مبارك مزيد المعوشرجي / «ولي رأي» / «بياع الخبل عباته»

تصغير
تكبير
«بياع الخبل عباته»... مثل كويتي قديم كان يطلق على فترة زمنية مابين البرد المربعانية وبرد العجوز القارس، وسمي كذلك لأن أحدهم باع بشته مستعجلاً فيها، ولم يحسب حساب برد العجوز فمات من البرد، وما تمر به اليوم البلاد وتعيشه ساحتنا السياسية هذه الأيام هي جرعة مفرطة من ديموقراطية غير مسؤولة وطوفان من جرأة القول وجدته فترة غاب فيها العقل واختفت الحكمة أصبح مستقبل البلد في مهب الريح.

وطلعت لنا رموز باهتة تغتصب أسماعنا ببذيء الكلام مسيئة لكل شريف وطاهر... فاللحى عار والعمائم سبة التعقل خوف والطاعة خيانة، فضاع الحق وزورت الحقيقة وصار قادة الرأي عندنا كل جاهل وعابس عالي الصوت مخبول التصرفات، أما البطولة والشجاعة فهي بالخروج عن القانون وتحدي السلطات الرسمية، وصار الإعلام سوقا رائجة وأصبح للكتاب والإعلاميين أجور مرتفعة وللمواقف مقابل مجز.

ودخل الإعلام الرسمي في غيبوبة تاركاً الساحة لكل مطبل ومزمر بنشاز، وحمل أدعياء الوطنية همومنا إلى الاعلام الخارجي... ليتمادى في التجريح والتشهير والإساءة بالوطن ورموزه، مخوفاً مواطنيه من داء الديموقراطية ووباء الحرية المنتشر في الكويت وتخلي العقلاء عن النصيحة خوفاً على سمعتهم وتاريخهم من ردة فعل نواب لديهم مناعة من قبول النصيحة ويرونها انتقاصاً لمكانتهم، فهل تريدوننا أن نبيع عباءة الحرية «كما فعل الخبل»، ونواجه عاصفة لانعرف مداها فتضيع الحرية او لا قدر الله يضيع البلد، فمن باع دفئه... لا يشتكي من البرد.

إضاءة

سرني مقال الدكتور فهد الخنة، الذي تم نشره في يوم الخميس الماضي، والذي اعتذر فيه عمّا صدر منه، وما تم إساءة فهمه لكلام صدر منه في احدى الندوات وتناقلته وسائل الاعلام، وهذا ما عهدناه من أبي صالح من حكمة وشجاعة واتزان.





مبارك مزيد المعوشرجي

كاتب كويتي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي