لغة الأشياء / ذلك البحر
| باسمة العنزي |
«الأمل يولد من صلب الألم و الألم لن يستمر دون أن يرتطم في النهاية بالأمل»*.
***
متصالحة مع ذاتها و مع من حولها، كتابتها تعبر عنها بشفافية وصدق، تحمل مشعل الأمل رغم الظروف، تكتب عن غيرها في الوقت الذي فقد فيه الكثيرون القدرة حتى على قراءة إنتاج زملائهم! متواضعة رغم أن رحلتها مع الكتابة بدأت قبل ثلاثين عاما، في الوقت الذي نشاهد فيه من أصابته لعنة بالغرور منذ الإصدار الأول و سنة أولى كتابة!
هي الأديبة ليلى محمد صالح، يأتي إصدارها الأخير «ذلك البحر» مغرقا في المحلية، قصص رومانسية من عالم مرهف الأحاسيس، عن القلب الطيب، والعجوز امرأة الخير التي تنتظر زيارة الأحبة، والمريضة المتعايشة مع الأمل والألم، والأمومة المشطورة بسكين الوظيفة، والحب الذي يجمع ويفرق زوجين، والخيانة التي يعقبها الصفح، والأسير الذي صمد في ليل الطغاة.
«بالأمس صرخ في وجه الظلم راميا استقالته، واليوم يصرخ في وجه الطغاة المحتلين»*.
شخصيات عملها مغرقين بالمثالية في زمن ليس لهم. يواجهون الحياة وتقلباتها بقلب أبيض وروح جميلة. تأسرهم الرقة ويجذبهم البحر، كائنات لا تصادفها عادة. كتبت حكاياتهم بلغة كلاسيكية تعتمد على البساطة ورهافة الوصف والمضامين الإنسانية النبيلة.
وهي المغرمة بالأمكنة يبدو مكانها المفضل واضحا في العمل «السالمية» بأحيائها التائهة في حضن البحر والقمر.
«عريقة السالمية، مغروسة دائما على جدران الذاكرة، جميلة بعظمة بحرها الأسطوري الموج، بطيبة أهلها، بعبق تاريخها، ساحرة تسحر الانسان بمصابيحها وأنوارها و سياراتها المشعة بالألوان و الأضواء. هي كبيرة قادرة على الابتلاع والاستيعاب لكل شيء»*.
بعض قصص المجموعة تتميز بلغتها الواضحة وقيمها الايجابية، ما يؤهلها أن تكون ضمن مناهج اللغة العربية للمرحلة الثانوية، تلك المناهج التي تبدو قاحلة ورتيبة رغم وجود الكثير من النصوص المناسبة، لكن ربما يلزمنا المزيد من الوقت حتى يتأكد القائمون على المناهج من الدمار المعرفي الذي سببوه للأجيال القادمة.
***
وبمناسبة الحديث عن المناهج و عن بعض المقالات التي كتبتها حول الموضوع، والتي لم يصل أي منها لوزيرة التربية رغم عناوينها الفاقعة «المناهج يا موضي» و«المناهج يا وزيرة»، وعتبي على الوزيرة عندما التقيتها بالصدفة أنها لا تقرأ ما يكتب عن الوزارة، وأنا لا ألومها شخصيا فبحكم المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقها ربما لا تملك من الوقت ما يجعلها تطلع على كل ما ينشر في الصحف، المهم أن يبادر أحد المسؤولين عن المناهج و تطويرها على الأقل بالقراءة و الرد و ربما الاستفادة من كل الملاحظات التي تكرر قولها عبر شريحة واسعة من المجتمع بصوت عال أو خافت، إنما أن يكون القائمون على الأمر لا يطلعون على الصحف ويوضع في يدهم مستقبل التعليم للأجيال المقبلة فتلك هي المفارقة المضحكة المبكية! وهي الوجه الآخر لذلك البحر الذي ردمه الجشع ولوثه الإهمال ونفقت فيه أسماك الأمل، مع الاعتذار للعبارة الأولى أعلى المقال للقاصة ليلى محمد صالح!
* المقاطع للقاصة ليلى محمد صالح من مجموعتها (ذلك البحر) 2010
«الأمل يولد من صلب الألم و الألم لن يستمر دون أن يرتطم في النهاية بالأمل»*.
***
متصالحة مع ذاتها و مع من حولها، كتابتها تعبر عنها بشفافية وصدق، تحمل مشعل الأمل رغم الظروف، تكتب عن غيرها في الوقت الذي فقد فيه الكثيرون القدرة حتى على قراءة إنتاج زملائهم! متواضعة رغم أن رحلتها مع الكتابة بدأت قبل ثلاثين عاما، في الوقت الذي نشاهد فيه من أصابته لعنة بالغرور منذ الإصدار الأول و سنة أولى كتابة!
هي الأديبة ليلى محمد صالح، يأتي إصدارها الأخير «ذلك البحر» مغرقا في المحلية، قصص رومانسية من عالم مرهف الأحاسيس، عن القلب الطيب، والعجوز امرأة الخير التي تنتظر زيارة الأحبة، والمريضة المتعايشة مع الأمل والألم، والأمومة المشطورة بسكين الوظيفة، والحب الذي يجمع ويفرق زوجين، والخيانة التي يعقبها الصفح، والأسير الذي صمد في ليل الطغاة.
«بالأمس صرخ في وجه الظلم راميا استقالته، واليوم يصرخ في وجه الطغاة المحتلين»*.
شخصيات عملها مغرقين بالمثالية في زمن ليس لهم. يواجهون الحياة وتقلباتها بقلب أبيض وروح جميلة. تأسرهم الرقة ويجذبهم البحر، كائنات لا تصادفها عادة. كتبت حكاياتهم بلغة كلاسيكية تعتمد على البساطة ورهافة الوصف والمضامين الإنسانية النبيلة.
وهي المغرمة بالأمكنة يبدو مكانها المفضل واضحا في العمل «السالمية» بأحيائها التائهة في حضن البحر والقمر.
«عريقة السالمية، مغروسة دائما على جدران الذاكرة، جميلة بعظمة بحرها الأسطوري الموج، بطيبة أهلها، بعبق تاريخها، ساحرة تسحر الانسان بمصابيحها وأنوارها و سياراتها المشعة بالألوان و الأضواء. هي كبيرة قادرة على الابتلاع والاستيعاب لكل شيء»*.
بعض قصص المجموعة تتميز بلغتها الواضحة وقيمها الايجابية، ما يؤهلها أن تكون ضمن مناهج اللغة العربية للمرحلة الثانوية، تلك المناهج التي تبدو قاحلة ورتيبة رغم وجود الكثير من النصوص المناسبة، لكن ربما يلزمنا المزيد من الوقت حتى يتأكد القائمون على المناهج من الدمار المعرفي الذي سببوه للأجيال القادمة.
***
وبمناسبة الحديث عن المناهج و عن بعض المقالات التي كتبتها حول الموضوع، والتي لم يصل أي منها لوزيرة التربية رغم عناوينها الفاقعة «المناهج يا موضي» و«المناهج يا وزيرة»، وعتبي على الوزيرة عندما التقيتها بالصدفة أنها لا تقرأ ما يكتب عن الوزارة، وأنا لا ألومها شخصيا فبحكم المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقها ربما لا تملك من الوقت ما يجعلها تطلع على كل ما ينشر في الصحف، المهم أن يبادر أحد المسؤولين عن المناهج و تطويرها على الأقل بالقراءة و الرد و ربما الاستفادة من كل الملاحظات التي تكرر قولها عبر شريحة واسعة من المجتمع بصوت عال أو خافت، إنما أن يكون القائمون على الأمر لا يطلعون على الصحف ويوضع في يدهم مستقبل التعليم للأجيال المقبلة فتلك هي المفارقة المضحكة المبكية! وهي الوجه الآخر لذلك البحر الذي ردمه الجشع ولوثه الإهمال ونفقت فيه أسماك الأمل، مع الاعتذار للعبارة الأولى أعلى المقال للقاصة ليلى محمد صالح!
* المقاطع للقاصة ليلى محمد صالح من مجموعتها (ذلك البحر) 2010