سجل دقيق للنكبة وخطة واضحة لتجسيد حق العودة
ضوء / سلمان أبو ستة يضع أطلساً لـ«قارّته»... فلسطين
سلمان أبو ستة
| لندن - من إلياس نصرالله |
صدر بالانكليزية أخيراً عن «جمعية أرض فلسطين» المسجلة في لندن كتاب غير عادي يحمل اسم «أطلس فلسطين 1917 - 1966» لمؤلفه الدكتور سلمان أبو ستة وهو طبعة جديدة مُزيَّدة ومُنقحة لمشروع قديم للمؤلف صدر عام 2004 تحت اسم «أطلس فلسطين 1948».
فالأطالس الجغرافية عادة تتضمن خرائط متنوعة ومتعددة للعالم أو القارات، الا أن هذا الأطلس خصص لبلد واحد صغير نسبياً، من الناحية الجغرافية، قد يعتقد البعض أن صفحة واحدة كبيرة أو بضع صفحات معدودة من أطلس متوسط الحجم تكفي له. غير أن الكثير من الفلسطينيين يرون في وطنهم ليس مجرد بلد صغير، وهذا ما عبّرت عنه الأديبة الفلسطينية المعروفة نجوى قعوار فرح عندما اختارت لكتاب مذكراتها الشخصية عنوان «قارة اسمها فلسطين». وهو بالضبط ما عبّر عنه الأطلس الذي بين أيدينا، فجاء أشبه بعمل فني لعاشق رسم صورة تفصيلية ومليئة بالألوان والتعابير لحبيبته، فالعاشق هو أبو ستة والحبيبة هي فلسطين. والسبب في ذلك بكل بساطة ما حل بالشعب الفلسطيني وبقضيته وبالذات منذ صدور وعد بلفور بمنح فلسطين وطناً قومياً لليهود عام 1917، مروراً بنكبة فلسطين وقيام اسرائيل على أنقاضها عام 1948 الى أن احتلت اسرائيل الأجزاء الأخرى المتبقية من فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967 وما يواجهه الشعب الفلسطيني يومياً الى الآن من تشريد وما تواجهه الأراضي الفلسطينية من تهويد. أجل هذا التهويد كان دافعاً أساسياً لدى أبو ستة لوضع أطلسه حفاظاً على تاريخ وجغرافية فلسطين وتراثها من الضياع.
يقع الأطلس في حوالي 700 صفحة من الحجم الكبير وهو مجلدٌ تجليداً جيداً وقوياً، ويتضمن حوالي 500 صفحة من الخرائط التفصيلية لجميع أنحاء فلسطين من أقصى الشمال عند الملتقى الثلاثي لحدود سورية ولبنان وفلسطين وحتى موقع طابا على الحدود المصرية جنوبي أم الرشراش «ايلات»، في أقصى الجنوب على خليج العقبة والبحر الأحمر. وهذه الخرائط هي في الأصل صور ملتقطة من الجو لفلسطين التقطها سلاح الجو الملكي البريطاني في الفترة ما بين 1924 و1946، لأغراض تخدم الانتداب البريطاني على فلسطين في ذلك الوقت. علاوة على مجموعة كبيرة من الخرائط الأخرى كالخرائط التي توضح خطوط حدود فلسطين مع كل من مصر وسورية ولبنان وشرق الأردن، بما فيها الخرائط التي تم اعتمادها في عقد التسعينات الماضي بعد اتفاقي طابا بين مصر واسرائيل، ووادي عربة بين الأردن واسرائيل.
كذلك يتضمن الأطلس مجموعة خرائط توضح عملية مسح الأراضي التي تمت في فلسطين ابان الانتداب البريطاني وخريطة توضح الطريقة التي تم بها تقسيم فلسطين الى أقضية بلغ عددها 16 قضاء. والى جانب هذه الخريطة جداول توضح تقسيم الأقضية الى مناطق ومسطحات، ثم قائمة بأسماء جميع مدن وقرى فلسطين وفق السجلات البريطانية لعام 1945 وتتضمن مساحة كل مدينة وقرية وعدد سكانها وكم عدد العرب واليهود في كل منها.
ثم ينتقل الأطلس ليوضح بالتفصيل بواسطة الخرائط والرسوم البيانية والجداول ملكية الأراضي في فلسطين وتوزيعها بين العرب ثم اليهود الذين لم تتعدَ ملكيتهم للأراضي في فلسطين عشية سقوطها عام 1948 الستة بالمئة من المجموع العام لأراضي البلد. مع شرح مفصل لنوعية هذه الأراضي من أراض بناء وأراضي زراعية وأراضي مشاع وميري ومتروكة وموات وغيرها، وفقاً للتصنيفات التي كان معمولاً بها في العهد العثماني. مع فصل خاص للأراضي التي كانت مصنفة في العهدين العثماني والبريطاني على أنها ملك للدولة. بالاضافة الى جداول توضح الأراضي أو المساحات المخصصة للمرافق العامة كالمطارات ومعسكرات الجيش، التي بلغ عددها في عهد الانتداب البريطاني 34 مطاراً ومعسكراً بأحجام مختلفة. وغيرها من المرافق كالمدارس والمستشفيات والعقارات والأبنية الحكومية المختلفة التي بلغ عددها عام 1948 في فلسطين 2730 عقاراً، هذا بالاضافة الى الأماكن الدينية وغيرها من الأماكن العامة. كذلك يتضمن الأطلس جدولاً بمصادر المياه من أنهر وجداول وينابيع وآبار بلغ عددها 7587 مصدراًـ أصبحت كلها تقريباً تحت السيطرة الاسرائيلية حالياً. وبرزت في الأطلس الخرائط التي توضح المناطق التي خصصت لكل من العرب واليهود وفقاً لقرار التقسيم في عام 1947، وخرائط تفصيلية لخطوط الهدنتين الأولى والثانية في عام 1948.
وخصص أبو ستة الفصل الثالث من الأطلس لنكبة عام 1948. وتضمن هذا الفصل خرائط تشبه الدليل السياحي لمجموعة كبيرة من المدن والبلدات في فلسطين قبل عام 1948 مثل غزة والقدس ويافا مع مجموعة صور نادرة ملتقطة من الجو لعدد من هذه المدن والبلدات. بالاضافة الى خرائط توضح الكيفية التي احتلت بها اسرائيل الأراضي العربية بالتدريج مرحلة بعد أخرى، مع جدول بجرائم الحرب الجماعية، من مذابح وفظائع وعمليات سلب ونهب، التي ارتكبها الاسرائيليون بحق الفلسطينيين وبلغ عددها وفقاً للجدول 232 جريمة حرب جماعية. واستند أبو ستة في اعداد هذا الجدول على المصادر الاسرائيلية وفعل الشيء ذاته مع جداول أخرى.
وكشف أبو ستة في الأطلس عن اتفاق سري تواطأت فيه مصر أيام الملك فاروق عام 1949 مع اسرائيل وتم فيه التنازل لاسرائيل عن نصف مساحة قطاع غزة الأصلية ضمته اسرائيل اليها في ذلك الحين، فتقلص حجم القطاع الى ما هو عليه الآن. وأورد أبو ستة خرائط تفصيلية توضح كيف تمت هذه العملية. كذلك خرائط تفصيلية لكيفية رسم الحدود بين الأردن واسرائيل عام 1949.
وبرز في الأطلس جدول باللغتين العربية والانكليزية بأسماء البلدات والقرى الفلسطينية التي احتلتها اسرائيل ودمرتها عام 1948 بيّن فيه مواقع هذه القرى ومساحاتها وعدد سكانها وتاريخ اخلائها من السكان.
وخصص الفصل الرابع من الأطلس للحديث عمّا جرى للفلسطينيين الذين شُرِّدوا من ديارهم وأين وصلوا في ديار اللجوء، مع خرائط ورسوم بيانية توضح بالتفصيل المواقع الجديدة التي انتقل اللاجئون الفلسطينيون اليها في البلدان العربية المجاورة وجداول قديمة وحديثة توضح أعدادهم. ولا يخفي أبو ستة أنه وضع الأطلس خدمة لهدف تمكين اللاجئين الفلسطينيين من ممارسة حقهم في العودة الى وطنهم وأملاكهم التي شُرِّدوا منها عام 1948. ووضح الأطلس كيفية اجراء عملية الاستيلاء الفعلي على أملاك اللاجئين من جانب مؤسسات دولة اسرائيل مثل الصندوق القومي اليهودي وادارة أراضي اسرائيل والكيرن كيميت وغيرها وعمليات المصادرة لأراضي العرب في خمسينات القرن الماضي وأورد جدولاً خاصاً بها.
وتعرّض الأطلس لعمليات تغيير معالم الأرض والطبيعة في فلسطين من جانب اسرائيل مثلما حدث في غور الحولة، حيث جرى في الخمسينات سحب مياه بحيرة طبريا بكميات هائلة عبر خط مياه ضخم يشق اسرائيل بالطول من طبريا الى النقب نتج عنه تجفيف بحيرة الحولة وتوزيع الأراضي التي ظهرت في الموقع على المستوطنات اليهودية التي انتشرت في المنطقة، على نحو أضر بالبيئة الطبيعية لفلسطين وألحق ضرراً فادحاً بنهر الأردن لانخفاض كميات المياه، التي تجري فيه وصولاً الى البحر الميت، لأدنى مستوى.
وأورد الأطلس جدولاً بأسماء المدن والقرى الفلسطينية التي بقيت داخل اسرائيل بعد عام 1948 والبالغ عددها 211 قرية موزعة على 13 قضاء من أقضية فلسطين الأصلية التي وقعت تحت سيطرة اسرائيل في الجليل والمثلث والنقب، ما عدا الضفة الغربية التي ضُمّت الى الأردن وقطاع غزة الذي وقع تحت السيطرة المصرية.
والى جانب ذلك أورد الأطلس جداول تبيّن التوزيع السكاني للعرب واليهود في فلسطين وأخرى تبين استخدام الأراضي فيها من الطرفين. وخلص أبو ستة الى وضع خطة مفصلة لعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم مرفقة بجداول تفصيلية توضح سهولة مثل هذا الأمر اذا توفرت الارادة السياسية لدى المجتمع الدولي لانصاف الشعب الفلسطيني وتمكينه من نيل حقوقه.
صدر بالانكليزية أخيراً عن «جمعية أرض فلسطين» المسجلة في لندن كتاب غير عادي يحمل اسم «أطلس فلسطين 1917 - 1966» لمؤلفه الدكتور سلمان أبو ستة وهو طبعة جديدة مُزيَّدة ومُنقحة لمشروع قديم للمؤلف صدر عام 2004 تحت اسم «أطلس فلسطين 1948».
فالأطالس الجغرافية عادة تتضمن خرائط متنوعة ومتعددة للعالم أو القارات، الا أن هذا الأطلس خصص لبلد واحد صغير نسبياً، من الناحية الجغرافية، قد يعتقد البعض أن صفحة واحدة كبيرة أو بضع صفحات معدودة من أطلس متوسط الحجم تكفي له. غير أن الكثير من الفلسطينيين يرون في وطنهم ليس مجرد بلد صغير، وهذا ما عبّرت عنه الأديبة الفلسطينية المعروفة نجوى قعوار فرح عندما اختارت لكتاب مذكراتها الشخصية عنوان «قارة اسمها فلسطين». وهو بالضبط ما عبّر عنه الأطلس الذي بين أيدينا، فجاء أشبه بعمل فني لعاشق رسم صورة تفصيلية ومليئة بالألوان والتعابير لحبيبته، فالعاشق هو أبو ستة والحبيبة هي فلسطين. والسبب في ذلك بكل بساطة ما حل بالشعب الفلسطيني وبقضيته وبالذات منذ صدور وعد بلفور بمنح فلسطين وطناً قومياً لليهود عام 1917، مروراً بنكبة فلسطين وقيام اسرائيل على أنقاضها عام 1948 الى أن احتلت اسرائيل الأجزاء الأخرى المتبقية من فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967 وما يواجهه الشعب الفلسطيني يومياً الى الآن من تشريد وما تواجهه الأراضي الفلسطينية من تهويد. أجل هذا التهويد كان دافعاً أساسياً لدى أبو ستة لوضع أطلسه حفاظاً على تاريخ وجغرافية فلسطين وتراثها من الضياع.
يقع الأطلس في حوالي 700 صفحة من الحجم الكبير وهو مجلدٌ تجليداً جيداً وقوياً، ويتضمن حوالي 500 صفحة من الخرائط التفصيلية لجميع أنحاء فلسطين من أقصى الشمال عند الملتقى الثلاثي لحدود سورية ولبنان وفلسطين وحتى موقع طابا على الحدود المصرية جنوبي أم الرشراش «ايلات»، في أقصى الجنوب على خليج العقبة والبحر الأحمر. وهذه الخرائط هي في الأصل صور ملتقطة من الجو لفلسطين التقطها سلاح الجو الملكي البريطاني في الفترة ما بين 1924 و1946، لأغراض تخدم الانتداب البريطاني على فلسطين في ذلك الوقت. علاوة على مجموعة كبيرة من الخرائط الأخرى كالخرائط التي توضح خطوط حدود فلسطين مع كل من مصر وسورية ولبنان وشرق الأردن، بما فيها الخرائط التي تم اعتمادها في عقد التسعينات الماضي بعد اتفاقي طابا بين مصر واسرائيل، ووادي عربة بين الأردن واسرائيل.
كذلك يتضمن الأطلس مجموعة خرائط توضح عملية مسح الأراضي التي تمت في فلسطين ابان الانتداب البريطاني وخريطة توضح الطريقة التي تم بها تقسيم فلسطين الى أقضية بلغ عددها 16 قضاء. والى جانب هذه الخريطة جداول توضح تقسيم الأقضية الى مناطق ومسطحات، ثم قائمة بأسماء جميع مدن وقرى فلسطين وفق السجلات البريطانية لعام 1945 وتتضمن مساحة كل مدينة وقرية وعدد سكانها وكم عدد العرب واليهود في كل منها.
ثم ينتقل الأطلس ليوضح بالتفصيل بواسطة الخرائط والرسوم البيانية والجداول ملكية الأراضي في فلسطين وتوزيعها بين العرب ثم اليهود الذين لم تتعدَ ملكيتهم للأراضي في فلسطين عشية سقوطها عام 1948 الستة بالمئة من المجموع العام لأراضي البلد. مع شرح مفصل لنوعية هذه الأراضي من أراض بناء وأراضي زراعية وأراضي مشاع وميري ومتروكة وموات وغيرها، وفقاً للتصنيفات التي كان معمولاً بها في العهد العثماني. مع فصل خاص للأراضي التي كانت مصنفة في العهدين العثماني والبريطاني على أنها ملك للدولة. بالاضافة الى جداول توضح الأراضي أو المساحات المخصصة للمرافق العامة كالمطارات ومعسكرات الجيش، التي بلغ عددها في عهد الانتداب البريطاني 34 مطاراً ومعسكراً بأحجام مختلفة. وغيرها من المرافق كالمدارس والمستشفيات والعقارات والأبنية الحكومية المختلفة التي بلغ عددها عام 1948 في فلسطين 2730 عقاراً، هذا بالاضافة الى الأماكن الدينية وغيرها من الأماكن العامة. كذلك يتضمن الأطلس جدولاً بمصادر المياه من أنهر وجداول وينابيع وآبار بلغ عددها 7587 مصدراًـ أصبحت كلها تقريباً تحت السيطرة الاسرائيلية حالياً. وبرزت في الأطلس الخرائط التي توضح المناطق التي خصصت لكل من العرب واليهود وفقاً لقرار التقسيم في عام 1947، وخرائط تفصيلية لخطوط الهدنتين الأولى والثانية في عام 1948.
وخصص أبو ستة الفصل الثالث من الأطلس لنكبة عام 1948. وتضمن هذا الفصل خرائط تشبه الدليل السياحي لمجموعة كبيرة من المدن والبلدات في فلسطين قبل عام 1948 مثل غزة والقدس ويافا مع مجموعة صور نادرة ملتقطة من الجو لعدد من هذه المدن والبلدات. بالاضافة الى خرائط توضح الكيفية التي احتلت بها اسرائيل الأراضي العربية بالتدريج مرحلة بعد أخرى، مع جدول بجرائم الحرب الجماعية، من مذابح وفظائع وعمليات سلب ونهب، التي ارتكبها الاسرائيليون بحق الفلسطينيين وبلغ عددها وفقاً للجدول 232 جريمة حرب جماعية. واستند أبو ستة في اعداد هذا الجدول على المصادر الاسرائيلية وفعل الشيء ذاته مع جداول أخرى.
وكشف أبو ستة في الأطلس عن اتفاق سري تواطأت فيه مصر أيام الملك فاروق عام 1949 مع اسرائيل وتم فيه التنازل لاسرائيل عن نصف مساحة قطاع غزة الأصلية ضمته اسرائيل اليها في ذلك الحين، فتقلص حجم القطاع الى ما هو عليه الآن. وأورد أبو ستة خرائط تفصيلية توضح كيف تمت هذه العملية. كذلك خرائط تفصيلية لكيفية رسم الحدود بين الأردن واسرائيل عام 1949.
وبرز في الأطلس جدول باللغتين العربية والانكليزية بأسماء البلدات والقرى الفلسطينية التي احتلتها اسرائيل ودمرتها عام 1948 بيّن فيه مواقع هذه القرى ومساحاتها وعدد سكانها وتاريخ اخلائها من السكان.
وخصص الفصل الرابع من الأطلس للحديث عمّا جرى للفلسطينيين الذين شُرِّدوا من ديارهم وأين وصلوا في ديار اللجوء، مع خرائط ورسوم بيانية توضح بالتفصيل المواقع الجديدة التي انتقل اللاجئون الفلسطينيون اليها في البلدان العربية المجاورة وجداول قديمة وحديثة توضح أعدادهم. ولا يخفي أبو ستة أنه وضع الأطلس خدمة لهدف تمكين اللاجئين الفلسطينيين من ممارسة حقهم في العودة الى وطنهم وأملاكهم التي شُرِّدوا منها عام 1948. ووضح الأطلس كيفية اجراء عملية الاستيلاء الفعلي على أملاك اللاجئين من جانب مؤسسات دولة اسرائيل مثل الصندوق القومي اليهودي وادارة أراضي اسرائيل والكيرن كيميت وغيرها وعمليات المصادرة لأراضي العرب في خمسينات القرن الماضي وأورد جدولاً خاصاً بها.
وتعرّض الأطلس لعمليات تغيير معالم الأرض والطبيعة في فلسطين من جانب اسرائيل مثلما حدث في غور الحولة، حيث جرى في الخمسينات سحب مياه بحيرة طبريا بكميات هائلة عبر خط مياه ضخم يشق اسرائيل بالطول من طبريا الى النقب نتج عنه تجفيف بحيرة الحولة وتوزيع الأراضي التي ظهرت في الموقع على المستوطنات اليهودية التي انتشرت في المنطقة، على نحو أضر بالبيئة الطبيعية لفلسطين وألحق ضرراً فادحاً بنهر الأردن لانخفاض كميات المياه، التي تجري فيه وصولاً الى البحر الميت، لأدنى مستوى.
وأورد الأطلس جدولاً بأسماء المدن والقرى الفلسطينية التي بقيت داخل اسرائيل بعد عام 1948 والبالغ عددها 211 قرية موزعة على 13 قضاء من أقضية فلسطين الأصلية التي وقعت تحت سيطرة اسرائيل في الجليل والمثلث والنقب، ما عدا الضفة الغربية التي ضُمّت الى الأردن وقطاع غزة الذي وقع تحت السيطرة المصرية.
والى جانب ذلك أورد الأطلس جداول تبيّن التوزيع السكاني للعرب واليهود في فلسطين وأخرى تبين استخدام الأراضي فيها من الطرفين. وخلص أبو ستة الى وضع خطة مفصلة لعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم مرفقة بجداول تفصيلية توضح سهولة مثل هذا الأمر اذا توفرت الارادة السياسية لدى المجتمع الدولي لانصاف الشعب الفلسطيني وتمكينه من نيل حقوقه.