اعتمد مجلس الوزراء شعار الاحتفال بالأعياد الوطنية... شعاراً للاحتفال باليوبيل الذهبي لاستقلال الكويت ومناسبة مرور 20 عاما على التحرير و5 أعوام على تولي سمو الأمير مقاليد الحكم.
من هذا الخبر الجميل نود أن نكون في حالة من التفاؤل لعلنا نستطيع العيش في بلد الحرية والديموقراطية السليمة بعيدا عن شوائب الأنفس فمن غير الأمل لا معنى للحياة وبعيدا عن نفس البيروقراطية، الذي أضر بمصالح العباد وبعيدا عن علامة آخر الزمان «توكل الأمور لغير أهلها»، تستطيع الكويت الخروج من مأزق الفساد الإداري الذي تعاني منه!
قد يتصور البعض إننا من خلال خطة التنمية سنغير الكويت لتصبح مركزا ماليا وتجاريا، وقد يظن البعض ان الأحداث الأخيرة ستذهب إلى غير رجعة وإننا سنجد ضالتنا بعد طول انتظار... وهم على حق في ما ذهبوا إليه فكل فرد حر في تصوير رأيه، حتى وإن كان مختلفا مع وجهات نظرنا وهذه هي الحرية الديموقراطية التي رسمها لنا المشرع في الدستور الكويتي الذي تعاهدنا على المحافظة عليه، ولكن يجب أن تكون التصورات مرتبطة في حوكمة معينة ومعايير أساسية لا تخرج عنها تلك التصورات بأي حال من الأحوال!جريدة «الراي» في صفحتها الأولى من عدد الجمعة 24 ديسمبر أبرزت «مانشيت... فضيحة»، الخاص بزيادة العسكريين ونحن وغيرنا قد أبرزنا عشرات الفضائح ولكن «لا حياة لمن تنادي»!
لقد ذكرنا في أكثر من مناسبة ان الكويت بحاجة لإعادة هيكلة الاقتصاد الكويتي، بناء الفرد الكويتي، تطوير التعليم، النهوض بالخدمات الصحية، توفير الرعاية السكنية خلافا لنهج التخصيص على المخططات، توفير الأمن وتطوير البنية التحتية والقضاء على الازدحام المروري ووجوب اهتمام المسؤولين بما ينشر من قضايا والأهم من هذا وذاك بناء النظام القيادي من منظور علمي لا يستند إلى المحاصصة، الشللية، النفوذ... وغيره من القضايا!
إن فضيحة زيادة العسكريين التي أشارت إليها «الراي» ليست بالفضيحة الأولى، فزيادة المهندسين في القطاع الخاص ما زالت منظورة رغم إنها أقرت منذ أشهرعدة، وفضيحة وزارة الصحة في اتفاقيتها مع جامعة ماكجيل الكندية عن طريق شركة وفضائح العقود ما زالت جارية... إنها فضائح لا حصر لها ونستغرب من ظهورها في بلد بمساحة الكويت!
إذا كنا نريد أن نحتفل باليوبيل الذهبي لاستقلال الكويت، فنحن ملزمون بالأخذ بالمعطيات واتخاذ قرارات حاسمة تجاه الفضائح ونسف البيروقراطية وإيجاد جيل جديد من القياديين... ونتساءل: «شخبار الغرامات بالروبية»!
صحيح ان «الشق عود» ولكن الله عز شأنه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم... فهل نستطيع تغيير ما نحن عليه لنصبح في حال أفضل بعد هذا الاحتفال!
إنها رسالة نطلب من خلالها تصحيح الأوضاع «المقلوبة» فالتنظير لا ينفع وقاعدة «كل شيء تمام يا فندم» التي يظهرها بعض القياديين، هي سبب مرورنا في «حالة التيه» التي ما كان لنا المرور بها لو كان النظام القيادي مبنياً على أسس سليمة، وما كان لنا المرور بها لو أن كل مسؤول أخطأ لقي جزاءه... ولكن الأمل يبقى قائما والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]