي نظام.

واذا كان هؤلاء - مقدمو القوانين - جادين في انقاذ المعسرين فان الدولة قد خصصت صندوقا للمتعثرين عن سداد ديونهم فلماذا لا يلجأون إليه؟!

حسبت تكلفة سداد المنحة الاميرية للشعب فوجدتها لا تتعدى انتاج 15 يوماً من بيع النفط وأربعة ايام للتموين، أي أن توزيع تلك المنحة يمكن ان يتكرر كل يوم طوال السنة من دون نفقات الدولة الاخرى، او كما قال البعض: لماذا لا تفلّوا (تلغوا) البلد وتعطوا كل إنسان سهمه يتصرف فيه (24.300 ألف دينار لكل مواطن، او 121.660 ألف دينار لكل أسرة سنوياً).

لغة الارقام جميلة وتفتح افاقاً كثيرة لتصور الامور ولكن من حق المواطن ان يسأل ان كان ما يحصل عليه من خدمات توفرها له حكومته يتناسب مع حجم دخل الدولة فالخدمات الطبية الرديئة والطرق المهدمة والتعليم المتواضع وغيرها، هل توازي دخل الفرد المرتفع؟! ام ان هنالك مناخل تشفط تلك الثروة وتجعلنا في مؤخرة الدول المتقدمة ولاسيما على مدى العشرين عاماً الماضية منذ التحرير؟!

اخيراً فهنالك أمور لابد من مراعاتها في غمرة افراحنا بأعطيات الحكومة لنا وهي:

أولاً: يجب ألا ننسى ابناء الامهات الكويتيات من آباء غير كويتيين ممن هم في الحقيقة ابناؤنا، فان كنا لم ننصفهم بالتجنيس او الاقامة فلا أقل من انصافهم في الفرحة التي نغمر بها ابناءنا حتى لا يشعروا بالحرمان والحقد على البلد الذي يعيشون فيه، فهل نسمع عن مكرمة اميرية حانية لابناء الكويتيات قريبا؟!

ثانيا: يجب أن نمنع التجار من زيادة أسعار المواد الاستهلاكية بالقوة وليس بالشعارات التي ترددها وزارة التجارة كل يوم دون تنفيذ.

ثالثا: أتمنى إنشاء مشاريع استثمارية لحث المواطنين على استثمار اموالهم فيها لكي تبقى لهم دائما وتنمو مع الايام.

رابعا: يجب ألا ننسى من هم حولنا من غير الكويتيين الذين لا يستحقون تلك المنحة او من اخواننا في العروبة والاسلام في الخارج الذين هم في اشد الحاجة للمساعدات وان نستقطع لهم ولو القليل لكي يبارك الله تعالى في بلادنا واموالنا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع الى جنبه وهو يعلم».





د. وائل الحساوي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي