مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / تكليف لا تشريف

تصغير
تكبير
يصف الكثيرون الفريق ركن المتقاعد جابر الخالد الصباح وزير الداخلية بالنزاهة والشجاعة والتواضع، وأن ما يتعرض له من حملات انتقاد واستجوابات متكررة هو بسبب إغلاق أبوابه عن نواب الخدمات وتطبيق القانون على الجميع، ولكن تصريح الوزير في مجلس الأمة بالاسبوع الماضي يعد زلة كبيرة لا تصدر عمن له خبرات متعددة مثل أبي نواف، بينت سوء فهمه لوظيفة الوزير عندما قال «لا يشرفني قيادة وزارة تعذب المواطنين وتقتلهم» فالوزير مكلف بمهمة لا مشرف بوظيفة كبيرة ذات نفوذ ضخم، فالمطلوب من الوزير حماية الناس وحفظ الأمن وتطبيق القوانين وتقديم المخالفين للعدالة، وما استقالة الوزير بنظري إلا هروب مرفوض عن إصلاح الخطأ، وعجز عن تحمل المسؤولية، وحماية للجناة.

والمطلوب منه اليوم بيان الحقيقة منذ لحظة اعتقال المواطن محمد الميموني حتى تسليم جثمانه إلى مستشفى الأحمدي، وتقديم من قام بتعذيبه حتى الموت إلى العدالة لينال القصاص العادل، هذا أولاً... وثانياً: تطهير الوزارة من كل من تستر على فعلتهم الشنعاء محاولاً تضليل العدالة وحمايتهم منها، ومحاسبة كل من ضلله شخصياً ببيانات كاذبة وجعله يظهر بصورة سيئة جداً أمام النواب في مجلس الأمة، ويظهره كأنه آخر من يعلم في وزارته من أحداث وهو المسؤول أولاً وأخيراً أمام الله ثم الناس.

وأما إن عجز عن تحقيق هذه الأمور الثلاثة فعليه أن يبين أمام الإعلام والناس جميعاً سبب هذا العجز أهو بسبب عدم قدرته الشخصية على ذلك أم أن هناك من يمنعه من تطبيق القانون على الجناة... عندئذ يستطيع أن يقدم استقالته ويخرج من مبنى وزارة الداخلية مرفوع الرأس ومرتاح الضمير ومحترماً من جميع الناس، وغير ذلك فهو هروب من مسؤوليته السياسية واستسلام أمام قوى الفساد والتضليل في وزارة الداخلية وحماية لهم.





مبارك مزيد المعوشرجي

كاتب كويتي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي