يقول حفيد الذئب المفترى عليه:
كان جدي ذئبا لطيفا ووديعا، عانى آخر عمره من أكل اللحوم، فقرر أن يكون نباتيا، أي أن يعيش على أكل الخضراوات والفواكه فقط، ووجبات «الفيجي» الجاهزة إذا توافرت.
في الغابة كانت تعيش فتاة «شريرة» مع جدتها، واسمها ليلى، التي كانت تخرج كل يوم إلى الغابة وتقتلع الزهور وتدمر الحشائش، التي كان يقتات عليها جدي، وقد حاول أكثر من مرة منعها من تكرار تلك الأفعال بالتي هي أحسن، ولكن ليلى «الشريرة أعطت لجدي الذئب الوديع ظهرها، ولم ترحم نداءاته المتكررة للحفاظ على المسطحات الخضراء».
استمرت ليلى «الشريرة» في العناد، وتخريب حشائش الغابة إمعانا في الإضرار بجدي المسكين، فقرر وقتها الذهاب إلى جدتها، لينقل لها وجهة نظره بشأن أفعال حفيدتها «الشريرة»، التي لا تحترم من هم أكبر منها سنا، وأكثر منها خبرة وتجربة في الحياة.
المهم... وبعد أن طرق جدي الذئب الوديع باب جدة ليلى، سلم عليها وتجاذب معها أطراف الحديث، ثم كلمها بشأن ليلى «الشريرة»، وكيف أنها تقوم بأفعال من شأنها الإضرار بالمصلحة العامة، وطالبها بأن تتدخل بحزم لتتوقف ليلى عن تلك الأفعال غير المسؤولة.
ولكن للأسف... كانت الجدة «شريرة» أكثر من حفيدتها، ورفعت العصا في وجه جدي الذئب الوديع الطيب، تريد ضربه وإخراجه من البيت، وهنا لم يملك جدي إلا أن يدافع عن نفسه، وصدقوني هو لم يقم بأي فعل سوى أنه دافع عن نفسه من بطش تلك الجدة «الشريرة»، فقد أرادت أن تحطم رأسه، فقاومها بكل لطف، محاولا تجنيب نفسه ضرباتها الموجعة، فدفعها بيديه فقط، صدقوني بيديه فقط، فسقطت جدة ليلى على الأرض، وارتطم رأسها في السرير، فتمددت على الأرض، من دون حراك.
وهنا تملك الخوف قلب جدي وازداد خفقانه «ولا يزال الكلام على لسان حفيد الذئب المفترى عليه»، وأخذ يفكر في مستقبل ليلى، وكيف سترى حال جدتها وهي ممددة على الأرض، فقرر وضع الجدة تحت السرير، والنوم مكانها بعد أن لبس لباسها.
وعندما وصلت ليلى «الشريرة» بيت جدتها، لاحظت تغيرا في صوت جدتها، كما أن أنفها وأذنيها أصبحت أكثر طولا، فدخل الشك قلبها، وهرعت إلى الباب مسرعة، وأخذت تلكم «الشريرة» تنشر الإشاعات الكاذبة والملفقة «زروا وبهتانا»، عن جدي الذئب الوديع، بأنه أراد أن يأكلها، بعد أن أكل جدتها!
انتهت القصة على لسان حفيد الذئب المفترى عليه، هل رأيتم كم كنا أغبياء عندما صدقنا ما قالته لنا ليلى «الشريرة»، واتهمنا «الذئب» الوديع اللطيف من دون دليل أو برهان، لك الله يا ذئب، ولا تلتفت إلى الوراء، فالحقيقة لا بد أن تظهر يوما ما، وإن زيفها أهل الباطل.
* ملاحظة: هذه القصة وصلتني بالواتس أب باللهجة الكويتية، فتحملت كثيرا كي أطورها إلى الفصحى المخففة، وما فعلت ذلك إلا دفعا لتزييف الحقائق، الذي يمارسه إعلام (...)، يتهم ذئبا «بريئا»، ويبرئ ساحة ليلى «الشريرة».
د.عبداللطيف الصريخ
كاتب كويتي
Twitter : @Dralsuraikh