عبدالله زمان / وبناءً عليه / هكذا يعادون رئيس الوزراء

تصغير
تكبير
سمعناً كثيراً بأن نوّاب يتقصدون في كل مرّة رأس الحكومة، وهو سمو رئيس مجلس الوزراء وصولاً للانقضاض على الحكومة بأكملها وإسقاطها في كل فصل تشريعي. ليكرروا ذلك على فصلين تشريعيين وما يترتب عليه من استبعاد تعيين أي رئيس للوزراء، تم إقرار عدم تعاون معه لمرتين متتاليتين من قبل مجلس الأمة. فالنتيجة يحرم الشيخ ناصر المحمد من منصب رئيس الوزراء للأبد.

أيّها السادة، بمعزل من أنك تؤيد سمو رئيس مجلس الوزراء أو لا تؤيده، تحبه أو لا تحبه، فهذا شأنك وإن اختلفنا في ما بين بعضنا البعض. القضية لا يمكن لها أن تنتهي إلى هذا الحد من التهاب سياسي. برأيي الذي يوافق عليه الكثير من المراقبين السياسيين، بأن محاربة سمو رئيس مجلس الوزراء ستمتد إلى أكثر من استجواب، بل أكثر من فصل تشريعي. وهنا تتضح معالم جديدة لأجندة البعض، وفي مجملها هي أجندة طويلة الأمد بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

إن الغاية من استهداف رأس الحكومة في كل مرّة والإصرار على استجواب الشيخ ناصر المحمد في كل شاردة وواردة، سيلهب الساحة السياسية على مدى اشهر طويلة بل سنوات. فلو فرضنا بأن كتاب عدم التعاون وتداعيات هذا الكتاب استمرت لسنتين أو ثلاث سنين. فإن مجرد إقرار عدم التعاون مع رئيس الوزراء سينجز أول مرحلة من تلك الأجندة. وعليه فإن العمل على استكمال تلك الأجندة يقضي لمعاودة المرحلة السابقة من جديد. أي أن استهداف لشخص الشيخ ناصر المحمد مرّة أخرى، بشكل مباشر أو من خلال التدرج عبر مساءلة وزرائه،حتى ينتهي الأمر بهم لاستهداف الرئيس مرة أخرى ورفع كتاب عدم تعاون.

وكما قلنا، انه لو نجحت كل مرحلة من مراحل استهداف الرئيس وإقرار كتاب عدم التعاون معه، لكان الناتج ست سنوات من التهاب وغليان على الساحة السياسية. فما بالكم لو لم ينجح كتاب عدم التعاون حينما يخلف خلفه سنوات طويلة من الصراعات الشخصانية، والتي تطول بكل فجاجة شخص سمو الرئيس. باختصار يا سادة، فنحن نتكلم عن أجندة أقل عمر لها ست سنوات، إلاّ أن الواقع يقول ان تلك الأجندة قد تطول لأكثر من عشر سنوات.

وفي ذات الصلة، أعتب كثيراً على بعض النوّاب الوطنيين الذين دخلوا خندق تلك الأجندة. فمن دواعي استغرابي بأنهم لم يكشفوا بعد ماهية مثل هذه الخرائط المشبوهة وانطلت عليهم خرافات بعض المأزمين. إذ كيف وهم على هذه المكانة من الخبرة لم يلتفتوا لحقيقة مآرب بعض النوّاب التي أصبحت مكشوفة، على الأقل انكشاف العمر الزمني لتلك الأجندة المشؤومة وما يترتب عليه من إدخال البلد في ظلام حالك وتأزيم مستحكم على الدولة برمتها واستقطاب شعبي خطير.

نبارك للأخ العزيز الدكتور عبدالمحسن جمال على تعيينه مستشاراً باللجنة الاستشارية العليا لدول مجلس التعاون. فهو رجل مثابر وصاحب خبرة سياسية لا أشك بأنه سيضعها لصالح الكويت من خلال موقعه الجديد.





عبدالله زمان

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي