د. وائل الحساوي / نسمات / الشعب الجائع في تونس

تصغير
تكبير
أشعر بالحزن عندما أرى شعوبنا تنتفض، فيشعر المشاهد لها بأنها قد عادت إليها الحياة وتململت مما هي فيه ونفضت عن كاهلها الخوف والذل، فإذا تأمــــل المشاهد قليلاً فإنه يكتشف بأن هذه الانتــــفاضة أشـــبه بالـــخروف المذبوح الذي يتحرك بقــوة وكأنما سيعود للحياة، لكن في الحقيقة هو فـــي الرمـــق الأخـــير قــــبل أن يــــودع الحياة.

عندما يثور الشعب الجائع في تونس ويخرج إلى الشوارع في شكل فوضوي ليدمر ما يمر عليه ويحرق الأخضر واليابس، فإن ذلك يدل على أزمة حقيقية تعيشها تونس، وهي تكرار لثورة الخبز في بداية الثمانينات من القرن الماضي التي وقعت في تونس.

وكانت شرارة هذه الانتفاضة الأخيرة إقدام شاب على إحراق نفسه احتجاجاً على البطالة، ثم امتدت المظاهرات إلى كثير من الولايات وقتل فيها الكثيرون في مواجهات مع قوات الأمن.

إن الجوع قاتل والبطالة قاتلة، وفي بلد تبلغ فيه نسبة البطالة 24 في المئة وتقدر نسبة الضرائب بـ 80 في المئة من مجموع إيرادات الدولة ويحتكر الحزب الحاكم نحو ثلاثة أرباع المقاعد في البرلمان فإن أي هزة يمكن أن تشعل فتيل العنف وتقود الناس للتعبير عن ضجرهم عن طريق النزول إلى الشارع وتكسير كل شيء.

نتمنى لتونس أن تتدارك تلك الأخطاء وأن تبادر لإصلاح العلاقة مع شعبها.





د. وائل الحساوي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي