127 HOURS ... هل تستطيع أن تستغني عن جزء من جسدك؟
لحظة خروجه للرحلة
الأمل في الخروج
ملصق الفيلم
|إعداد: نجاح كرم|
أحد أجمل الأفلام التي أنتجت عام 2010 اخراج البريطاني داني بويل صاحب أجمل أفلام ومنها المليونير المتشرد الذي أستحق عشر جوائز اوسكار لعام 2009، اليوم يقدم هذا المخرج رائعته الميلودرامية المشوقة 127 ساعة لأحداث حقيقة** بمنتهى الواقعية وبإمكانيات جبارة نفذتها الشركة المصنعة بتقنيات فنية عالية الجودة لكنها لم تعد تدهشنا الأن كما كنت سابقا كون هوليوود اليوم أصبحت رائدة في هذا المجال بخبرتها وأسالبيها المتكررة في تنفيذ أصعب اللقطات الغير محتلمة لكنها واقعية بشكل كبير.
أهمية الفيلم لم تأت فقط لحرفية المخرج على أتقان العملية برمتها، لكن دوره الأهم في كيفية التعامل مع قضية إنسانية بالدرجة الأولى ومحاولة الوصول بها الى الشفافية الكاملة لعلاقة الجسد والروح والصراع من أجل القاء للخلاص من العذاب بصورة قلما نراها في السينما لتصل أحيانا الى اللا معقول في الآداء.
القصة تتمحور حول شاب ويدعي أرون رالستون ويقوم بدوره جميس فرانكو شاب تربطه بالطبيعة علاقة غريبة ممكن أن تكون متهورة نوعا ما، تنقطع علاقته بأسرته تماما بعد أن قرر بمفرده أن يقوم بمغامرة فريدة من نوعها عام 2003 دون أن يخبر أحد حتى والدته دائمة الاتصال عليه وأخته التي تطلب منه الاتصال بوالدته لتطمئن على أحواله.
هوايته المفضلة تسلق الجبال والوديان والمنحدرات في ولاية يوتاه الأمريكية، يومها لم يصطحب معه شئ غير معدات تبعث على الأمل كاميرا صغيرة وقنينة ماء وحبال ومشابك وسكينة لزوم الحاجة، خلال رحلته غير العادية وبلحظات ترقب يسقط في هوة عميقة فيصبح معلقا بين السماء والأرض حبيسا بين صخرة أطبقت على ذراعه الأيمن دون حراك لتمتد هذه الرحلة الى خمسة أيام بلياليها أي 127 ساعة حاول معها شتى أنواع المحاولات للتخلص من قدره لكنه فشل ليقرر وفي مشهد يعتبر من أكثر المشاهد رعبا في تاريخ السينما أن يقطع يده العالقة تحت الصخرة حتى يتحرر منها ويخرج بعد أن نفذ الماء والأكل والأمل في النجاة.
المخرج العبقري
داني بويل برع باقتدار في جعل الفيلم واحد من أروع الأفلام على الاطلاق ومرشحا لنيل جائزة الأوسكار عن فئة أفضل مخرج وأفضل ممثل، رغم أن القصة ممكن أن تمر مرور الكرام وينتاب الجمهور نوع من الملل في معالجة هذا النوع من الأفلام التي تعتمد على السكون المطلق في الزمان والمكان، لكن براعة المخرج جعلت من القصة حدثا مثيرا مصحوبا بنوع من التشويق والأثارة ولقطات الفلاش باك في أثراء الأحداث كما شاهدنا عندما يبدأ باجترار الماضي القريب وهو من حالة السكون المطلق كطفولتة عائلته وصديقاته ومن ثم حفلات الأنس التي تجمعه برفاقة وشربه للأنواع عديدة من المشربات يتمني لو يحصل عليها الأن، كل هذه الصور يسجلها في كاميرته وهو ينظر بشفقة الى يده الممدودة تحت الصخرة العملاقة دون أن يتمكن من فعل شئ.
عقدة الفيلم كانت لقطة سببت العديد من الاغماءات للمشاهدين وخروج الكثيرين من الصالة وهي بتر اليد آخر أمل في التحرر من القيد ومن مبدأ أعيش بيد واحدة أفضل أن أموت هنا، هذا المشهد الوحيد الذي أستخدم فيه المخرج يد صناعية بعد أن لف يد البطل خلف ظهره لتظهر لنا يد وكأنها حقيقية يحاول أرون أن يقطعها بالسكينة التي معه ليتغلل الى احشائه وينفذ الى مناطق وعره من الجسد البشري دون خوف أو تفكير فيما سيحصل لاحقا المهم فقط أن يخرج حيا، ليتنفس الجمهور الصعداء بعد أن سحب نفسة من الصخرة وتحرر من الآزمة ويخرج معلنا انتصاره أمام الكل باستغنائه عن جزء من جسده ليعيش.
إعداد: نجاح كرم
[email protected]
أحد أجمل الأفلام التي أنتجت عام 2010 اخراج البريطاني داني بويل صاحب أجمل أفلام ومنها المليونير المتشرد الذي أستحق عشر جوائز اوسكار لعام 2009، اليوم يقدم هذا المخرج رائعته الميلودرامية المشوقة 127 ساعة لأحداث حقيقة** بمنتهى الواقعية وبإمكانيات جبارة نفذتها الشركة المصنعة بتقنيات فنية عالية الجودة لكنها لم تعد تدهشنا الأن كما كنت سابقا كون هوليوود اليوم أصبحت رائدة في هذا المجال بخبرتها وأسالبيها المتكررة في تنفيذ أصعب اللقطات الغير محتلمة لكنها واقعية بشكل كبير.
أهمية الفيلم لم تأت فقط لحرفية المخرج على أتقان العملية برمتها، لكن دوره الأهم في كيفية التعامل مع قضية إنسانية بالدرجة الأولى ومحاولة الوصول بها الى الشفافية الكاملة لعلاقة الجسد والروح والصراع من أجل القاء للخلاص من العذاب بصورة قلما نراها في السينما لتصل أحيانا الى اللا معقول في الآداء.
القصة تتمحور حول شاب ويدعي أرون رالستون ويقوم بدوره جميس فرانكو شاب تربطه بالطبيعة علاقة غريبة ممكن أن تكون متهورة نوعا ما، تنقطع علاقته بأسرته تماما بعد أن قرر بمفرده أن يقوم بمغامرة فريدة من نوعها عام 2003 دون أن يخبر أحد حتى والدته دائمة الاتصال عليه وأخته التي تطلب منه الاتصال بوالدته لتطمئن على أحواله.
هوايته المفضلة تسلق الجبال والوديان والمنحدرات في ولاية يوتاه الأمريكية، يومها لم يصطحب معه شئ غير معدات تبعث على الأمل كاميرا صغيرة وقنينة ماء وحبال ومشابك وسكينة لزوم الحاجة، خلال رحلته غير العادية وبلحظات ترقب يسقط في هوة عميقة فيصبح معلقا بين السماء والأرض حبيسا بين صخرة أطبقت على ذراعه الأيمن دون حراك لتمتد هذه الرحلة الى خمسة أيام بلياليها أي 127 ساعة حاول معها شتى أنواع المحاولات للتخلص من قدره لكنه فشل ليقرر وفي مشهد يعتبر من أكثر المشاهد رعبا في تاريخ السينما أن يقطع يده العالقة تحت الصخرة حتى يتحرر منها ويخرج بعد أن نفذ الماء والأكل والأمل في النجاة.
المخرج العبقري
داني بويل برع باقتدار في جعل الفيلم واحد من أروع الأفلام على الاطلاق ومرشحا لنيل جائزة الأوسكار عن فئة أفضل مخرج وأفضل ممثل، رغم أن القصة ممكن أن تمر مرور الكرام وينتاب الجمهور نوع من الملل في معالجة هذا النوع من الأفلام التي تعتمد على السكون المطلق في الزمان والمكان، لكن براعة المخرج جعلت من القصة حدثا مثيرا مصحوبا بنوع من التشويق والأثارة ولقطات الفلاش باك في أثراء الأحداث كما شاهدنا عندما يبدأ باجترار الماضي القريب وهو من حالة السكون المطلق كطفولتة عائلته وصديقاته ومن ثم حفلات الأنس التي تجمعه برفاقة وشربه للأنواع عديدة من المشربات يتمني لو يحصل عليها الأن، كل هذه الصور يسجلها في كاميرته وهو ينظر بشفقة الى يده الممدودة تحت الصخرة العملاقة دون أن يتمكن من فعل شئ.
عقدة الفيلم كانت لقطة سببت العديد من الاغماءات للمشاهدين وخروج الكثيرين من الصالة وهي بتر اليد آخر أمل في التحرر من القيد ومن مبدأ أعيش بيد واحدة أفضل أن أموت هنا، هذا المشهد الوحيد الذي أستخدم فيه المخرج يد صناعية بعد أن لف يد البطل خلف ظهره لتظهر لنا يد وكأنها حقيقية يحاول أرون أن يقطعها بالسكينة التي معه ليتغلل الى احشائه وينفذ الى مناطق وعره من الجسد البشري دون خوف أو تفكير فيما سيحصل لاحقا المهم فقط أن يخرج حيا، ليتنفس الجمهور الصعداء بعد أن سحب نفسة من الصخرة وتحرر من الآزمة ويخرج معلنا انتصاره أمام الكل باستغنائه عن جزء من جسده ليعيش.
إعداد: نجاح كرم
[email protected]