لقاء / الهاجري: مؤسسة البترول تسعى إلى توفير 90 مليار دولار في السنوات الخمس المقبلة... 38 مليارا منها لخزينة الدولة
الهاجري متحدثا للزميل إيهاب حشيش (تصوير نور هنداوي)
الهاجري متحدثا للزميل إيهاب حشيش (تصوير نور هنداوي)
| حاوره - إيهاب حشيش |
قد يمثل الهدف «تحديا» كما وصفه الهاجري، لكن المشوار بدأ، اذ نجحت المؤسسة في تخفيض مصروفاتها التشغيلية بمعدل 4.4 في المئة مقارنة مع موازنة السنة المالية السابقة على الرغم من ارتفاع اسعار المواد الخام عالميا، متوقعا ان تبلغ الايرادات الفعلية للمؤسسة وشركاتها 21.78 مليار دينار، مقارنة مع 10.25 مليار متوقعة في موازنة السنة المالية الحالية.
وبلغة الأرقام ايضا، دحض الهاجري الاشاعات حول تخفيض العمالة الوطنية في القطاع النفطي، اذ كشف عن خطة خمسية يجرى اعدادها لبرنامج القوى العاملة في المؤسسة وشركاتها التابعة والتي تشتمل على خلق 7315 فرصة عمل في السنوات الخمس المقبلة، الاولوية بينها للكويتيين، لاسيما للخريجين الشباب اصحاب الكفاءات والقدرات.
لكن الهاجري ذهب الى ابعد من التوقعات والنفي، بل حدد تاريخ 9 فبراير 2009، يوما للاحتفال «بالتربع على عرش الريادة والتميز من خلال خطتنا للوصول الى اهدافنا المالية والادارية».
وفيما يلي نص الحوار:
• ما التحديات التي تواجه خطط مؤسسة البترول الكويتية الاستراتيجية خلال المرحلة المقبلة؟
- بالفعل لدينا العديد من التحديات خلال المرحلة المقبلة تتركز في تحقيق الريادة والتميز في العمل وفق الخطط الاستراتيجية الخاصة لمؤسسة البترول الكويتية التي ترتكز على توفير 90 مليار دولار، منها 52 مليار دولار لمقابلة الاحتياجات الرأسمالية خلال الخطة الخمسية التي تمتد حتى العام 2013، اضافة الى ما قيمته 38 مليار دولار أرباحاً متوقعة سوف تدفع لخزينة الدولة خلال السنوات الخمس المقبلة. وسنواجه هذا التحدي من خلال حسن ادارة الموارد المالية المتاحة، وذلك لتعظيم العائد على الاستثمار من خلال كوادرنا الكويتية ذات الكفاءة والمدربة تدريبا عالميا لمواجهة مثل هذه التحديات. كما اننا ندير محفظة مالية بقيمة 13 مليار دولار اضافة الى رأسمال عامل يبلغ 5 مليارات دولار.
ومن التحديات ايضا الاهتمام والمحافظة على العنصر البشري واعتباره الدعامة والمورد الأساسي في المؤسسة وشركاتها التابعة وخلق بيئة عمل متميزة تساعد على استمرارية تحفيز وتشجيع وتنمية الولاء والعطاء والاعتماد الكلي على الكفاءات الكويتية لادارة وتشغيل قطاعات المؤسسة والقطاعات الأخرى المساندة، وبما لا يؤثر على مستويات الأداء والتشغيل والوصول الى وضع تنافسي في السوقين المحلي والاقليمي من خلال تطوير وتطبيق أحدث السياسات الخاصة بالموارد البشرية وبأنظمة وأساليب العمل والسياسات الخاصة بالأجور والحوافز المرتبطة مع نظم ادارة الأداء، لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة وتغيير مفهوم الموارد البشرية والثقافة الداخلية وتعزيز قيم المؤسسة نحوالمشاركة الجماعية والابداع لتحقيق الرؤيا المستقبلية للمؤسسة وتحقيق الاستخدام الأمثل لطاقات الموارد البشرية للوصول بالقوى العاملة الى أعلى مستويات الأداء والمشاركة التنموية للمؤسسة وشركاتها التابعة في المجتمع الكويتي من خلال خلق فرص عمل جديدة والوصول الى مستويات عالية ومتميزة في الأداء في جميع أنشطة المؤسسة وبحيث تتماشى مع أداء الشركات النفطية العالمية المماثلة، والعمل على خلق بيئة عمل محفزة ومبدعة لجميع الموظفين من خلال اسناد المسؤوليات واعطاء الصلاحيات وتحقيق العدالة في التعامل وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب وتلبية احتياجات العملاء في المؤسسة وشركاتها التابعة من خلال التعامل المتميز والأمثل، وتحسين جودة الخدمات المقدمة بما يتماشى مع المقاييس العالمية، وتأسيس علاقات عمل قوية طويلة الأمد وتحديد الاحتياجات المستقبلية المطلوبة من التقنيات والتطبيقات التكنولوجية الحديثة في جميع أنشطة المؤسسة، والسعي نحوتحقيق التكامل الشامل في أساليب العمل بين المؤسسة وشركاتها التابعة من خلال الاستغلال الأمثل لقواعد المعلومات المشتركة والتجارب الايجابية والخبرات المتوافرة وتمكين العاملين من الاستفادة القصوى من تكنولوجيا المعلومات لتحسين الأداء والكفاءة ورفع مستوى الكفاءات والقدرات لدى الموظفين، وتوفير الخبرات اللازمة من القوى العاملة وايجاد الصف الثاني والثالث من القيادات للمستقبل، والسعي لرفع مستوى الرضاء الوظيفي لدى الموظفين في المؤسسة وشركاتها اللازم لتشجيع الموظفين والمحافظة عليهم ورفع مستوى الأداء والانتاجية، والحد من التسرب الوظيفي الى خارج القطاع.
• لديكم العديد من المشروعات التي تقومون بتنفيذها خلال المرحلة المقبلة. ما هي هذه المشروعات؟ وكيف ترون امكانية تنفيذها؟
- في الحقيقة لدينا العديد من المشروعات التي نعمل عليها حاليا، ومنها تطبيق نظام سلم الوظائف الفنية والمهنية في المؤسسة والشركات النفطية التابعة الذي يتيح تنمية القدرات المهنية للأفراد الذين يتمتعون بالمهارات الخاصة ضمن نطاق المؤسسة أو الشركة، وذلك دون الحاجة لترقيتهم وفق المستويات الادارية المختلفة، حيث يهدف الجانب الفني من السلم على التركيز على المجالات العلمية والهندسية. ويغطي الجانب المهني من السلم الوظائف التخصصية الأخرى كالقانونية والمالية وغيرها، فهو نظام يكافئ ويقدر ويوفر الفرص المهنية للموظفين الذين يعملون على تعزيز مهاراتهم الفنية والمهنية مع مرور الزمن، ومشروع ادارة المخاطر الشاملة على مستوى القطاع النفطي الذي يهدف الى توفير العمليات المنسقة لتحديد وقياس وادارة وتخفيض المخاطر على مستوى القطاع النفطي من أجل تحقيق الاستخدام الأفضل لرأس المال والموارد القائمة على المخاطرة وذلك عن طريق المراقبة المستمرة لهذه المخاطر والابلاغ عنها بدءا من المستوى التشغيلي الى مستوى مجلس الادارة ومشروع البوابة الالكترونية للقطاع النفطي الذي يهدف الى نشر الثقافة الالكترونية والتواصل مع جميع شركات القطاع النفطي وتوحيد الجهود وتوثيق الخبرات.
هذا وقد شاركت مؤسسة البترول الكويتية في معرض الكويت لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بهذا المشروع وحصلت على جائزة التميز على مستوى الكويت ومشروع مكننة اجراءات قياس الأداء بهدف المساهمة مع ادارة قياس الأداء على توفير وتشغيل نظام آلي لادارة نشاطات قياس الأداء من حيث جمع المعلومات وتصنيفها وعرضها على الادارة العليا الكترونيا واتاحة امكانات تحليلها واستخدامها في عمل سيناريوات مختلفة وهناك خطة ومشروع مواجهة الطوارئ على مستوى المؤسسة والشركات التابعة للقيام بدراسة تقييميه على مستوى القطاع النفطي لعملية حفظ المعلومات وأمنها وتوفيرها في حالات الطوارئ، والخروج بتوصيات نمطية حسب المواصفات العالمية الخاصة بحفظ المعلومات ودراسة امكانية تنفيذ اجراءات موحدة، مثل بناء مركز موحد لحفظ بيانات الشركات النفطية داخل وخارج الكويت ومشروع توحيد المسميات الوظيفية في مجال تكنولوجيا المعلومات لوضع توصيات لنماذج تنظيمية مختلفة لقطاع تكنولوجيا المعلومات وتصنيف القدرات والوظائف في هذا المجال، عن طريق اجراء مسح للوحدات التنظيمية القائمة في الشركات النفطية ومطابقتها مع الأنماط العالمية في مجال تكنولوجيا المعلومات. ولدينا أيضا مشروع الخطة الخمسية للموارد البشرية بهدف جمع بيانات الخطط الخمسية في القطاع النفطي واعداد التقارير المجمعة ومشروع شبكة الألياف الضوئية لربط جميع شركات القطاع النفطي من خلال شبكة ألياف ضوئية لمزيد من التواصل وادارة المعرفة ومشروع الحلول المتكاملة للتسويق العالمي، ويهدف الى تطوير عمل التسويق العالمي من خلال تنفيذ حلول برمجية متكاملة تلبي متطلبات التسويق العالمي الحالية والمستقبلية واحداث نقلة نوعية في العمل من حيث التكامل في الأعمال بين الادارات المختلفة ورفع الكفاءة وزيادة الانتاجية وتحقيق الانسيابية في الاجراءات والتعاملات والشفافية في الأداء عن طريق الربط الآلي مع الشركات النفطية والنظام المالي للمؤسسة، علماً بأننا في المرحلة الثانية والتي تتضمن اختيار منفذ للمشروع مع اختيار الحلول المناسبة من قائمة تم اعتمادها في المرحلة الأولى من المشروع. وهناك دراسة قياس الرضا الوظيفي على مستوى القطاع النفطي ووضع خطط العمل لمعالجة أوجه القصور والسلبيات الناتجة من الدراسة ونسعى لتطبيق نظام الحوافز والمكافآت السنوية للمدراء (MAIP) بهدف اعداد نظام للحوافز والمكافآت السنوية للمديرين يربط بالأهداف الاستراتيجية وخطط عمل القطاعات المختلفة ولدينا نظام الزيادة السنوية وتقييم الأداء لمراجعة نظام الزيادة السنوية الحالي بالمقارنة مع التطبيقات بالسوق المحلي والخليجي بغرض تحقيق مبدأ الأجر مقابل الأداء وتحقيق الأهداف. ولدينا أنظمة الحوافز لاعداد أنظمة الحوافز (الموظف المثالي/ القيادي المثالي/ الدائرة المثالية/ المتدرب المثالي) من خلال عمل مسح ميداني مع بعض المؤسسات والشركات المحلية والخارجية للعمل على تحفيز وتشجيع الموظفين على التميز في الأداء والعمل وتطبيق أفضل الممارسات في الموارد البشرية ويهدف هذا المشروع الى التعرف على التطبيقات المثلى وتبنيها وتطبيقها في مؤسسة البترول الكويتية لتطوير أساليب العمل وتحسين مستوى الخدمات، واعداد نظام للمشاركة باللجان بهدف تطبيق نظام موحد لتعويض الموظفين في المؤسسة وشركاتها التابعة عند المشاركة باللجان وفرق العمل. وهناك دراسة لاستحداث نظام المكافأة للمدى الطويل بالقطاع النفطي أسوة بالتطبيقات المثلى المطبقة حاليا، وذلك للمحافظة على شاغلي الوظائف القيادية وربط الأجر بالأداء وتحقيق الأهداف والاستراتيجيات بعيدة المدى للقطاع النفطي. كما نعمل على اعداد استراتيجية الموارد البشرية للقطاع النفطي بهدف اعداد استراتيجية قصيرة المدى (الخطة الخمسية للموارد البشرية بالقطاع النفطي) وطويلة المدى (الخطة الاستراتيجية 2030 للموارد البشرية بالقطاع النفطي) بهدف تحقيق الاستراتيجية العامة للمؤسسة وشركاتها.
• ما حقيقة تخفيض العمالة داخل القطاع النفطي خصوصا في ظل التوجه للخصخصة بعد صدور القرار من مجلس الأمة؟
- نؤكد أنه لا صحة حول توجه المؤسسة نحو تخفيض العمالة في القطاع النفطي. فالأهداف الاستراتيجية للموارد البشرية في القطاع النفطي تضع العمالة الكويتية في أولوياتها، وترتكز على الاعتماد الكلي على الكفاءات الكويتية لادارة وتشغيل قطاعات المؤسسة الأخرى المساندة لها، كما أن التوجهات الاستراتيجية ترتكز على المشاركة التنموية للقطاع النفطي في المجتمع الكويتي وذلك من خلال خلق فرص عمل جديدة بهدف زيادة أعداد ونسبة العمالة الكويتية من اجمالي قوة العمل في القطاع النفطي. وعليه تقوم المؤسسة باعداد الخطة الخمسية لبرنامج القوى العاملة في المؤسسة وشركاتها التابعة والتي تشتمل على توفير 7315 فرصة عمل خلال السنوات الخمس المقبلة وفرص العمل للكويتيين بمختلف المؤهلات العلمية والتخصصات. ويتضح ذلك خلال مشاركة المؤسسة في معارض الفرص الوظيفية والملتقيات الطلابية لعرض فرص العمل المتوافرة والأنشطة والتخصصات المطلوبة.في القطاع النفطي، وتعطي المؤسسة الأولوية في التعيين للمتميزين دراسيا وعلميا للاستفادة منهم في شغل الوظائف الشاغرة.
علماً بأن المؤسسة قد قامت بتعيين 354 كويتيا خلال السنوات المالية الخمس السابقة. أما التعيينات على مستوى القطاع النفطي فكانت 7115 كويتيا في الفترة نفسها.
• ما الميزانية المتوقعة للمؤسسة وشركاتها خلال العام الحالي؟
- قدرت الموازنة المجمعة للمؤسسة وشركاتها التابعة للسنة المالية الحالية 2007/2008 على أساس تحقيق صافي ربح بمبلغ 1.099 مليار دينار، بينما قد تصل الأرباح الفعلية المتوقعة حتى نهاية السنة المالية للمؤسسة وشركاتها الى 2.44 مليار دينار، وبزيادة تصل الى 122 في المئة عما تم تقديره بالموازنة.
• ما الايرادات المتوقعة لمؤسسة البترول الكويتية في ظل التطوير الذي تشهده المؤسسة؟
- من المتوقع أن تصل ايرادات المؤسسة وشركاتها التابعة الى 10.25 مليار دينار حسب تقديرات الموازنة للسنة المالية الحالية 2007/2008 بينما قد تصل الايرادات الفعلية المتوقعة حتى نهاية السنة المالية الى 21.78 مليار دينار. ويذكر ان الأرباح الفعلية المتوقعة والايرادات الفعلية المتوقعة مبنية على أساس فعلي للأشهر التسعة من أبريل حتى ديسمبر 2007.
• هل نجحتم في تخفيض النفقات خلال المرحلة الماضية؟ وكم تبلغ نسبتها؟
- المؤسسة تعمل جاهدة من أجل تخفيض نفقاتها من دون الاخلال بكفاءة عملياتها. ولكن في ظل الارتفاع المستمر في الأسعار وتكاليف المواد الخام اللازمة لعمليات التصنيع وارتفاع معدلات التضخم في العالم، فانه من الصعب جداً تخفيض الصرف الفعلي من سنة لأخرى، وعلى الرغم من ذلك، نجحت المؤسسة في تحقيق وفورات على مستوى مصروفاتها التشغيلية بمعدل 4.4 في المئة مقارنة مع الموازنة المقدرة عن آخر سنة فعلية 2006/2007.
• كيف يتم حساب نصيب مؤسسة البترول الكويتية من بيع النفط الخام؟
- نحن نبيع النفط الخام نيابة عن الدولة ونحصل على نسبة تتراوح بين 1.5 و2 في المئة لتغطية المصروفات، غير أن المؤسسة تحقق ارباحها من عملياتها سواء التكرير أو الغاز ومن العمليات الاستثمارية الأخرى. وهناك نقطة يجب توضيحها وهي أننا نشتري النفط الخام من الدولة لمصافينا بالسعر الرسمي العالمي كأي زبون خارجي ونتحمل نسبة المخاطر المحتملة من ارتفاع الأسعار أو انخفاضها.
• هناك مشكلة فيما يخص عملية الانتدابات في القطاع النفطي، هل لديكم خطط لحلها؟
- بالفعل لدينا خطط لوضع نظام كامل ينظم هذه العملية طبقا لأسس ومعايير محددة ومحكمة لعملية الانتدابات سواء داخل المؤسسة وشركاتها او من القطاع النفطي والجهات الخارجية، وهو ما سيصحح الأخطاء السابقة لتحقيق المساواة سواء في الانتدابات أو التعيين وبالفعل بدأنا فيها ولمسنا ذلك من ردود الأفعال.
• هل تواجهون مشكلات مع الهياكل الادارية والمالية في الشركات التابعة؟
- اطلاقا، فلدينا منظومة وقانون واحد ولوائح حاكمة ونعمل في ظل استراتيجية واحدة هدفها المحافظة على قدراتنا المالية والادارية وتطويرها وتعظيمها بما يضمن لنا الريادة. ونسعى الى أن يكون يوم 9 فبراير 2009 هو احتفال بالتربع على عرش الريادة والتميز من خلال خطة زمنية محددة للوصول الى أهدافنا المالية والادارية.
سلسلة من الارقام كشفها العضو المنتدب للشؤون الادارية والمالية لمؤسسة البترول الكويتية علي عامر الهاجري في حوار مع «الراي». فالهاجري الذي توقع ان تتخطى ارباح المؤسسة وشركاتها التابعة للسنة المالية الحالية تلك المقدرة في الموازنة بنحو 122 في المئة الى 2.44 مليار دينار، اكد سعي مؤسسة البترول الى توفير 90 مليار دولار في السنوات الخمس المقبلة وفق خطتها الخمسية الموضوعة، 38 مليارا منها ستدفع الى خزينة الدولة.
قد يمثل الهدف «تحديا» كما وصفه الهاجري، لكن المشوار بدأ، اذ نجحت المؤسسة في تخفيض مصروفاتها التشغيلية بمعدل 4.4 في المئة مقارنة مع موازنة السنة المالية السابقة على الرغم من ارتفاع اسعار المواد الخام عالميا، متوقعا ان تبلغ الايرادات الفعلية للمؤسسة وشركاتها 21.78 مليار دينار، مقارنة مع 10.25 مليار متوقعة في موازنة السنة المالية الحالية.
وبلغة الأرقام ايضا، دحض الهاجري الاشاعات حول تخفيض العمالة الوطنية في القطاع النفطي، اذ كشف عن خطة خمسية يجرى اعدادها لبرنامج القوى العاملة في المؤسسة وشركاتها التابعة والتي تشتمل على خلق 7315 فرصة عمل في السنوات الخمس المقبلة، الاولوية بينها للكويتيين، لاسيما للخريجين الشباب اصحاب الكفاءات والقدرات.
لكن الهاجري ذهب الى ابعد من التوقعات والنفي، بل حدد تاريخ 9 فبراير 2009، يوما للاحتفال «بالتربع على عرش الريادة والتميز من خلال خطتنا للوصول الى اهدافنا المالية والادارية».
وفيما يلي نص الحوار:
• ما التحديات التي تواجه خطط مؤسسة البترول الكويتية الاستراتيجية خلال المرحلة المقبلة؟
- بالفعل لدينا العديد من التحديات خلال المرحلة المقبلة تتركز في تحقيق الريادة والتميز في العمل وفق الخطط الاستراتيجية الخاصة لمؤسسة البترول الكويتية التي ترتكز على توفير 90 مليار دولار، منها 52 مليار دولار لمقابلة الاحتياجات الرأسمالية خلال الخطة الخمسية التي تمتد حتى العام 2013، اضافة الى ما قيمته 38 مليار دولار أرباحاً متوقعة سوف تدفع لخزينة الدولة خلال السنوات الخمس المقبلة. وسنواجه هذا التحدي من خلال حسن ادارة الموارد المالية المتاحة، وذلك لتعظيم العائد على الاستثمار من خلال كوادرنا الكويتية ذات الكفاءة والمدربة تدريبا عالميا لمواجهة مثل هذه التحديات. كما اننا ندير محفظة مالية بقيمة 13 مليار دولار اضافة الى رأسمال عامل يبلغ 5 مليارات دولار.
ومن التحديات ايضا الاهتمام والمحافظة على العنصر البشري واعتباره الدعامة والمورد الأساسي في المؤسسة وشركاتها التابعة وخلق بيئة عمل متميزة تساعد على استمرارية تحفيز وتشجيع وتنمية الولاء والعطاء والاعتماد الكلي على الكفاءات الكويتية لادارة وتشغيل قطاعات المؤسسة والقطاعات الأخرى المساندة، وبما لا يؤثر على مستويات الأداء والتشغيل والوصول الى وضع تنافسي في السوقين المحلي والاقليمي من خلال تطوير وتطبيق أحدث السياسات الخاصة بالموارد البشرية وبأنظمة وأساليب العمل والسياسات الخاصة بالأجور والحوافز المرتبطة مع نظم ادارة الأداء، لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة وتغيير مفهوم الموارد البشرية والثقافة الداخلية وتعزيز قيم المؤسسة نحوالمشاركة الجماعية والابداع لتحقيق الرؤيا المستقبلية للمؤسسة وتحقيق الاستخدام الأمثل لطاقات الموارد البشرية للوصول بالقوى العاملة الى أعلى مستويات الأداء والمشاركة التنموية للمؤسسة وشركاتها التابعة في المجتمع الكويتي من خلال خلق فرص عمل جديدة والوصول الى مستويات عالية ومتميزة في الأداء في جميع أنشطة المؤسسة وبحيث تتماشى مع أداء الشركات النفطية العالمية المماثلة، والعمل على خلق بيئة عمل محفزة ومبدعة لجميع الموظفين من خلال اسناد المسؤوليات واعطاء الصلاحيات وتحقيق العدالة في التعامل وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب وتلبية احتياجات العملاء في المؤسسة وشركاتها التابعة من خلال التعامل المتميز والأمثل، وتحسين جودة الخدمات المقدمة بما يتماشى مع المقاييس العالمية، وتأسيس علاقات عمل قوية طويلة الأمد وتحديد الاحتياجات المستقبلية المطلوبة من التقنيات والتطبيقات التكنولوجية الحديثة في جميع أنشطة المؤسسة، والسعي نحوتحقيق التكامل الشامل في أساليب العمل بين المؤسسة وشركاتها التابعة من خلال الاستغلال الأمثل لقواعد المعلومات المشتركة والتجارب الايجابية والخبرات المتوافرة وتمكين العاملين من الاستفادة القصوى من تكنولوجيا المعلومات لتحسين الأداء والكفاءة ورفع مستوى الكفاءات والقدرات لدى الموظفين، وتوفير الخبرات اللازمة من القوى العاملة وايجاد الصف الثاني والثالث من القيادات للمستقبل، والسعي لرفع مستوى الرضاء الوظيفي لدى الموظفين في المؤسسة وشركاتها اللازم لتشجيع الموظفين والمحافظة عليهم ورفع مستوى الأداء والانتاجية، والحد من التسرب الوظيفي الى خارج القطاع.
• لديكم العديد من المشروعات التي تقومون بتنفيذها خلال المرحلة المقبلة. ما هي هذه المشروعات؟ وكيف ترون امكانية تنفيذها؟
- في الحقيقة لدينا العديد من المشروعات التي نعمل عليها حاليا، ومنها تطبيق نظام سلم الوظائف الفنية والمهنية في المؤسسة والشركات النفطية التابعة الذي يتيح تنمية القدرات المهنية للأفراد الذين يتمتعون بالمهارات الخاصة ضمن نطاق المؤسسة أو الشركة، وذلك دون الحاجة لترقيتهم وفق المستويات الادارية المختلفة، حيث يهدف الجانب الفني من السلم على التركيز على المجالات العلمية والهندسية. ويغطي الجانب المهني من السلم الوظائف التخصصية الأخرى كالقانونية والمالية وغيرها، فهو نظام يكافئ ويقدر ويوفر الفرص المهنية للموظفين الذين يعملون على تعزيز مهاراتهم الفنية والمهنية مع مرور الزمن، ومشروع ادارة المخاطر الشاملة على مستوى القطاع النفطي الذي يهدف الى توفير العمليات المنسقة لتحديد وقياس وادارة وتخفيض المخاطر على مستوى القطاع النفطي من أجل تحقيق الاستخدام الأفضل لرأس المال والموارد القائمة على المخاطرة وذلك عن طريق المراقبة المستمرة لهذه المخاطر والابلاغ عنها بدءا من المستوى التشغيلي الى مستوى مجلس الادارة ومشروع البوابة الالكترونية للقطاع النفطي الذي يهدف الى نشر الثقافة الالكترونية والتواصل مع جميع شركات القطاع النفطي وتوحيد الجهود وتوثيق الخبرات.
هذا وقد شاركت مؤسسة البترول الكويتية في معرض الكويت لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بهذا المشروع وحصلت على جائزة التميز على مستوى الكويت ومشروع مكننة اجراءات قياس الأداء بهدف المساهمة مع ادارة قياس الأداء على توفير وتشغيل نظام آلي لادارة نشاطات قياس الأداء من حيث جمع المعلومات وتصنيفها وعرضها على الادارة العليا الكترونيا واتاحة امكانات تحليلها واستخدامها في عمل سيناريوات مختلفة وهناك خطة ومشروع مواجهة الطوارئ على مستوى المؤسسة والشركات التابعة للقيام بدراسة تقييميه على مستوى القطاع النفطي لعملية حفظ المعلومات وأمنها وتوفيرها في حالات الطوارئ، والخروج بتوصيات نمطية حسب المواصفات العالمية الخاصة بحفظ المعلومات ودراسة امكانية تنفيذ اجراءات موحدة، مثل بناء مركز موحد لحفظ بيانات الشركات النفطية داخل وخارج الكويت ومشروع توحيد المسميات الوظيفية في مجال تكنولوجيا المعلومات لوضع توصيات لنماذج تنظيمية مختلفة لقطاع تكنولوجيا المعلومات وتصنيف القدرات والوظائف في هذا المجال، عن طريق اجراء مسح للوحدات التنظيمية القائمة في الشركات النفطية ومطابقتها مع الأنماط العالمية في مجال تكنولوجيا المعلومات. ولدينا أيضا مشروع الخطة الخمسية للموارد البشرية بهدف جمع بيانات الخطط الخمسية في القطاع النفطي واعداد التقارير المجمعة ومشروع شبكة الألياف الضوئية لربط جميع شركات القطاع النفطي من خلال شبكة ألياف ضوئية لمزيد من التواصل وادارة المعرفة ومشروع الحلول المتكاملة للتسويق العالمي، ويهدف الى تطوير عمل التسويق العالمي من خلال تنفيذ حلول برمجية متكاملة تلبي متطلبات التسويق العالمي الحالية والمستقبلية واحداث نقلة نوعية في العمل من حيث التكامل في الأعمال بين الادارات المختلفة ورفع الكفاءة وزيادة الانتاجية وتحقيق الانسيابية في الاجراءات والتعاملات والشفافية في الأداء عن طريق الربط الآلي مع الشركات النفطية والنظام المالي للمؤسسة، علماً بأننا في المرحلة الثانية والتي تتضمن اختيار منفذ للمشروع مع اختيار الحلول المناسبة من قائمة تم اعتمادها في المرحلة الأولى من المشروع. وهناك دراسة قياس الرضا الوظيفي على مستوى القطاع النفطي ووضع خطط العمل لمعالجة أوجه القصور والسلبيات الناتجة من الدراسة ونسعى لتطبيق نظام الحوافز والمكافآت السنوية للمدراء (MAIP) بهدف اعداد نظام للحوافز والمكافآت السنوية للمديرين يربط بالأهداف الاستراتيجية وخطط عمل القطاعات المختلفة ولدينا نظام الزيادة السنوية وتقييم الأداء لمراجعة نظام الزيادة السنوية الحالي بالمقارنة مع التطبيقات بالسوق المحلي والخليجي بغرض تحقيق مبدأ الأجر مقابل الأداء وتحقيق الأهداف. ولدينا أنظمة الحوافز لاعداد أنظمة الحوافز (الموظف المثالي/ القيادي المثالي/ الدائرة المثالية/ المتدرب المثالي) من خلال عمل مسح ميداني مع بعض المؤسسات والشركات المحلية والخارجية للعمل على تحفيز وتشجيع الموظفين على التميز في الأداء والعمل وتطبيق أفضل الممارسات في الموارد البشرية ويهدف هذا المشروع الى التعرف على التطبيقات المثلى وتبنيها وتطبيقها في مؤسسة البترول الكويتية لتطوير أساليب العمل وتحسين مستوى الخدمات، واعداد نظام للمشاركة باللجان بهدف تطبيق نظام موحد لتعويض الموظفين في المؤسسة وشركاتها التابعة عند المشاركة باللجان وفرق العمل. وهناك دراسة لاستحداث نظام المكافأة للمدى الطويل بالقطاع النفطي أسوة بالتطبيقات المثلى المطبقة حاليا، وذلك للمحافظة على شاغلي الوظائف القيادية وربط الأجر بالأداء وتحقيق الأهداف والاستراتيجيات بعيدة المدى للقطاع النفطي. كما نعمل على اعداد استراتيجية الموارد البشرية للقطاع النفطي بهدف اعداد استراتيجية قصيرة المدى (الخطة الخمسية للموارد البشرية بالقطاع النفطي) وطويلة المدى (الخطة الاستراتيجية 2030 للموارد البشرية بالقطاع النفطي) بهدف تحقيق الاستراتيجية العامة للمؤسسة وشركاتها.
• ما حقيقة تخفيض العمالة داخل القطاع النفطي خصوصا في ظل التوجه للخصخصة بعد صدور القرار من مجلس الأمة؟
- نؤكد أنه لا صحة حول توجه المؤسسة نحو تخفيض العمالة في القطاع النفطي. فالأهداف الاستراتيجية للموارد البشرية في القطاع النفطي تضع العمالة الكويتية في أولوياتها، وترتكز على الاعتماد الكلي على الكفاءات الكويتية لادارة وتشغيل قطاعات المؤسسة الأخرى المساندة لها، كما أن التوجهات الاستراتيجية ترتكز على المشاركة التنموية للقطاع النفطي في المجتمع الكويتي وذلك من خلال خلق فرص عمل جديدة بهدف زيادة أعداد ونسبة العمالة الكويتية من اجمالي قوة العمل في القطاع النفطي. وعليه تقوم المؤسسة باعداد الخطة الخمسية لبرنامج القوى العاملة في المؤسسة وشركاتها التابعة والتي تشتمل على توفير 7315 فرصة عمل خلال السنوات الخمس المقبلة وفرص العمل للكويتيين بمختلف المؤهلات العلمية والتخصصات. ويتضح ذلك خلال مشاركة المؤسسة في معارض الفرص الوظيفية والملتقيات الطلابية لعرض فرص العمل المتوافرة والأنشطة والتخصصات المطلوبة.في القطاع النفطي، وتعطي المؤسسة الأولوية في التعيين للمتميزين دراسيا وعلميا للاستفادة منهم في شغل الوظائف الشاغرة.
علماً بأن المؤسسة قد قامت بتعيين 354 كويتيا خلال السنوات المالية الخمس السابقة. أما التعيينات على مستوى القطاع النفطي فكانت 7115 كويتيا في الفترة نفسها.
• ما الميزانية المتوقعة للمؤسسة وشركاتها خلال العام الحالي؟
- قدرت الموازنة المجمعة للمؤسسة وشركاتها التابعة للسنة المالية الحالية 2007/2008 على أساس تحقيق صافي ربح بمبلغ 1.099 مليار دينار، بينما قد تصل الأرباح الفعلية المتوقعة حتى نهاية السنة المالية للمؤسسة وشركاتها الى 2.44 مليار دينار، وبزيادة تصل الى 122 في المئة عما تم تقديره بالموازنة.
• ما الايرادات المتوقعة لمؤسسة البترول الكويتية في ظل التطوير الذي تشهده المؤسسة؟
- من المتوقع أن تصل ايرادات المؤسسة وشركاتها التابعة الى 10.25 مليار دينار حسب تقديرات الموازنة للسنة المالية الحالية 2007/2008 بينما قد تصل الايرادات الفعلية المتوقعة حتى نهاية السنة المالية الى 21.78 مليار دينار. ويذكر ان الأرباح الفعلية المتوقعة والايرادات الفعلية المتوقعة مبنية على أساس فعلي للأشهر التسعة من أبريل حتى ديسمبر 2007.
• هل نجحتم في تخفيض النفقات خلال المرحلة الماضية؟ وكم تبلغ نسبتها؟
- المؤسسة تعمل جاهدة من أجل تخفيض نفقاتها من دون الاخلال بكفاءة عملياتها. ولكن في ظل الارتفاع المستمر في الأسعار وتكاليف المواد الخام اللازمة لعمليات التصنيع وارتفاع معدلات التضخم في العالم، فانه من الصعب جداً تخفيض الصرف الفعلي من سنة لأخرى، وعلى الرغم من ذلك، نجحت المؤسسة في تحقيق وفورات على مستوى مصروفاتها التشغيلية بمعدل 4.4 في المئة مقارنة مع الموازنة المقدرة عن آخر سنة فعلية 2006/2007.
• كيف يتم حساب نصيب مؤسسة البترول الكويتية من بيع النفط الخام؟
- نحن نبيع النفط الخام نيابة عن الدولة ونحصل على نسبة تتراوح بين 1.5 و2 في المئة لتغطية المصروفات، غير أن المؤسسة تحقق ارباحها من عملياتها سواء التكرير أو الغاز ومن العمليات الاستثمارية الأخرى. وهناك نقطة يجب توضيحها وهي أننا نشتري النفط الخام من الدولة لمصافينا بالسعر الرسمي العالمي كأي زبون خارجي ونتحمل نسبة المخاطر المحتملة من ارتفاع الأسعار أو انخفاضها.
• هناك مشكلة فيما يخص عملية الانتدابات في القطاع النفطي، هل لديكم خطط لحلها؟
- بالفعل لدينا خطط لوضع نظام كامل ينظم هذه العملية طبقا لأسس ومعايير محددة ومحكمة لعملية الانتدابات سواء داخل المؤسسة وشركاتها او من القطاع النفطي والجهات الخارجية، وهو ما سيصحح الأخطاء السابقة لتحقيق المساواة سواء في الانتدابات أو التعيين وبالفعل بدأنا فيها ولمسنا ذلك من ردود الأفعال.
• هل تواجهون مشكلات مع الهياكل الادارية والمالية في الشركات التابعة؟
- اطلاقا، فلدينا منظومة وقانون واحد ولوائح حاكمة ونعمل في ظل استراتيجية واحدة هدفها المحافظة على قدراتنا المالية والادارية وتطويرها وتعظيمها بما يضمن لنا الريادة. ونسعى الى أن يكون يوم 9 فبراير 2009 هو احتفال بالتربع على عرش الريادة والتميز من خلال خطة زمنية محددة للوصول الى أهدافنا المالية والادارية.
